أعلن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أن بلاده تضع جميع إمكاناتها وخبراتها في خدمة العراق.
جاء ذلك خلال لقاء جمع، الأربعاء، بين بن سلمان ورئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي الوفد المرافق له في الرياض.
ووصل عبد المهدي الأربعاء، إلى الرياض في زيارة رسمية تستغرق يومين، يرافقه فيها 11 وزيرا، و68 مسؤولا حكوميا، وأكثر من 70 رجل أعمال.
وذكر بيان صدر، صباح الخميس، عن مكتب عبد المهدي، أن «تطوير العلاقات العراقية السعودية حاجة ملحة لنا وللمنطقة ويساعد بتحقيق السلم والتنمية والازدهار».
وأضاف، أن «شعبنا بعد ما عاناه من حروب وإرهاب على مدى نصف قرن، يتطلع إلى عودة الحياة الطبيعية وعهد استقرار ورفاه اقتصادي وخدمات أفضل».
وأوضح عبد المهدي، أن «ما رأيناه خلال زيارتنا للمملكة يعكس الجدية والرغبة المشتركة بتطوير العلاقات، وما تم التوقيع عليه من اتفاقيات ومذكرات تفاهم يشكل بداية لفتح آفاق جديدة تلبي مصالح الشعبين».
من جهته، قال بن سلمان، خلال استقباله عبد المهدي، إن «المملكة تنظر إلى العراق بإكبار واحترام، ونموه وقوته شيء أساسي بالنسبة لنا، ويسرنا رؤيته بهذا المستوى من الاستقرار ونتمنى أن يأخذ المكانة التي يستحقها في محيطه العربي والإقليمي»، بحسب البيان العراقي.
وأضاف: «نضع كل إمكانات وخبرات المملكة في خدمة العراق وشعبه، ونتطلع معاً للاستفادة من الطاقات والفرص الاقتصادية المتوفرة لدى البلدين».
#سمو_ولي_العهد يلتقي رئيس وزراء #العراق ويعقدان جلسة مباحثات رسمية.https://t.co/b6gqsvMOHN#واس pic.twitter.com/1XaPXdoqyX
— واس (@spagov) April 17, 2019
وأشار البيان أنه «جرى خلال اللقاء المشترك الذي ضم أعضاء الوفدين بحث التعاون في مجالات توفير الطاقة الكهربائية وتحلية المياه والسكن والنفط ومشتقاته، وتطوير القطاع الزراعي والتجاري وطرق الري والصناعات وتشجيع الاستثمارات في المجالات السياحية والثقافية والرياضية».
كما تم بحث «إمكانية زيادة حصة العراقيين في الحج وفق النسبة السكانية المتصاعدة، وتأكيد الرغبة لرفع مستوى التعاون ضمن عمل المجلس التنسيقي بين البلدين».
وجرى خلال الجلسة استعراض العلاقات الثنائية، ومجالات التعاون بين البلدين الشقيقين وفرص تطويره، وبحث مستجدات الأوضاع في المنطقة، واستعراض جهود التعاون المشترك في نطاق المجلس التنسيقي السعودي العراقي، وبحث مزيد من الفرص الواعدة بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين.#واس pic.twitter.com/L1DLCBCTi3
— واس (@spagov) April 17, 2019
واستأنفت السعودية العلاقات الدبلوماسية مع العراق في ديسمبر 2015، بعد 25 عاما من انقطاعها جراء الغزو العراقي للكويت عام 1990.
وبعد عقود من التوتر بدأت العلاقات تتحسن، عقب زيارة لبغداد في 25 فبراير 2017، قام بها وزير الخارجية السعودي آنذاك، عادل الجبير.
وكانت هذه أول مرة يصل فيها مسؤول سعودي رفيع المستوى إلى العاصمة العراقية منذ 1990، وهو ما مهد الطريق لمزيد من الزيارات المتبادلة.
وفي يونيو 2017، زار رئيس الوزراء العراقي حينها، حيدر العبادي، السعودية، واتفق على تأسيس «مجلس تنسيقي» للارتقاء بالعلاقات إلى «المستوى الاستراتيجي».
ويرى مراقبون أن العراق يمثل إحدى ساحات التنافس على النفوذ الإقليمي بين السعودية وإيران، المرتبطة بعلاقات وثيقة مع معظم القوى السياسية الشيعية في بغداد.