قال موقع «بلومبيرج» الأميركي إن السيسي يواجه حاليا مزيجا من تحديات السياسة الخارجية على حدود مصر وأزمة كورونا داخلها والتي يمكن أن تجعل 2020 أسوأ عام يمر عليه.
وأكد الكاتب «بوبي غوش» في تقرير ترجمته «عربي21» على معاناة مصر في عهد «عبد الفتاح السيسي» من تراجع مذهل، إذ لم يعد «الديكتاتور المفضل» لدونالد ترامب يراهن على الولايات المتحدة لتخرجه من ورطته.
وأشار التقرير إلى أن السيسي «كان يتمتع قبل 12 شهرا فيما اعتبر أفضل عام في حكمه، فالجنرال الذي تحول إلى السياسة كان يقود اقتصادا استعاد عافيته وجذب المستثمرين في الاقتصاديات الصاعدة، وسمح استفتاء رئاسي له بالبقاء في الحكم حتى عام 2030 مما جعل منصبه السياسي منيعا».
وأضاف: «كان السيسي يتمتع بدعم أهم حليفين أجنبيين، الولايات المتحدة والسعودية، ومثل بقية المنطقة تعاني مصر من تداعيات فيروس كورونا وانخفاض أسعار النفط. ورغم المساعدة الجديدة من صندوق النقد الدولي فسيبقى الاقتصاد أمام مصاعب».
وشدد على أنه قبل أن يضرب الفيروس ضربته كان النشاط الاقتصادي بطيئا وتباطأ أكثر بعد انتشار الوباء، وتبدو محاولات الحكومة اليائسة لإعادة عجلة الاقتصاد وتفعيل السياحة واضحة حتى مع توقعات انتشار حالات فيروس كورونا.
ويواجه السيسي تحديين أجنبيين في السياسة الخارجية على حدوده مما سيجعل عام 2020 أدنى نقطة في حكمه. بحسب الموقع الذي قال إن السيسي “يقف في الجانب الخاسر من الحرب الدائرة في ليبيا، وفي إثيوبيا فشلت المحادثات حول سد النهضة مما قضى على آمال التوصل لحل في نزاع قديم”.
وتابع: «والأسوأ من كل هذا هو أن السيسي لا يتوقع مساعدة من أهم المعجبين به في البيت الأبيض، فانهيار المحادثات حول سد النهضة يعتبر فشلا للوساطة الأميركية، فقد حاولت وزارة الخزانة رعاية جولة من المفاوضات فيما لن يهتم ترامب كثيرا بالأمر، خاصة أنه يواجه مشاكل داخلية عدة وعام انتخابات يأمل فيه بأن يحافظ على رئاسته».
واستطرد: «وفي ليبيا يبدو أن الرئيس الأميركي قد توصل لتفاهم مع تركيا التي تدعم الجانب الآخر في الحرب، ولا يستطيع السيسي طلب المساعدة من السعودية».
ولفت إلى أنه «بالرغم من الدور الذي لعبه السعوديون بالوساطة الإثيوبية- الإريترية عام 2018 إلا أن دورهم محدود في مفاوضات نهر النيل. ولأن علاقات السعودية مع تركيا تتسم بالعدوانية فلن يكون هناك أي أمل لأن تتوسط الرياض في المواجهة بشأن ليبيا بين القاهرة وأنقرة».
وحول الملف الليبي، أشار التقرير إلى أنه «ليس من الواضح ما ستفعله روسيا والإمارات لدعم وتقوية خليفة حفتر حال دخلت القوات التابعة للحكومة بدعم تركي مدينة سرت الإستراتيجية، وربما حاول الإماراتيون المعادون لتركيا الحفاظ على الخط ولكن ليس روسيا التي تقيم تحالفا مع تركيا في سوريا».
وشدد على أن السيسي ربما «أجبر على اتخاذ قرار في القريب العاجل، خاصة أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يخوض مشروع بناء دولة في ليبيا وترغب حكومة طرابلس بتعزيز أوراقها ضد حفتر».
وعلى صعيد ملف سد النهضة الإثيوبي قال الكاتب: «لو مضت إثيوبيا ونفذت تهديدها بملء السد فسيجد السيسي نفسه أمام ضغوط للانتقام، خاصة أن مصر تخشى من شح المياه الضرورية للري والزراعة».
واستدرك: «لم يكن هذان التحديان كافيين لإثارة خوف السيسي فهناك ثالث نابع من تهديدات إسرائيل بضم الضفة الغربية، حيث قوى السيسي العلاقات مع إسرائيل من خلال صفقة غاز طبيعي بـ 15 مليار دولار، وهو أمل كبير لمصر بأن تكون مصدر الطاقة لأوروبا».
ولو مضى رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو بالخطة والتي لن تحظى بشعبية بين المصريين العاديين، فسيجد السيسي نفسه أمام مطالب للرد بطريقة قوية غير البيانات الشاجبة. وفي ظل هذه الظروف فمنظور البقاء في الرئاسة حتى عام 2030 سيكون لعنة وليس بركة».