قالت صحيفة «واشنطن بوست» في تقرير جديد لها عن وضع وباء كورونا في مصر، لمراسلها في القاهرة «سودرسان راغفان»، إن هناك تزايد متسارع في حالات الإصابة بفيروس كورونا بين المصريين.
وأشار «راغفان» في بداية تقريره الذي ترجمه موقع «عربي21»، إلى المواطن «عبده فتحي» الذي تعاني والدته البالغة من العمر 57 عامًا من ارتفاع ضغط الدم والسكري، وأصيبت بفيروس كورونا حيث عزلت نفسها في البيت لمدة أسبوعين وتطور وضعها حيث بدأت تشعر بضيق تنفس.
والمشكلة التي واجهها فتحي هي العثور على سرير لها في غرفة عناية مركزة، وفي محاولة يائسة لجأ كما فعل غيره في الفترة الأخيرة إلى منصات التواصل الاجتماعي وكتب: «محتاج سرير في العناية المركزة، محتاح حد يساعدنا».
ويعلق «راغفان» أن مصر بدت خلال الأشهر الثلاثة الماضية وكأنها تجاوزت ما أصاب عددًا من الدول التي شهدت حالات كثيرة من المصابين بمرض كورونا. إلا أن الأعداد المسجلة في البلد قد ازدادت وباضطراد في الأيام الماضية، مما زاد من الضغوط على نظام صحي يعاني من إرهاق حتى قبل وصول فيروس «كورونا».
ويقوم المصريون اليوم بوضع رسائل رهيبة على منصات التواصل في محاولة للحصول على سرير من الأسرة القليلة في المستشفيات وتبرعات لدفع رسوم العلاج.
ويتهم الأطباء الحكومة بالإهمال وبعدم توفير الملابس الواقية واتخاذ إجراءات السلامة الضرورية لحمايتهم.
وتعرض عدد من الأطباء والممرضين للإصابة بفيروس كورونا الذي يتسبب به فيروس كورونا ومات عدد منهم جراء الفيروس. وحذرت نقابة الأطباء من إمكانية “انهيار” النظام الصحي في مصر.
وقال طبيب عمره 32 عامًا في مستشفى للحجر الصحي بمدينة «إسنا،» في الأقصر: «يزداد عدد المرضى بطريقة مضطردة، وكل الأسرة ينام عليها مصابون بفيروس كورونا، ولكن ليست لدينا الأسرة الكافية والمستشفيات والطواقم الطبية، وهذا أمر مجهد للعاملين الطبيين».
ويقول «راغفان» إن ذلك الطبيب طلب عدم ذكر اسمه، لأن حكومة عبد الفتاح السيسي حاولت تكميم أي نقد للطريقة التي ردت فيها على الوباء.
وبحسب نقابة الأطباء ومنظمات حقوق الإنسان، قامت السلطات باعتقال الأطباء والصحافيين. وقال أطباء وأفراد في الطواقم الطبية في مقابلات ومنشورات على منصات التواصل إن المدراء في المستشفيات الحكومية هددوا بطرد أي شخص منهم يرفع صوته ناقدا أو الإبلاغ عنه إلى الأجهزة الأمنية.
وقالت طبيبة في العشرينات من عمرها تعمل في واحدة من المستشفيات التعليمية الرئيسية بالقاهرة «هناك نقص في وحدات العناية الفائقة ونقص في أجهزة التنفس والأطباء والممرضين، حتى الضغط الخفيف يدفع النظام الصحي المصري للانهيار».
وتشير صحيفة «واشنطن بوست» إلى أن الملايين في مصر يعيشون في أحياء مكتظة يسهل من خلالها انتشار الفيروس. ولأنهم يقيمون في شقق مزدحمة فمن الصعب ممارسة الحجر الصحي أو التباعد الإجتماعي.
ورغم إغلاق المدارس والمقاهي وفرض حظر التجوال إلا أن مصر لم تقرر إغلاق المؤسسات العامة بشكل عام رغم نصائح نقابة الأطباء والخبراء الصحيين البارزين بضرورة الإغلاق.
ولم تفرض السلطات خلافا للدول الأخرى التباعد الإجتماعي ولا طلبت من المواطنين ارتداء الأقنعة في الأماكن العامة.