نشرت صحيفة بوبليكو الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن تدهور الوضع السياسي والاقتصادي في مصر، بنسق سريع بالتزامن مع اندلاع احتجاجات واسعة في جميع أنحاء البلاد.
وقالت الصحيفة في تقرير ترجمته «عربي21»، إن الوضع السياسي والاقتصادي المتردي الذي يعاني منه المصريون بعد سبع سنوات من الانقلاب الذي قام به الرئيس عبد الفتاح السيسي، لعب دورا جوهريا في اندلاع الاحتجاجات الأخيرة المتواصلة في القاهرة ومناطق أخرى.
وحسب الصحيفة، فإن نظام السيسي وعد المصريين خلال سنوات حكمه بالتقدم والازدهار مقابل التخلي عن الحرية والديمقراطية، لكنهم لم ينالوا شيئا في آخر المطاف.
"اعمل كوبريك واعمل حاجتك بس تعالى انقذنا"
استغاثة من أهالي منطقة اسطبل عنتر لعدم توفير مساكن بديلة لهم بعد هدم منازلهم pic.twitter.com/JZ6ZujSvuf— شبكة رصد (@RassdNewsN) October 6, 2020
واعتبرت الصحيفة أنه أصبح من الواضح بعد أكثر من سبع سنوات في المنصب، أن السيسي ليس الرئيس المثالي لمصر، كما أنه لا يبدو مستعدا للتخلي عن السلطة مهما ساءت الأوضاع، وهو ما قد يُنذر بانقلاب جديد في البلاد، لن يغير كثيرا من الأمور على الأرجح.
الوعي أم الخوف؟
خطاب #السيسي وهتافات #المتظاهرين.. من ينطق الصدق؟ pic.twitter.com/dZSgi8KjFB— شبكة رصد (@RassdNewsN) September 29, 2020
التطبيع وتهميش الدور المصري
في هذا الإطار، أكد تقرير نشره موقع «ميدل إيست آي» الأسبوع الماضي أن تطبيع الإمارات العربية المتحدة والبحرين علاقاتهما مع «إسرائيل»، سيسبب نكسة جديدة للاقتصاد المصري لعدة أسباب.
أولا، لأن مصر لن تكون بعد الآن الشريك التجاري العربي الأول لـ«إسرائيل»، وثانيا لأن طرق نقل بديلة ستُفتح وسينجم عن ذلك عواقب وخيمة على قناة السويس التي قام السيسي للتو بتوسعتها بتكلفة بلغت مليارات الدولارات.
وعلى الصعيد السياسي، فإن الدور الذي لعبته مصر لعقود من الزمن كوسيط بين «إسرائيل» والعالم العربي سوف يضمحل، على الرغم أنه من الواضح أن إسرائيل لن تترك السيسي يغرق باعتباره صمام أمان ضد وصول الإسلاميين إلى السلطة.
وكانت القناة 12 العبرية قد كشفت قبل بضعة أشهر أن السيسي ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتحدثان عبر الهاتف بشكل أسبوعي، بل أحيانا بشكل يومي حول قضايا مختلفة. وأشارت وسائل الإعلام العبرية حينها إلى أن انقلاب السيسي تم بالتنسيق مع «إسرائيل» وحظي بمباركتها.
توقعات متشائمة
وتنقل الصحيفة عن الصحفي والمحلل المصري محمد عصمت قوله في مقال رأي بجريدة الشروق إن «كل منظومات الأمن القومي العربي بأبعادها العسكرية والسياسية والاقتصادية سيتم تفكيكها بالكامل، وكل مقولات العالم العربي عن الحرية والوحدة والتنمية المستقلة سيتم «تكهينها» ووضعها في المخازن».
وحسب الصحيفة، يعتقد عصمت أن جامعة الدول العربية والمؤسسات العربية الأخرى ستعاني أمام «إسرائيل» التي أصبحت عمليا القوة الوحيدة في المنطقة، ما سيسمح لنتنياهو برسم السياسات الإقليمية وفق المصالح الإسرائيلية، وهو ما حدث بالفعل في السنوات الماضية عندما أصبحت دول مثل الإمارات أو السعودية بيادق يستخدمها نتنياهو هنا وهناك.
كما أكدت بعض وسائل الإعلام العربية أن المساعدات الاقتصادية التي تتلقاها مصر من السعودية والإمارات سوف تتراجع، بسبب الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعيشها المملكة نتيجة انخفاض أسعار النفط، وإنفاق الإمارات أموالا طائلة لتعزيز نفوذها على جبهات مختلفة.
وحسب الصحيفة، من المنتظر أن يعمد السيسي في ظل هذا الوضع إلى خفض الدعم وزيادة الضرائب ورفع أسعار الكهرباء والمياه والغاز الطبيعي والمواصلات إلى درجة يصعب على كثير من المصريين تحملها.
وكل ذلك من شأنه أن يؤجج الاحتجاجات ويزيد من القمع الذي يمارسه النظام، لكنه لن يكون كافيا حسب الصحيفة لإزاحة السيسي من الحكم على المدى المتوسط.