تناول مركز إسرائيلي الفرص والآفاق المتاحة أمام الاحتلال لتعميق علاقته بمصر، في إطار مجالات الطاقة ومنتدى «غاز شرق المتوسط» وذلك بالرغم من التحفظات السياسية التقليدية.
وكشف مركز بحوث الأمن القومي التابع لجامعة «تل أبيب»، في التقرير الذي أعده «أوفير فنتر»، أن مصر تعمل على توثيق التعاون بين دول البحر المتوسط في عدة مجالات منها مجال الطاقة، وعلى رأس هذه الدول الاحتلال الإسرائيلي.
وأكد المركز في نشرته شبه الدورية، بعنوان «نظرة عليا»، على أهمية أن «تبلور إسرائيل سياسة بحر متوسط عامة تسمح لها باستنفاد مزيد من الفرص لتطوير علاقاتها مع مصر في حوض المتوسط».
وأشار المركز إلى أن «مصر تهتم بالبحر المتوسط في السنوات الأخيرة بشكل متزايد لثلاثة تطورات أساسية وهي؛ اكتشاف حقل الغاز ظهر، وإقامة منتدى الغاز الذي يشق الطريق لجعل مصر مفترق طاقة إقليمي، ويهدف لإقامة سوق للغاز، وتنمية المقدرات والبنى التحتية وتعميق التنسيق والحوار بين دول الأعضاء».
وكشف التقرير أن وزراء منتدى الغاز، الذين اجتمعوا في 16 ناير 2020 بالقاهرة، قرروا العمل على تطوير مكانة المنتدى ليصبح منظمة دولية حكومية، حيث طلبت فرنسا الانضمام إليه كعضو عادي، بالإضافة إلى طلب الولايات المتحدة الإنضمام كعضو مراقب دائم».
وحذر المركز من «التهديد الذي تشكله تركيا على تقدم التعاون الإقليمي في مجال الغاز، وتعاظم التوتر بين القاهرة وأنقرة عقب اتفاق ترسيم الحدود البحرية الذي وقعته تركيا مع ليبيا».
وأكد الباحث الإسرائيلي أن «مصر معنية بأن تجترف نصيبا من الأرباح وتعزز مكانتها الاستراتيجية كمفترق تصدير الغاز إلى أوروبا»، مشيرا إلى أن «تل أبيب لا تغيب عن حوار البحر المتوسط الذي تعمل عليه مصر، ولكن مكانها بقي حتى الآن هامشيا في المواضيع التي تخرج عن المصالح الاقتصادية في مجال الغاز».
وفي دراسته خلص الباحث الإسرائيلي إلى جملة من الفرص والتوصيات؛ وبينها: «رغم التحفظات السياسية التقليدية، يوفر البحر المتوسط لإسرائيل سلسلة فرص جديدة لتعميق علاقاتها مع مصر».
ولفت إلى أنه «على إسرائيل أن تعمل على تسوية مظاهر التعاون مع مصر في مجال الغاز والطاقة عبر تطوير المقدرات والشبكات، التنسيق الثنائي والمتعدد في إطار منتدى الغاز في شرق المتوسط وتشجيع الحوار المهني بين المحافل الحكومية، الشركات والخبراء من الطرفين».
وأوضح أن «الدعوة التي بعثت بها إسرائيل لمصر للانضمام إليها، في إقامة أنبوب الغاز إلى أوروبا، خطوة في الاتجاه الصحيح، لأنها تثبيت مكانة قطاع الطاقة كجهة استقرار وتقريب في العلاقات بين الجانبين».
ونبه أنه «يمكن لمنظمة اتحاد دول البحر المتوسط، أن تشكل إطارا مناسبا لانخراط إسرائيلي في مشاريع إقليمية من هذا القبيل، وعلى اسرائيل أن تفكر في تخصيص مقدرات وقوى بشرية أكبر لتعزيز نفوذها في إطار المنظمة».