بعد عقود من الاحتلال الذي بدأ عام 1967، اعترفت الولايات المتحدة الأميركية في 25 مارس 2019 بالجولان كجزء من دولة الاحتلال .
هذا الاعتراف استغل العديد من العوامل التي سهلته كان أولها تحول الجيش السوري لمجموعة ميليشات تقاتل فقط لحماية النظام من الثورة السورية التي كادت أن تطيح به وتفكك سوريا بين العديد من الأقطاب. فجزء منها مع أميركا وجزء مع روسيا وجزء مع تركيا .
ظهر اعتراف الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل على الجولان في إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن مرسوم تعترف بلاده أن هضبة الجولان السورية المحتلة جزء من دولة إسرائيل، قام بتوقيعه في 25 مارس 2019 بعد زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن.
هذا المرسوم يعني اعترافه بقانون إسرائيل حول الجولان الصادر عام 1981، والذي قضى بضم هضبة الجولان السّوريّة إلى أراضيها بعد احتلالها في حرب 1967. ويأتي في ظل انتهاك لقراري مجلس الأمن الدولي رقم 497 و242 اللذان سبق للولايات المتحدة التصويت عليهما، وفي محاولة لشرعنة الاحتلال الإسرائيلي.
وجاء هذا القرار على حد اعتقاد البعض قبل الانتخابات التشريعية الإسرائيلية في 2019، لدعم نتنياهو زعيم حزب الليكود.
منذ نكسة 1967، تسيطر إسرائيل على معظم هضبة الجولان السورية الواقعة جنوب غرب البلاد بعد انسحاب الجيش السوري منها بأوامر الرئيس السابق حافظ الأسد بحجة حماية العاصمة دمشق.
وتعتبر الأمم المتحدة الجولان أرضا سورية محتلّة وتطالب الاحتلال الإسرائيلي بالانسحاب إلى خلف حدود 1967 بموجب قرار مجلس الأمن رقم 242.
وفي عام 1981، أصدرت الحكومة الإسرائيلية ما عُرف بقانون الجولان والذي يقضي بتبعية الجولان لدولة الاحتلال واعتبارها من مدنها ووقوعه تحت ولايتها القانونية واعتبارها مقاطعة إسرائيلية.
وقد تم رفض هذا القرار دوليا بعد قرار مجلس الأمن الدولي رقم 497، الذي ذكر أن قرار إسرائيل بفرض قوانينها وولايتها القضائية وإدارتها في مرتفعات الجولان السورية المحتلة هو باطل ولاغٍ وبدون أي أثر قانوني دولي.
ترامب أثار الجدل عالميا في مؤتمر صحفي العام الماضي قال فيه : «أنا، دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأميركية، بحكم السلطة المخولة لي بموجب دستور الولايات المتحدة وقوانينها، أعلن بموجب هذا أن الولايات المتحدة تعترف بأن مرتفعات الجولان جزء من دولة إسرائيل»
واعتبره السياسيون وعد بلفور جديد بإعطاء من لا يملك لمن لا يستحق وسط احتفالية عارمة في دولة الاحتلال والولايات المتحدة بهذا التوقيع.
وكمكافئة له، أعلن نتنياهو بعد أسابيع تسمية أجزاء من هضبة الجولان باسم ترامب تقديرا لدعمه المطلق لسلطات الاحتلال في ضم القدس والجولان المحتل.
ولإدارة دونالد ترامب سوابق عدة في دعم دولة الاحتلال. ففي 6 ديسمبر 2017، اعترفت بأن مدينة القدس هي عاصمة لدولة إسرائيل، وأعلنت أنها ستبدأ في بناء سفارة بالمدينة.