انطلقت اليوم الأربعاء بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا اجتماع وزراء المياه والري لكل من مصر وإثيوبيا والسودان، والذي يناقش ملف ملئ سد النهضة الإثيوبي وتشغيله.
ويعد هذا الاجتماع هو الرابع والأخير لمفاوضات السد، والمنعقد في العاصمة الإثيوبية على مدى يومي الأربعاء والخميس.
وقال وزير الري الإثيوبي «سلشي بقلي» خلال الجلسة الافتتاحية، إنه خلال الخبرات السابقة أدركنا بأن قضية سد النهضة أصبحت سياسية أكثر منها فنية، مضيفا: «الحل الفني أفضل من الحلول السياسية».
ومن جهته قال وزير الري «محمد عبد العاطي»: «اليوم جئنا بمقترح نأمل أن نتفق عليه في هذا الاجتماع ، مصر تعاني من أزمة حادة في المياه».
وأعرب وزير الري، عن تطلع مصر في الوصول إلى «مسودة اتفاق» لملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي.
وقال عبد العاطي: «نأمل في التوصل إلى اتفاق شامل وتعاوني ذو منفعة متبادلة فيما يخص ملء وتشغيل سد النهضة (..) مثل هذا الاتفاق يجب أن يحمي دول المصب من الأضرار الجسيمة التي يمكن أن يسببها سد النهضة».
ودعا الوزير إلى أن «يتكامل سد النهضة في عملية إدارة مشتركة مع السد العالي في أسوان، بهدف الحفاظ على مرونة المنظومة المائية لمواجهة الظروف القاسية التي قد تنشأ عن ملء وتشغيل سد النهضة».
وتابع أن «نحتاج أيضًا إلى الاتفاق على تدابير تخفيف الجفاف بناءً على التنسيق والتعاون بين سد النهضة والسد العالي، وهو ما يعد ضروريًا بالنظر إلى حقيقة أن مصر تعاني بالفعل من نقص كبير في المياه يصل إلى 21 مليار متر مكعب في السنة».
وأكد أن «هناك فرصة حقيقية لتحقيق تقدم في هذا الاجتماع من أجل التغلب على هذه الاختلافات، ونأمل في الخروج بمسودة اتفاقية لملء وتشغيل سد النهضة».
وفي ذات السياق، قال وزير الري السوداني «ياسر عباس»: «نحن جئنا إلي أديس أبابا بصدر رحب لإجراء حوارا بناء ،وهناك فرص كبيرة للعمل سويا من أجل فائدة شعوب الدول الثلاث».
وفي وقت سابق الأربعاء، أعلنت هيئة الإذاعة والتلفزيون الحكومية الإثيوبية «فانا»، في نسختها باللغة الإنجليزية، انطلاق الاجتماع بين إثيوبيا والسودان ومصر في العاصمة أديس أبابا، لبحث ملء وتشغيل سد النهضة.
وقالت الهيئة : «في اجتماع أديس أبابا من المتوقع أن تتوصل الدول الثلاث إلى اتفاق بشأن القضايا التي لم يتم الاتفاق عليها».
وأشارت إلى أن «الدول الثلاث ستجتمع أيضًا في واشنطن لإنهاء اتفاقهم، وإذا لم يتم التوصل لاتفاق سيتم الاستناد إلى المادة 10 من إعلان المبادئ بين الدول الثلاثة بشأن السد لعام 2015».
وتعطي المادة الحق للأطراف المعنية في طلب الوساطة وهو مطلب مصري متكرر، أو إحالة الأمر للرؤساء لبحث أي خلاف.
والاجتماع الذي انطلق ينعقد على مدى يومين على مستوى وزراء الرى فى الدول الثلاث بمشاركة ممثلين من البنك الدولى والولايات المتحدة الأميركية بصفتهم مراقبين للاجتماعات.
ومن المقرر أن تجتمع الدول الثلاث بواشنطن في 13 يناير الجاري، لتقييم مباحثات الاجتماعات الأربعة.
وتتخوف القاهرة من تأثير سلبي محتمل للسد على تدفق حصتها السنوية من مياه نهر النيل، البالغة 55 مليار متر مكعب، فيما يحصل السودان على 18.5 مليار.
وتقول أديس أبابا إنها لا تستهدف الإضرار بمصالح مصر، والهدف من بناء السد هو توليد الكهرباء في الأساس.