قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية إن الولايات المتحدة رتبت عقد محادثات سرية بين إسرائيل والإمارات بشأن إيران.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين، على اطلاع بالترتيبات الدبلوماسية السرية (لم تسمهم)، قولهم إن إسرائيل والإمارات عقدتا اجتماعات سرية رتبتها واشنطن، خلال الأشهر الأخيرة لتبادل المعلومات وتنسيق الجهود لمواجهة ما يعتبرانه “التهديد المتزايد” الذي تشكله إيران.
وأشارت أن المبعوث الأميركي الخاص لإيران، برايان هوك، هو من نظم عقد الاجتماعات؛ وذلك في أحدث مؤشر على ذوبان الجليد بشكل مستمر بين إسرائيل ودول الخليج العربي، الذي تحقق إلى حد كبير بفضل عدائهما المشترك تجاه طهران ومحاولاتها لنشر نفوذها الإقليمي.
وقال مسؤول أميركي إن الاجتماع الأول عُقد في ربيع العام الحالي، وعقد اجتماع آخر في الآونة الأخيرة؛ غير أنه لا يمكن معرفة مواعيد ومواقع الاجتماعات غير المعلنة.
ولفت مسؤولون آخرون إلى أن هذه الاجتماعات كانت معروفة لعدد قليل من الأشخاص داخل الحكومة الأميركية.
وترتبط إسرائيل بعلاقات دبلوماسية مع مصر والأردن فقط، ولا تزال خلافاتها التاريخية قائمة مع هاتين الدولتين وكذلك الدول العربية الأخرى؛ لا سيما بخصوص النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.
لكن الاتصالات السرية، وأحيانًا العلنية، بين إسرائيل ودول الخليج زادت وتيرتها خلال السنوات الأخيرة في ظل تزايد المخاوف بشأن البرنامج النووي الإيراني، ودورها في النزاعات في العراق وسوريا واليمن.
وأوضحت الصحيفة أن المسؤولين الأميركيين يهدفون إلى تعزيز التعاون الدبلوماسي والعسكري والاستخباري في التعامل مع إيران.
ورفض مسؤولون إماراتيون التعليق؛ كما لم يرد المسؤولون الإسرائيليون على طلب التعليق.
وذكر مسؤول أميركي سابق أن هوك يريد مساعدة إسرائيل والإمارات في حث دول أخرى في أوروبا والشرق الأوسط على اتخاذ موقف صارم بشأن طهران؛ لكن ما يعقد الأمور هو أن الإمارات لديها قنوات خلفية دبلوماسية خاصة مع إيران.
وزار وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتز، الإمارات المتحدة في وقت سابق من هذا العام لحضور مؤتمر للأمم المتحدة، وقال الأسبوع الماضي إنه التقى بـ”شخصية رفيعة المستوى” في الحكومة الإماراتية.
كما التقى كاتز الشهر الماضي في واشنطن بوزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة.
وعلى خلفية التوتر بين واشنطن وطهران، طلبت الأولى في يوليو الماضي من حلفائها المشاركة في مهمة بحرية لحماية الملاحة في مضيق هرمز، من الممارسات الإيرانية، رغم تردد الدول الأوروبية في هذا الشأن.
والثلاثاء الماضي، أعلنت إسرائيل مشاركتها في الخطة الأميركية لتأمين الملاحة بالخليج العربي.
واتهمت واشنطن وحلفاء خليجيون لها، خاصة الرياض وأبوظبي، طهران باستهداف سفن تجارية ومنشآت نفطية في الخليج، وهو ما نفته إيران، وعرضت توقيع اتفاقية “عدم اعتداء” مع دول الخليج.