شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

أم حسن.. كفاح 40عاما في صنع مقشات الليف وحلم في توفير معاش

أم حسن.. كفاح 40عاما في صنع مقشات الليف وحلم في توفير معاش
  بحلمها البسيط وقدها الضئيل عاشت.. تحدت الحياة وكافحت صامتة دون شكوى.. حددت هدفها وهو تربية الأبناء وسارت إليه.....

 

بحلمها البسيط وقدها الضئيل عاشت.. تحدت الحياة وكافحت صامتة دون شكوى.. حددت هدفها وهو تربية الأبناء وسارت إليه.. حتى بعد مرور السنين لم تكل يدها ولم تتوقف عن العمل.. تعلمت المهنة على يد زوجها الكفيف الذي فارق الحياة تاركها مع أبنائها لتلقى وحدها لطمات الزمن.

ففي بيت أرقى من الكوخ مكون من طابق واحد من الطوب اللبن تجلس «أم حسن» ذو الأعوام الستين في يدها اليمنى جريد النخل واليسرى المقص, الذي تهذب به أطراف الجريد؛ لصنع مقشات الليف, المهنة التي اشتهرت بها في حي القلج التابع لمحافظة القليوبية, وعن حياتها تحدثت إلى رصد شاكية ربها معاناة الحياة وتقلبات الزمن.

تقول أم حسن: "تزوجت من 40 سنة وتعلمت هذه المهنة من زوجي الكفيف, وبدأنا نجمع جريد النخل من جيراننا أصحاب الأراضي اللازمة لصنع المقشات, وأنجبت أربعة أبناء حسن وأحمد ومحمد وفاطمة؛ لضيق ذات اليد لم أستطع أن أعلمهم جميعا, فاستعنت بأكبر أبنائي حسن ليساعدني في العمل, ويعييني على تربية إخوته, بعد أن توفي زوجي تاركا حملا كبيرا في رقبتي دون معين".

وبنظرة تائهة تستكمل أم حسن حديثها مسترجعة الماضي "كان عملي يدر عليّ بضعة جنيهات يوميا تكفى لإطعام أبنائي, وقتها كانت الأسعار منخفضة بعض الشيء, فلم أضطر إلى مد يدي لإخوتي أو أهل زوجي, تحاملت على نفسي حتى استطعت تربيتهم وتزويجهم,عدا ابني الأصغر الذي يرافقني مسيرة الكفاح, ولكن دوام الحال من المحال .. فالآن تطورت الحياة, ولم يعد عملي يهم الآخرين, ولكن يدي لم تتوقف عن العمل حتى أشعر بقيمة وجودي في الحياة".

وعن أبسط أحلامها في الدنيا بعد سنوات من مغالبة الزمن للخروج بأبنائها لبر الأمان.. تقول: "أشعر بأنني أديت واجبي في الحياة بعد زواج أبنائي, ولكن كل منهم له مشاقه في الحياة.. لذلك لا أستطيع اللجوء إليهم إذا ما احتجت لشيء.. لذلك كل ما أطلبه الآن هو أن تصل رسالتي إلى الرئيس مرسي ليحقق حلمي في توفير معاش لي يحمي كرامتي من مد يدي للتسول في آخر أيامي".



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023