لم تلبث كارثة القطار أن وقعت إلا وارتفعت أصوات توجه اللوم الى الحكومة ، والى الرئاسة ، وما لبثت بعض القنوات إلا وقامت بعرض جزء من استجواب كان قد قدمه السيد الرئيس إبان أن كان نائبا عن الأمة فيما عرف آنذاك بحادث قطار الصعيد الذى مات الناس فيه حرقا ولم يدهم القطار يومها أحدا بسبب إهمال عامل مزلقان لا يقدس عمله ولا يتقنه ، ثم نادت واحدة ممن يندبن في كل نائحة – وهى مستأجرة غير ثكلى – تقول اذا كان الإرث ثقيلا فاتركوه وتخلوا عنه .
وأنا مع كل إخوانى المصريين الذين أفزعهم الخبر ، وآلمهم الحدث ، وأحزنهم المشهد ، ولكنى أختلف معهم في إجابة السؤال من هو المسئول عن تلك الحوادث التي آلمتنا وأفزعتنا وأدمعت عيون المخلصين منا .
المسئول عن تلك الأحداث المفجعة هي الأحزاب التي عزفت عن أن تشارك في الحكم ، تؤثر ميدان الكلام ، والنقد والتجريح ، وتفضل المصلحة الحزبية الضيقة على مصلحة الأمة الكبيرة ، لتترك رئيس الدولة يقودها بالصف الثاني والثالث والرابع من بقايا النظام السابق .
المسئول عن تلك الأحداث المؤلمة هي تلك الحركات الثورية ، التي آثرت الانزواء ، وهربت من تحمل المسئولية ، وعزفت عن المشاركة في الحكم ، حبا في البقاء في الميادين ، لتترك رئيس الدولة يقودها بالصف الثاني والثالث والرابع من بقايا النظام السابق .
المسئول عن تلك الأحداث المبكية ليس هو الاهمال ، بل تلك الأصوات التي ظلت تردد أناء الليل وأطراف النهار -بعد أن نأت بنفسها عن المشاركة في تحمل المسئولية – لا لأخونة الدولة ، ليحكمها بعد الثورة مع رئيسها المنتخب الصف الثاني والثالث والرابع من بقايا النظام السابق .
الأحزاب هربت من تحمل المسئولية ، والحركات الثورية تحب الوقوف في الميادين ، وكل منهما مع النخب ينادون لا لأخونة الدولة ، فمن إذن غير بقايا النظام السابق يحكمها أيها العقلاء .
يا أحزاب مصر:
ياحركات مصر الثورية :
يا نخب مصر :
اشربوا، هنيئا مريئا،
لقد قمتم بالثورة ، ولما جاء وقت تحمل المسئولية تهربتم ، واستنكفتم ، وأثرتم العمل الكلامي ، والتصريح الاعلامى ، واستهواكم تكييف الاستوديوهات ، فلم ترحموا ، ثم لم تتركوا رحمة الله تنزل ، فقلتم لا لأخونة الدولة ، فلا أنتم تشاركون في الحكم ، ولا تريدون للإخوان أن يحكموا ، فمن يحكم إذن ؟ هنيئا لكم ، اشربوا الموت على مزلقانات السكك الحديدية .
يا سيادة الرئيس ، ادعوك الآن ، أن تعمل على اسناد مرافق الدولة الى الاخوان فورا ، حتى لا تتحمل وزر غيرك ، لأنك والحزب الذى كنت ترأسه ، تتحملان الآن أمام الناس أوزار غيرك ، بقالة أن حكام مصر الآن من الحرية والعدالة .