شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

المبيدات المسرطنة.. ميراث مبارك الخبيث للشعب المصري

ارتكب نظام الرئيس المخلوع «محمد حسني مبارك» العديد من الجرائم بحق الشعب المصري طوال فترة حكمه التي امتدت لثلاثين عاما، ومن أكبر جرائمه هي استيراده للمبيدات المسرطنة، التي تسببت في إصابة أكثر من 10 مليون مصري بالمرض الخبيث.

وأعاد البعض قضية المبيدات المسرطنة إلى الواجهة مجددا بعد وفاة مبارك منذ أيام، بجانب قضايا وحوادث أخرى شهدها عهد المخلوع، للتذكير بجرائمه في حق الشعب، وذلك بعد أن قام النظام الحالي بتشييع جثمانه في جنازة عسكرية بحضور عبدالفتاح السيسي ورموز النظام السابق.

وأطلق رواد التواصل الاجتماعي هاشتاج #لن_ننسى_فساد_مبارك للتأكيد على رفض تمجيد الرئيس المخلوع الذي قامت عليه الثورة بعد أعوام من القمع والظلم والفساد.

**مبيدات إسرائيلية

بدأت القضية عام 2003 باتهام «يوسف والي» وزير الزراعة آنذاك و21 من مستشاريه ومساعديه باستيراد مبيدات زراعية مسرطنة من تل أبيب.

ورغم وجود قانون يقضي بحظر استيراد أو تداول أي مبيد زراعي من الـ38 مبيدا التي صنفتهم هيئة حماية البيئة الأميركية، محتمل مسرطن للإنسان، إلا أن يوسف والي رفع الحظر عن هذه المبيدات، وهو ما تم إثباته لاحقا في القضية.

ومنذ عام 1999 وحتى 2004، تسربت إلى السوق المصرى 5 مبيدات محرمة دوليا، بالإضافة إلى 59 نوعا آخر يستخدم تحت اشتراطات ومواصفات محددة بمعرفة وزارة الزراعة.

وتسببت تلك المبيدات الإسرائيلية المسرطنة، في انتشار العديد من الأمراض القاتلة بين المصريين، منها السرطان والعقم وأمراض الكلى والقلب، بالإضافة إلى تدمير المبيدات القاتلة للتربية الزراعية الخصبة وتحويلها إلى أراضى بور.

**والي بلا عقاب

استمرت القضية حتى عام 2010، وامتنع يوسف والي عن المثول أمام المحكمة، بعد أن قدم مساعد الوزير «يوسف عبد الرحمن» الأوراق التي تثبت مسؤولية يوسف والي عن إدخال المبيدات المسرطنة لمصر.

تم وقتها إثبات التهم على المتورطين، والحكم على «يوسف عبد الرحمن» مساعد يوسف والي بالسجن 10 أعوام، وعلى «راندا الشامي» مستشارة البورصة الزراعية بسبع أعوام وعلى باقي المتهمين بالسجن من عام لخمس أعوام.

أما يوسف والي فقد استخدم حصانته البرلمانية وقتها ولم يدخل السجن ولو يوم واحد، حيث امتنعت نيابة أمن الدولة عن تنفيذ قرار القاضي باتخاذ الإجراءات القانونية ضد والي.

**مبيدات بلا رقابة

فى 2004 قرر «أحمد الليثى» وزير الزراعة الأسبق والذي تولى الوزارة بعد «يوسف والى» إعادة لجنة مراقبة المبيدات التي ألغاها سلفه لتباشر عملها مرة أخرى، وقامت اللجنة بحظر العديد من المبيدات، وأعلنت الوزارة عن استعدادها لرد قيمة المبيدات لمن يقوم بتسليمها للوزارة إلا أنها مع الأسف لم تتسلم شيئا.

وحسب خبراء ومراقبين، فإن مصر تعاني بشدة من جراء انتشار مبيدات زراعية مختلفة محظورة دوليا، فضلا عن سوء الاستخدام المصرح به، وهو ما أدى إلى الإصابة بعدد من الأمراض الخطيرة، وفي مقدمتها أمراض السرطان والفشل الكلوي.

وفي تصريحات سابقة، قال وكيل المعمل المركزي للمناخ الزراعي «محمد فهيم» إن إحصائيات المعمل المركزي لمتبقيات المبيدات التابع لوزارة الزراعة تكشف عن وصول مصر لأعلى المناطق خطورة في استخدام المبيدات عالميا.

**ميراث مبارك

لقد قام يوسف والي بدعم وتأييد مبارك بتدمير صحة المصريين، حيث تم إفساد الزراعة بالبذور الإسرائيلية المهرمنة والمعالجة بالهندسة الوراثية، وإدخال المبيدات المسرطنة التي نشرت الأمراض الفتاكة بين المصريين.

لم تكن ثورة يناير مجرد انتفاضة عشوائية، وإنما كانت انفجارا شعبيا لبركان من الغضب نتيجة الفساد والسياسات المدمرة التي جعلت المصريين يقررون الإطاحة بحسني مبارك.

ورغم مرور أكثر من 9 أعوام على تنحي مبارك، إلا أن المصريين ما زالوا يتذكرون جرائم نظام الرئيس المخلوع ولم يقبلوا حملة التنزيه والمديح التي انطلقت لإضفاء التمجيد على أفعال مبارك بعد وفاته، فأعماله لا يمكن محوها ونسيانها.

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023