نشرت صحيفة «الجارديان» تقريرا يعرض دعوات دولية لمقاطعة الفيلم التاريخي الجديد الذي أنتجته شركة «ديزني لاند» ويدعى «مولان».
ويجسد الفيلم الذي ترجمته «عربي21»، حياة شابة صينية ترتدي زي رجل لكي تقاتل في جيش الإمبراطور، لكن دعوات المقاطعة تأتي لأن مشاهد منه تم تصويرها في عدد من المناطق التي يتعرض فيها المسلمون «الإيجور» والأقليات لانتهاكات من قبل السلطات الصينية.
ويواجه الفيلم دعوة للمقاطعة الدولية بسبب إجراءات الحكومة الصينية في هونج كونج التي فرضت فيها قانونا أمنيا يحد من حرية التعبير والنشاط.
وقالت الصحيفة إن فيلم «مولان» هو إعادة معالجة لفيلم كرتوني أنتجته ديزني عن البطلة الصينية هوا مولان عام 1998، وأثار انتقادات شديدة عندما قالت الممثلة الرئيسية فيه «ليو ييفي» إنها تدعم شرطة هونغ كونغ التي عادة ما تستخدم العنف ضد المطالبين بالديمقراطية في الجزيرة.
ولاحظ المراقبون عند بدء عرض الفيلم الجمعة الماضي عنصرا إضافيا فيه، ففي نهايته وعند شكر الشركة للهيئات التي ساعدتها أو منحتها الإذن بالتصوير ورد «شكر خاص» لثماني هيئات حكومية في إقليم تشنجيانج منها مكتب الأمن الخاص في مدينة توربان، الواقعة في شرق الإقليم والتي أقيمت فيها عدة معسكرات «إعادة تعليم» إجباري للمسلمين.
وعبر صناع الفيلم عن شكرهم إلى دائرة الإعلام في لجنة الحزب الشيوعي في لجنة منطقة تشنجيانع ذات الحكم الذاتي للإيغور، وهي لجنة الدعاية للحزب الشيوعي في المنطقة.
وتواجه الصين انتقادا دوليا جراء معاملتها الأقليات المسلمة في إقليم تشنجيانغ، حيث اعتقلت فيها حوالي مليون مسلم في معسكرات خارج القانون.
وأجبرت السلطات الصينية النساء المسلمات في الإقليم على تعقيم قسري وتحديد للنسل كوسيلة للتحكم بمعدلات الولادة بين المسلمين، في ما وصفه مراقبون بـ«الإبادة الديمجرافية».
حظر للتجوال وحقل تجارب للقاحات.. حكومة الصين تستغل أزمة كورونا لزيادة معاناة مسلمي الإيجور pic.twitter.com/lXdsxnUJyA pic.twitter.com/6lxg2sCiLb
— شبكة رصد (@RassdNewsN) August 27, 2020
وبحسب تقارير إعلامية فقد تم تصوير مولان في 20 موقعا في الصين بما فيها صحراء مينشجا شان، التي تعتبر جزءا من منطقة تشنجيانج. وكذا صورت مشاهد الفيلم في وادي تويوك، وهي واحة صغيرة تقع شرق توربان.
وتم تصوير المشاهد في عام 2018 وهو نفس العام الذي بدأت فيه بكين حملة «الضربة القوية» في إقليم تشنجيانج، وزادت فيه من بناء معسكرات الاعتقال.
وبحسب الباحث أدريان زينز فقد أنشأ أول معسكر اعتقال في مدينة توربان وهو الأول الذي تم توثيقه وحصلت فيه عمليات التثقيف الحزبي أو ما تطلق عليها الحكومة مراكز «إعادة التعليم»، وتزعم أن الهدف منها هو «محو جذور انتشار التطرف الديني».
ويربط المطالبون بمقاطعة الفيلم بينه وبين القمع في تشنجيانغ، في وقت لاحظ فيه الباحثون أن دائرة الأمن العام في توربان تشرف على 14 معسكر اعتقال في المنطقة.
وطالب الناشطون في مجال حقوق الإنسان ديزني بالشفافية في تعاملها مع السلطات في تشنجيانغ، وذلك حسب تقرير في «وول ستريت جورنال».
وقدمت ديزني نص الفيلم وتشاورت مع مستشارين محليين لضمان السماح ببثه في الصين.
وقال ياقوي وانغ الباحث في منظمة هيومان رايتس ووتش بالصين «يجب على ديزني الكشف عن تفاصيل عن التدقيق في مجال حقوق الإنسان الذي قامت به مع السلطات في تشنجيانغ من أجل التصوير. وما هي المساعدات التي تلقتها من السلطات».
It just keeps getting worse! Now, when you watch #Mulan, not only are you turning a blind eye to police brutality and racial injustice (due to what the lead actors stand for), you're also potentially complicit in the mass incarceration of Muslim Uyghurs. #BoycottMulan https://t.co/dAMgZ6PWTD
— Joshua Wong 黃之鋒 😷 (@joshuawongcf) September 7, 2020
وفي عام 2017 نشرت مخرجة الفيلم نيكي كارو صورة عن مناطق ممكنة للتصوير ووضعت عليها تعليق «أرومقي/آسيا» في إشارة إلى عاصمة تشنجيانغ.
وورد حينها تعليق تحت الصورة: «عار عليك، قاطعوا مولان وتحدثوا عن الإيجور وإبادتهم».
ويتتبع الفيلم الفتاة مولان وهي تنضم للجيش الإمبريالي للدفاع عن المنطقة «شمال غرب الصين» من غزاة «روران»، وهي قبائل جاءت من منغوليا.
ويأتي عرض الفيلم في وقت يحتج فيه سكان منغوليا الداخلية على فرض اللغة الصينية عليهم ومحو ثقافتهم ولغتهم.