يخوض الأطباء حربا شرسة ضد فيروس «كورونا» الذي أصاب أكثر من مليون حالة وقتل الآلاف، من بينهم عاملون في المهن الطبية، وعلى رأسهم الأطباء.
ويدفع الأطباء الذين هم خط الدفاع الأول ضد الفيروس، فاتورة مقاومة الوباء القاتل «كورونا»، وسط مطالب عادلة لهم.
مطالب النقابة
طالبت نقابة الأطباء الحكومة بمعاملة المصابين والمتوفين بفيروس «كورونا» من طواقمها الطبية، كالمصابين والمتوفين من الجيش والشرطة في العمليات العسكرية.
وخاطبت النقابة رئيس الوزراء مصطفى مدبولى، وهالة زايد وزيرة الصحة، لمعاملة كل من «يصاب أو يتوفى من الفريق الطبى بسبب العدوى بفيروس كورونا، معاملة مصابى وشهداء العمليات الحربية».
وأوضحت النقابة أن ذلك «يتطلب إصدار قرار من مجلس الوزراء بتطبيق أحكام القانون رقم 16 لسنة 2018 على كل من يصاب أو يتوفي من الفريق الطبي بسبب العدوى».
وأشارت إلى أن «العديد من الأطباء أصيبوا بالعدوى بفيروس كورونا أثناء عملهم لحماية الوطن، وبعضهم نقله لأسرته والبعض لقى ربه شهيدا بالعدوى، وكان أول الشهداء في مجابهة فيروس كورونا هو الطبيب أحمد عبده اللواح الذي فقد حياته بعد أن انتقلت إليه العدوى ثم نقلها لزوجته وابنته».
خاطبت نقابة الأطباء السيد رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى والدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة بمعاملة كل من يصاب او يتوفى…
Posted by نقابة أطباء مصر – الصفحة الرسمية on Sunday, 5 April 2020
وأضاف خطاب النقابة «وعلى الرغم من أن جهد الأطباء لا يقدر بثمن ولا يمكن لأي تعويض مالي أن يعوضهم أو أسرهم عن الإصابة بمرض خطير أو فقدان الحياة، إلا أن تقدير الدولة المنتظر لهم ولدورهم الهام سوف يزيد من شعورهم وأسرهم بالأمان والانتماء نتيجة لتقدير الدولة لجهدهم».
#أطباء_مصر_البواسل_شكرا
كيف وصف المصريون تضحيات الأطباء خلال أزمة وباء الكورونا؟ pic.twitter.com/tL48c2oQVu— شبكة رصد (@RassdNewsN) March 20, 2020
بدل عدوى عادل
طالبت نقابة الأطباء في بيان سابق لها ببدل عدوى عادل، موضحة أنها تنتظر من البرلمان إقرار قانون المسؤولية الطبية وحماية المستشفيات.
وأضافت النقابة في بيان، صدر لها،الاثنين الماضي، إنه بالنسبة لزيادة بدل المهن الطبية بنسبة 75%، فنود «إحاطة الجميع علما بأن بدل المهن الطبية الحالى للأطباء هو 700 جنيه ، وبالتالى فإن قيمة الزيادة الشهرية (بعد خصم الاستقطاعات) سوف تكون حوالى 400 جنيه فقط، وهو ما لا يتناسب مع الجهود والتضحيات التى يقوم بها الأطباء، بالطبع إلا إذا كانت هذه الزيادات هى جزء من عدة إجراءات مرتقبة لتحسين أحوال الأطباء».
وأعلنت النقابة أنها «ترحب بإنشاء صندوق للكوارث، وتقترح النقابة أن يتضمن الصندوق جزئيين, الأول يتعلق بتعويضات للكوارث، والثانى يمنح معاشًا تكميليًا لجميع الأطباء».
وتابع البيان: «ننتظر من رئيس الجمهورية إصدار توجيهاته لمجلس النواب بسرعة إصدار قانون لإقرار بدل عدوى عادل يتناسب مع الجهد والخطر الذى يتعرض له الأطباء».
وأكدت نقابة الأطباء أنها «تحيط مجلس النواب علمًا بوجود مطلب للأطباء لا يحتاج لأى مخصصات مالية وهو إقرار قانون المسؤولية الطبية وحماية المستشفيات».
وأوضحت النقابة أن «الأطباء ملتزمون بأداء واجبهم فى جميع الأحوال دون النظر لأى مقابل فى ظل هذه الظروف الدقيقة التى يمر بها الوطن، وأنهم مستمرون فى بذل العطاء والتضحية لدرء الوباء والخطر عن البلاد».
بيان نقابة الأطباء- تمر بلادنا بأيام صعبة تتطلب تضافر الجهود لتخطي أزمة جائحة فيروس كورونا ونحن علي ثقة من قدرتنا جميعا…
Posted by نقابة أطباء مصر – الصفحة الرسمية on Monday, 30 March 2020
وطالب إيهاب الطاهر، أمين عام نقابة الأطباء، الحكومة بضرورة الانتباه لمطالب الأطباء، والمبادرة بتحسين أحوالهم؛ مشددا على أنه «لا يوجد منطق في استمرار بدل عدوى 19 جنيها في ظل الحرب على الوباء».
وأضاف أن المنظومة الطبية في مصر تواجه تحدي كبير في حربها ضد فيروس «كورونا»، في ظل الظروف الصعبة التي تعمل فيها الفرق الطبية من عدم توافر وسائل الحماية الكافية وسوء الرواتب والبدلات.
وأوضح أن الأطباء في مستشفيات العزل منهم من لم ير أهله منذ أسابيع طويلة، ومنهم من أصيب بعدوى فيروس كورونا، مؤكدا إصابة بعض الأطباء بفيروس كورونا في مستشفيات العزل، ومنهم من يرقد في العناية المركزة بسبب إصابته.
زيادة بدل المهن الطبية
قرر عبد الفتاح السيسي زيادة بدل المهن الطبية بنسبة 75%، بتكلفة إجمالية قدرها حوالي 2.25 مليار جنيه، فضلا على إنشاء صندوق مخاطر لأعضاء المهن الطبية.
وقال بسام راضي المتحدث باسم الرئاسة، إن السيسي قرر «زيادة بدل المهن الطبية بنسبة 75% عن القيمة الحالية، بما يشمل الأطباء العاملين بالمستشفيات الجامعية، وذلك بتكلفة إجمالية قدرها حوالي 2.25 مليار جنيه، فضلاً عن إنشاء صندوق مخاطر لأعضاء المهن الطبية».
"السيد الرئيس يتابع الموقف على مستوى الدولة فيما يتعلق بإجراءات مكافحة انتشار فيروس كورونا".اجتمع السيد الرئيس عبد…
Posted by المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية-Spokesman of the Egyptian Presidency on Sunday, 29 March 2020
وأضاف أن السيسي وجه بصرف مكافآت استثنائية لكافة العاملين حاليا بمستشفيات العزل والحميات والصدر والمعامل المركزية على مستوى الجمهورية، على أن تصرف تلك المكافآت الاستثنائية من صندوق تحيا مصر.
وأوضح راضي، أن السيسي أكد على أن «مكافحة انتشار فيروس كورونا تعد قضية أساسية على مستوى العالم، مما يستدعي التكاتف والوعي الجماعي لتحقيق أعلى معدلات التنسيق والتناغم بين كافة الأجهزة المعنية بالدولة، والمواطنين».
فاتورة الوباء
يدفع الأطباء فاتورة الإصابات بالوباء القاتل «كورونا»، حيث يقفون في الخط الأول لمواجهة الفيروس المميت.
كانت أولى ضحايا الفيروس القاتل طبيب التحاليل والأستاذ بكلية طب جامعة الأزهر الدكتور أحمد اللواح «57 عاما».
ونعت وزارة الصحة الطبيبا، الذي وافته المنية جراء إصابته بفيروس «كورونا» بعدما أمضى في العزل المنزلي نحو 12 يوما.
وزارة الصحة تنعي وفاة الطبيب "أحمد عبده اللواح" نتيجة إصابتة بفيروس كورونا المستجدتنعي وزارة الصحة والسكان المصرية،…
Posted by الصفحة الرسمية للمتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان on Monday, 30 March 2020
وقضى طبيب التحاليل والأستاذ بكلية طب جامعة الأزهر الدكتور اللواح نحبه، بعدما نقل إلى المستشفى في حالة حرجة متأثرا بمضاعفات مرض الفيروس.
وانتقلت العدوى للطبيب بعد مخالطته مريضا هنديا، بحسب وسائل إعلام محلية.
وأعلن المركز الإعلامي لجامعة الأزهر، اكتشاف إصابة بكورونا لممرض يعمل بمستشفى جامعي موضحا إحالته للعزل وإجراء فحوصات للمخالطين واتخاذ إجراءات الوقاية، فيما أعلنت اكتشاف حالة إصابة بفيروس كورونا لعضو هيئة تدريس من العاملين بأحد الأقسام الطبية بجامعة أسيوط وإحالته للعزل إضافة لفحص المخالطين وعزلهم واتخاذ إجراءات التعقيم.
وقال المدير التنفيذي لمستشفيات جامعة عين شمس أيمن صالح بمداخلة متلفزة، إصابة طبيب امتياز بالمستشفى بفيروس «كورونا»، موضحا أن الطبيب المصاب بكورونا خالط 80 شخصا بين مرضى وأطباء وتمريض قبل اكتشاف إصابته وجميعهم معزولون حاليا للفحص.
في الوقت الذي يخوض فيه العالم فيه العالم حربا شرسة ضد فيروس «كورونا» الذي أصاب وقتل مئات الآلاف، ومن بينهم عاملون في المهن الطبية، وعلى رأسهم الأطباء، فهل يجد الأطباء آذان صاغية لشكاواهم، أم تكون استجابات الحكومة «مسكنات» لحل الأزمة مؤقتا؟