شبكة رصد الإخبارية

في ذكرى وفاته.. ماذا تعرف عن قضية اغتيال الملك فيصل بن عبدالعزيز؟

تحل اليوم الأربعاء ذكرى اغتيال الملك السعودي «فيصل بن عبد العزيز» على يد ابن أخيه الأمير «فيصل بن مساعد» الذي قام بقتله وهو بين الحرس وسط الديوان الملكي.

ننقل لكم في هذا التقرير قصة اغتيال الملك الغامضة التي أثارت جدلا عالميا واسعا في حينها، حيث تم إلقاء الاتهامات على أكثر من طرف، ووصف القاتل بالمختل عقليا.

اغتيال مفاجئ

في يوم الثلاثاء الموافق 25 مارس 1975، قام الأمير «فيصل بن مساعد بن عبد العزيز آل سعود» بإطلاق النار على عمه «فيصل بن عبد العزيز آل سعود» وهو يستقبل وزير النفط الكويتي «عبدالمطلب الكاظمي» في مكتبة بالديوان الملكي وأرداه قتيلا.

وأطلق الأمير فيصل ثلاث رصاصات على عمه الملك، أصابت الأولى وجهه والثانية رأسه وأخطأته الطلقة الثالثة، نقل الملك بعدها إلى المستشفى وفارق الحياة هناك.

ووفق وثائق مسربة لويكيليكس، لم ينقل الملك إلى المستشفى فور وقوع الحادث، بل ظل ممددا على الأرض لبعض الوقت، ليطرح تساؤل إن كان هناك إهمال متعمد في إسعاف الملك.

دوافع متعددة

كانت هناك عدة تفسيرات لدوافع قيام الأمير فيصل باغتيال عمه، لكن أبرزها أن الجريمة كان خلفها أصابع خارجية أردات قتل الملك فيصل لمواقفه المعادية لـ«إسرائيل» وعداوته للولايات المتحدة من خلال قرار حظر النفط عن أميركا والغرب أثناء حرب أكتوبر 1973.

وقال البعض إن الأمير فيصل قام باغتيال عمه بهدف الثأر لشقيقه الأكبر «خالد بن مساعد»، الذي تم قتله أثناء قيادته لمظاهرات في أواسط الستينيات حاول خلالها اقتحام مقر التلفزيون السعودي بالسلاح، بدعوى حرمانية التلفزيون.

وأشار آخرون إلى أن السبب الثالث لاغتيال الملك هو الانتقام و الثأر من إسقاط حكم أسرة آل رشيد التي كان يجمعها رابط القرابة مع الأمير فيصل من جهة والدته، حيث كانت أسرة آل رشيد تنافس أسرة آل سعود سياسيا في إقليم نجد في وسط شبه الجزيرة العربية.

خلافات سياسية

تسبب دعم الملك فيصل لإمام اليمن أثناء الثورة اليمنية، إضافةً إلى محاولة إنشائه ما عرف «بحلف بغداد» الموالي للغرب بشكل مباشر، بمواجهة بينه وبين الرئيس المصري «جمال عبد الناصر» على الأراضي اليمنية، وذلك خوفا من وصول الأفكار الاشتراكية المنتشرة في تلك الحقبة إلى السعودية، ولكنه بعد نكسة عام 1967 قام الملك بزيارة مصر، ووعد بتقديم ما يلزم لمساعدتها بعد الحرب.

وأشارت بعض التقارير إلى أن إزالة الملك فيصل كانت هدفا مطروحا في الدوائر الصهيونية والأميركية منذ حرب أكتوبر، حين قطع الملك إمدادات النفط عن أميركا والغرب للضغط على الاحتلال الإسرائيلي، وهو القرار الذي أوضحت وثائق ويكيليكس أنه كان بسبب الضغوط العربية والداخلية عليه، حيث كان الملك فيصل معارضا لقرار الحظر في البداية.

وتبنت الصحافة السوفياتية حملة تلميحات لتوريط وكالة الاستخبارات الأميركية في اغتيال الملك فيصل، إلا أن هذه الاتهامات بحسب وثائق ويكيليكس لا تستند إلى دلائل قوية.

الأمير فيصل

شهدت السعودية تحقيقا مفصلا للغاية يشمل أمورا داخل المملكة وخارجها، قبل مثول فيصل بن مساعد للمحاكمة، ولكن لم تتمكن الأدلة من الكشف عن أية دوافع خارجية لجريمته، وتم وصفه بالمختل عقليا وهو ما نفاه المقربون منه وعدد من المسؤولين الكبار بالمملكة.

ولاحقا نفت السلطات السعودية رسميا صفة الاختلال العقلي عن الأمير القاتل في بيان للأمير «نايف بن عبد العزيز» أكد فيه أن القاتل كان في تمام وعيه وقت الجريمة وبعدها.

قبض على الأمير فيصل فور ارتكابه الجريمة، وأودع السجن، وبعد التحقيق معه حُكم عليه بالإعدام ونُفِذ فيه حكم القصاص قتلا بالسيف فى مدينة الرياض، بعد اثنين وثمانين يوما من اغتياله للملك فيصل.

وبعد اغتيال أمير فيصل لعمه، سجنت السلطات السعودية شقيقه «بندر بن مساعد» لمدة عام كامل، و ستبعد والده «مساعد بن عبدالعزيز» من أي دور سياسي حتى وفاته.

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023