قال مستشرق إسرائيلي إن «إعلان وفاة الرئيس المصري المخلوع، محمد حسني مبارك، سبقته وفاة أخرى قبل سنوات، حين فقد السلطة قبل تسع سنوات، وتمت الإطاحة به من خلال مظاهرات ميدان التحرير وسط العاصمة المصرية القاهرة، فيما جاءت وفاته الثانية حين توقف قلبه عن النبض الأسبوع الماضي».
وأضاف ليعاد فورات، في مقاله بصحيفة «إسرائيل اليوم»، ترجمته «عربي21»، أن «مبارك، الرئيس المصري الذي بدأ حياته طيارا، وقاد سلاح الجو المصري في حرب الغفران في أكتوبر 1973، وعين لاحقا نائبا للرئيس الراحل أنور السادات، قاد حربا ضروسا ضد معارضيه بصورة عنيفة، وقد سعى من خلال ترؤسه للحزب الوطني الديمقراطي إلى تثبيت موقع مصر الإقليمي، وواصل حفاظه على اتفاق السلام مع «إسرائيل».
وأكد فورات، الباحث الإسرائيلي المتخصص في الشؤون المصرية المعاصرة، المحاضر في كلية صفد الأكاديمية، أن «مبارك اعتبر اتفاق السلام مع «إسرائيل» كنزا استراتيجيا على الصعيد القومي المصري، وقد استطاع مبارك التمسك بهذا الاتفاق حتى في أوقات عصيبة عاشها العالم العربي، مثل حرب لبنان الأولى لعام 1982، والانتفاضة الفلسطينية الأولى لعام 1987».
كيف قتل #حسني_مبارك عقيدة الحرب داخل الجيش وأقصى كل من عارض السلام مع المحتل؟#النبتة_السوداء pic.twitter.com/i2077kwKrO
— شبكة رصد (@RassdNewsN) February 27, 2020
وأوضح أنه «على الصعيد الداخلي المصري، فقد حاز مبارك على صلاحية مفتوحة دون حدود، ومنح أجهزته الأمنية حرية مطلقة في ملاحقة معارضيه، ولتحقيق الردع تجاههم، في محاولة منه لاستذكار حقبة دولة البوليس التي سادت زمن الرئيس الأسبق الراحل جمال عبد الناصر».
وأشار إلى أن «اضطرار مبارك للتنحي عقب اندلاع ثورة يناير المصرية في 2011، وجدت أصداءها السلبية أمام عدم استقرار باقي الأنظمة العربية، وشكلت تصدعا في جدرانها السياسية، بل إنها شكلت هزة أرضية إقليمية قادها الإخوان المسلمون الذين بدأوا في جهودهم للقضاء على ما تبقى من نظامه المتهالك».
وأضاف أن «التطور اللافت جاء بعد عصر مبارك، حين وصل الجنرال عبد الفتاح السيسي الذي نفذ انقلابا عسكريا أطاح بموجبه بالإخوان المسلمين من السلطة، وهكذا استعادت حقبة مبارك نفسها من خلال عهد السيسي، وبعد أن شهدت أفكار ومبادئ مبارك أوقاتا من التراجع والتراخي، فقد شكلت حقبة السيسي فرصة لانتعاشها من جديد».
وأكد أنه «اليوم حين يتكلمون في الإعلام العربي عن نتائج ثورات الربيع العربي، فإنهم يستذكرون الدفء المتزايد في العلاقات الدبلوماسية والتطورات الإيجابية تجاه إسرائيل من جانب المزيد من الدول العربية والإسلامية».
وختم بالقول إن «كل ذلك يؤكد أن إرث مبارك ما زال قائما بين ظهرانينا، واليوم تبدو فترة الحقبة «المباركية» تتجدد في عهد السيسي، من خلال تواصل وتكثيف التعاون الأمني مع «إسرائيل»، بجانب اتفاق ضخ الغاز الطبيعي من إسرائيل، وكل ذلك بفضل حقبة مبارك، التي لم تغادرنا فعليا، رغم مغادرته للحياة».
لأول مرة..
السيسي يعترف بالتنسيق مع إسرائيل في #سيناء pic.twitter.com/xPkAqPBqcC— شبكة رصد (@RassdNewsN) January 8, 2019