قال نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، إبراهيم منير، إن ما نشرته مجلة «انترسبت» الأميركية عن لقاء جمع قيادات من جماعة الإخوان ومسؤولين إيرانيين، أمر صحيح وحدث بالفعل عام 2014.
وأضاف- في حديث خاص مع «عربي21»-: «قام بعض الأصدقاء بدعوتنا لمقابلة مسؤولين إيرانيين، ونحن كأصحاب قضية لا نرفض لقاء أي وفد يريد مقابلتنا والتحدث معنا، بهدف الاستماع لوجهات النظر التي قد تتفق أو تختلف في بعض القضايا».
وذكر نائب مرشد الإخوان أن «هذا اللقاء كان فرصة لتوضيح رؤيتنا ووجهة نظرنا للمسؤولين الإيرانيين فيما يجري في المنطقة، وخصوصا ما يحدث في سوريا والعراق واليمن، لأن إيران بالتأكيد لها تأثير في تلك السياسات بهذه الدول».
واستطرد منير قائلا: «كان هناك استماع لوجهات النظر المتبادلة، وشعرنا أنهم مهتمون بالقضية المصرية، ونحن وجّهنا لهم الشكر على هذا الاهتمام، لكنهم لم يقولوا إنهم على استعداد لدعم الإخوان في مواجهة سلطة الانقلاب، ونحن بطبيعة الحال لم نطلب منهم أي دعم لنا».
ونفى صحة ما تم نشره بأن هدف اللقاء بين الإخوان والمسؤولين الإيرانيين هو بحث التحالف ضد السعودية، قائلا: «هذا الأمر غير صحيح، إلا أنه كان من الطبيعي أن يتطرق اللقاء للحديث عما يجري في المنطقة العربية والخلاف مع السعودية، وقلنا بوضوح رغم تأييد السعودية للانقلاب على الرئيس الراحل محمد مرسي، إلا أننا نرفض أي هجوم على المملكة العربية السعودية، لأننا بالتأكيد لا نرجو لأي دولة من دول المنطقة أن يحدث فيها أي مشاكل تحول دون استقرارها».
وتابع: «أما بالنسبة للمظالم التي وقعت على جماعة الإخوان جراء السياسة السعودية تجاه دعم الانقلاب العسكري المصري فأننا كالعادة نلجأ إلى الله فيها، ونصبر على ما نناله وما يحدث لنا، مع اليقين أن عدالة الله هي القائمة، ونرضى بقدر الله سبحانه وتعالى، وسنصبر كما صبرنا على كل المحن الماضية، ونحن على يقين أنها ستنتهي بإذن الله».
وأردف منير: «نعلم أن إيران تحترم جماعة الإخوان المسلمين وتقدر مصداقيتها ومواقفها، وكانت فرصة أن نظهر لهم رأينا وأبعاد مواقفنا، وشدّدنا تماما على أننا نرجو للجميع الاستقرار والأمن والأمان، مع العمل لصالح الإسلام والمسلمين واستقرار المنطقة».
وأشار منير إلى أنه لم تحدث أي لقاءات أخرى بين جماعة الإخوان ومسؤولين إيرانيين عقب هذا اللقاء الذي أكد أنه كان الوحيد منذ انقلاب 3 يوليو 2013 وحتى الآن، ولم تتبعه أو تسبقه أي لقاءات أخرى لا في تركيا أو غيرها، منوها إلى أن الوفد الإيراني ضم مندوبين عن الحكومة الإيرانية وممثلين عن وزارة الخارجية الإيرانية بالتحديد.
ونفى منير صحة ما نشر حول حضور المفوض السابق للعلاقات الدولية بجماعة الإخوان المسلمين يوسف ندا، اللقاء مع المسؤولين الإيرانيين، لافتا إلى أنه شارك بنفسه في هذا اللقاء، فضلا عن حضور القيادي بالجماعة محمود الإبياري.
وبسؤال عن طبيعة العلاقة بين جماعة الإخوان وإيران حاليا، أجاب: «العلاقة بيننا الآن لم تتغير، فهي كما كانت سابقا قبل الانقلاب العسكري في مصر، ولم يحدث فيها جديد لا سلبا أو إيجابا، وأحيانا ما تجمعنا لقاءات عامة في بعض الندوات والمحاضرات المفتوحة. ولا يوجد أي شيء غير معلن في العلاقة بيننا».
وذكر نائب مرشد الإخوان أن «مستقبل العلاقة بين الإخوان وإيران سيبقى كما هو دون تغيير، ونرجو للجميع الاستقرار والسلام، ولسنا ضد أحد».
وحول موقف الإخوان من مبدأ التقريب بين المذاهب، وخاصة «السنة والشيعة»، أوضح أن «هذا هو المجال الذي كنا ولا زالنا نعمل عليه مع الآخرين، لمحاولة التقريب بين المذاهب على أمل أن تنتهي حدّة الخلاف بين السنة والشيعة كأصحاب كتاب واحد ونبي واحد، وما زالنا نسير في هذا الطريق لعلنا نصل إلى رؤى مستقبلية واحدة تؤدي إلى نوع من الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم أجمع».
وأكمل: «توجهنا واضح ومعلن، وهم (المسؤولين الإيرانيين) يعرفونه جيدا، وقد أصررنا على هذا التوجه، وهو السلمية في العمل والحرص على استقرار كل الأنظمة في المنطقة بالعدالة ومع إعطاء الشعوب حقها في تقرير مصيرها، كما أكدنا على ضرورة الابتعاد عن العمل الطائفي وخاصة بين الشيعة والسنة».
واختتم منير بقوله: «لا ينبغي تضخيم الأمور وإعطائها حجم أكبر من حجمها، ولم يكن هناك اتفاق فيما بيننا، ومجلة انترسبت الأميركية نفسها لم تقل ذلك، ورغم ذلك مازالنا نتوقع الاستمرار في الحملة المغرضة لتشوية مواقف الجماعة».