شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«حسني مبارك».. محطات ما بين حكمه ووفاته

رحل حسني مبارك بعد أسبوعين من الذكرى التاسعة للإطاحة به في فبراير 2011، مخلفا وراءه حالة من الجدل بين مؤيديه ومعارضه.

حكم مبارك مصر طوال ثلاثين عاما، وأصبح خلال السنوات التسعة الماضية محط تأييد ورفض لم يسبق له مثيل منذ خلعه.

مبارك.. الحكم والثورة

فارق مبارك، الحياة بعد معاناة صحية عن عمر يناهز 92 عاما، بعد أن جلس على كرسى الحكم في 14 أكتوبر 1981 عقب اغتيال السادات.

وبعد ثلاثة عقود في الحكم، ومع كبر سن مبارك، برز دور نجله جمال، كرجل دولة، يتصدر مشهد السياسة ويقترب من السلطة مع بدء الألفية الثالثة وسط قلق في دوائر الحكم مع بدء طرح الصحافة مصطلح «التوريث»، في ظل انتقادات طالت الانتخابات والأوضاع الاقتصادية، وهو ما برز مع وقفات احتجاجات غير معتادة.

وفي 25 يناير2011، ثار الشعب ضد المخلوع، وبات شعار «يسقط يسقط حسني مبارك»، أيقونة ترتفع حتى استسلم في 11 فبراير 2011 للرحيل طواعيةً، في مشهد يعتبره البعض «موقفا وطنيا لحماية البلاد من الفوضى»، استجابةً لغضب الشعب.

وهناك انتقل مبارك من كرسى الحكم إلى كرسي المطارد بالاتهامات والهتافات الشعبية، ولم يشفع له سنه في منع نقله إلى السجن تحت ضغط تظاهرات واحتجاجات، لينكسر مبارك وأسرته بطريقة غير متوقعة.

ويخرج مبارك أمام الملايين خلف قفص حديدي يحاكم على تهم بقتل متظاهرين.

ورغم عشرات من قضايا الفساد وقتل المتظاهرين التي اتهم فيها هو ورموز حكمه، إلا أنه حصل على أحكام قضائية بالبراءة، بل وتحول مبارك نفسه إلى «شاهد» ضد من شاركوا في ثورة يناير 2011.

وعلى النقيض، يقبع في السجن الكثير من رموز وشباب الثورة أو اضطروا لمغادرة البلاد، فيما اقتصر نشاط آخرين على مواقع التواصل الاجتماعي.

مبارك ومرسي

في عصر 26 ديسمبر الماضي، ظهر مبارك متكئا على عكاز، ووصل إلى محكمة جنايات القاهرة، برفقه نجليه (علاء وجمال)، مرتديا بزة ورابطة عنق، وقد غطى الشيب رأسه، دون سريره الطبي الشهير الذي كان يظهر به أمام وسائل الإعلام خلال محاكمته عقب ثورة يناير.

وفي الناحية المقابلة له، ظهر الرئيس الراحل محمد مرسي في نفس المحاكمة داخل القفص الخلفي للمحكمة، مرتديا ملابس السجن.

هذا المشهد يظهر كيف تم التعامل مع رئيسين حكموا مصر، فمبارك نال رعاية طبية جيدة في حياته، وتعامل يوصف بالراقي والإنساني، وبعد وفاته نعته الدولة ومؤسساتها رسميا وسمحت لأسرته بإقامة عزاء له، مع الموافقه على جنازة عسكرية، وتغطية إعلامية كبيرة له.

وعلى النقيض، توفى مرسي داخل المحكمة بعد إهمال طبي متعمد حسب تقارير حقوقية، وبعد موته تم دفنه تحت جنح الظلام، وتم منع أسرته من إقامة جنازه له أو أخذ عزاءه، وعلى المستوي الرسمي تم تجاهل رحيل أول رئيس مدني لمصر، بل ونال الإعلام الرسمي من سمعته.

كوارث في عهد مبارك

شهدت سنوات حكم المخلوع مبارك سقوط آلاف الضحايا الأبرياء نتيجة القمع والفساد والإهمال، وانتهت بثورة شعبية جارفة ضد حكمه في 25 يناير 2011.

وخلفت أعوام حكم المخلوع ما يقرب من 20 مليون مواطن تحت خط الفقر، و8 ملايين في البطالة، و12 مليونا يعيشون في العشوائيات.

وشهدت مصر حودث مأساوية في عهد مبارك، منها غرق عبارة (السلام 98) قرب ميناء سفاجا، رايح ضحيتها أكثر من 1400 شخصا، وكان قبلها باخرة الحجاج (سالم إكسبريس) التي غرقت قبالة سواحل ميناء الغردقة على البحر الأحمر، ما أسفر عن مقتل جميع ركابها البالغ عددهم 476 شخصاً.

هذا بجانب حوادث القطارات حريق «قطار العياط» عام 2002، وراح ضحيته مئات الأشخاص.

وفي الجانب الاقتصادي، ارتفاع الديون الداخلية والخارجية في عهد مبارك إلى ما يقرب من تريليون و172 مليار جنيه، هذا بجانب وصول عجز الموازنة العامة للدولة إلى 170 مليار جنيه.

وجاء بيع شركات الدولة بأبخس الأثمان جريمة اقتصادية، أدت إلى تشريد آلاف العمال وأخرجتهم على المعاش المبكر.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023