تحدثت صحيفة «الجارديان» في افتتاحيتها حول وضع المسلمين في الإيجور، مشيرة إلى أن العنف في شمال غرب الصين يتخذ عدة أشكال تستحق النظر والتدقيق فيها.
وتقول الافتتاحية، التي «ترجمتها “عربي21»، إنه «عندما يتم سجن مليون إيجوري وغيرهم من المسلمين في معسكرات اعتقال في ولاية تشنجيانج، وكما أظهرت الوثائق حول زيادة حالات السخرة، يبدو من الحماقة الانتباه إلى شكل عروض الأزياء أو صالونات التجميل أو المتنزهات، إلا أن هذه التطورات تعد جزءا من جهود الصين لمحو ثقافة الإيجور».
وتشير الصحيفة إلى أن «الأبحاث الأخيرة تكشف تفاصيل عن الجهود الرسمية لتغيير أساليب ارتداء المرأة المسلمة لزيها، التي بدأت في عام 2011، في (مشروع الجمال)، والتي شجعت النساء المسلمات على رمي النقاب والحجاب، وشهدت المنطقة ظهور محلات للتجميل وتصفيف الشعر، التي قال مسؤول إن الهدف منها هو تغيير صورة جسد المرأة، وبالتالي أسلوب حياتها وطريقة تفكيرها».
وتلفت الافتتاحية إلى أنه «في الوقت ذاته فإن الصور الفضائية كشفت عن تدمير عشرات المقابر في شمال غرب المنطقة في العامين الماضيين، ففي أكسو مثلا حيث دفن شاعر إيجوري مشهور تم نقل القبور، وتم تحويل المقبرة إلى (متنزه السعادة) حيث وضعت فيه نماذج حيوان باندا وملاعب للأطفال، وكشفت السياسات ذاتها عن تدمير الأماكن الإسلامية».
وتفيد الصحيفة بأن «هذه التطورات، مثل تشجيع الإيجور على الاحتفال بالعام الصيني الجديد، ودفع الإيجور ليتخلوا عن لغتهم، تمثل محاولة تدمير الثقافة الإيجورية، ولم يفلت الفنانون والأكاديميون ممن لهم علاقة بالترفيه من سياسات الحكومة، وتعتقد عائلة مدير الجامعة الإيجورية تشبولات طيب، حتى اختفائه عام 2017، باتهام السلطات له بالانفصال والحكم عليه بالإعدام».
وتؤكد الافتتاحية أن «القمع ضد ثقافة المسلمين بات يتوسع ليشمل المسلمين من أقلية الهوي في إقليم نينجشيا، وتصور بكين حملة القمع ضد المسلمين بأنها محاولة تعليمية أو (مراكز تدريب مهني)، وأنها جزء من سياسة ضرورية للتخلص من التطرف المسؤول عن سلسلة من الهجمات، لكنها وبعيدا عن رد مستهدف ضد الإرهاب فإن الحملة التعسفية الصينية والرقابة والاضطهاد العام تصل لحد معاملة السكان كلهم وطريقة حياتهم على أنها تهديد».
لماذا تضطهد الصين المسلمين؟
Posted by شبكة رصد on Monday, February 25, 2019
وتنوه الصحيفة إلى أن «الولايات المتحدة وضعت 28 شخصية صينية من مكاتب الأمن والشركات على القائمة السوداء؛ بسبب معاملة المسلمين الإيغور وغيرهم من المسلمين، قائلة إنهم تورطوا في انتهاكات حقوق الإنسان، وفرضت واشنطن قيودا على تأشيرات السفر».
وترى الافتتاحية أن «وراء هذا القرار الأميركي مصلحة ذاتية، نظرا للخطاب المعادي للإسلام والمهاجرين الصادر عن الرئيس دونالد ترامب، ومع ذلك فإنها تظل خطوة يرحب بها في ضوء استعداد بقية الدول للإذعان لمطالب بكين».
وتختم «الجارديان» افتتاحيتها بالقول إن «للدول ذات الغالبية المسلمة، التي تريد الحصول على استثمارات الصين، سجل مخجل، وفي الوقت الذي أصدرت فيه بريطانيا وألمانيا واليابان تصريحات متشددة، إلا أنها ظلت مترددة في الضغط على الصين، ما يعني أن هناك حاجة لعمل المزيد».