في ظل الحديث عن اقتراب موعد توقيع المصالحة الخليجية برعاية أميركية، فإن مصر والإمارات تنتظر وصول جو بايدن إلى السلطة قبل الشروع في أي مصالحة مع قطر.
وعندما قرر «الرباعي العربي»، السعودية والإمارات ومصر والبحرين، قطع العلاقات مع قطر وفرض حصار شامل عليها لإجبارها على قرارات تخالف السياسة القائمة لقطر، لم يكن الشركاء الأربعة يتوقعون أن تمرّ 3 سنوات على قرارهم ذاك قبل أن ينقسموا على أنفسهم إلى جانبين، كما جاء في تقرير نشره موقع الأخبار اللبناني.
الأول «سعودي – بحريني» يدعم المصالحة مع قطر، ويقدم تنازلات ترضي الدوحة الراغبة في التصالح مع الرياض حصرا «وسط ضغط لإدخال المنامة في التصالح بما يحقق عائدا ماديا لها ويخفف من الدعم السعودي للاقتصاد البحريني المنهار»، والثاني «مصري – إماراتي».
مع اقتراب المنطقة العربية من إعادة تشكيل التحالفات، ليس لأن المصالحة أوشكت على الاكتمال فقط، بل لأن خريطة التحالفات ترتبط اليوم بقبول ما كان مرفوضا أمس، منها دخول القطريين على خط الوساطة بين تركيا والسعودية، فإن المصالحة لا تحظى بدعم إماراتي – مصري رسمي، وهو ما يشير إليه الصمت المطبق تجاه التصريحات الإيجابية الصادرة عن السعودية وقطر والكويت والولايات المتحدة.
وحسب الصحيفة، فإن القيادتين المصرية والإماراتية تنتظران وصول بايدن إلى الكرسي حتى تسيرا في المصالحة، إذ لا تفضلان إبرام تصالح كامل مع الدوحة حاليا، كي تكون هناك أوراق يمكن تناولها مع الإدارة الجديدة والتنازل عبرها، علما بأنهما تسعيان إلى التقرب من بايدن بعد الحملة الإعلامية ضده في وسائلهما، سواء الصادرة بالعربية أو الإنكليزية، إبان الانتخابات.
يأتي ذلك في ظل الحنق السعودي من نتائج إعلان أبو ظبي الانسحاب المنفرد من الحرب في اليمن. أما مصر، فلا تجد رغبة في تعجيل المصالحة، لكنها لن تمانعها بعدما تلقى السيسي اتصالا من ترامب يطلب منه ألا يعترض أو يحبط الجهود الأخيرة لإدارته قبل الرحيل بعدما فعل ذلك العام الماضي.
وأجبرت خسارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعض الأطراف على «نصف مصالحة» ترضي الإدارة الأميركية، سواء الحالية التي ترغب في إتمام التسوية قبل الرحيل، أو المقبلة التي تريد أن تكون المصالحة من إنجازاتها في السياسة الخارجية ضمن منهجها الخاص بالشرق الأوسط.
وفيما تجري مناقشات حثيثة بين السعوديين والإماراتيين لضمان خروج أبو ظبي بأقل الأضرار، في ظل غياب تصور متكامل لدى الأخيرة في شأن الموقف المطلوب، وصلت التوجيهات الأمنية إلى الإعلام المصري، وفحواها أن انضمام القاهرة إلى «الرباعي» سابقا جاء بعد إجراءات تصعيدية مصرية منفردة، ولذلك ليس بالضرورة أن تتطابق المصالح حاليا، ما يعني أن لدى المصريين حرية القرار في استئناف علاقتهم بقطر، أو بقاء مقاطعتهم المنفردة حتى إشعار آخر.
ولم يعد السيسي «الديكتاتور المفضل لدى ترامب» هو المفضل لدى بايدن، حتى في الملفات الإقليمية، بما فيها فلسطين، الأمر الذي يسعى إلى تداركه وينسق فيه مع «بن زايد» الذي يرغب أيضا في أن يستمر الحاكم الفعلي للإمارات من دون اعتراضات أميركية.