كتب : سامحى مصطفى
تصدرت تصريحات السيسي الأخيرة التي أدلى بها في حواره الصحفي مع صحيفة «دي فيلت» الألمانية، عناوين الصحف والأخبار، بعد نفيه ما يتم تداوله دوليًا، حول انتهاكات حقوق الإنسان في مصر، ثم حديثة عن الصعوبات التي يمر بها المواطن المصري واتهامه بالجهل، وحاجته للتعلم.
- الإخوان مجددًا
وحول سؤاله عن أعداد المعتقلين السياسيين وأوضاع حقوق الإنسان في مصر، والتي تشير تقارير دولية غير حكومية أن أعدادهم وصلت لنحو 60 ألف معتقل، انتقد السيسي بشدة ما جاء في تلك التقارير، نافيًا وجود أي معتقل سياسي في مصر.
وكعادته، اتهم السيسي جماعة الإخوان المسلمين بالوقوف وراء تلك التقارير والمعلومات، من خلال نقلها انطباع سلبي وسيئ عن حقوق الإنسان في مصر، إلى المجتمع الدولي للضغط على مصر.
ومن المعروف جليًا أن السيسي لا يدع مناسبة ولا شاردة ولا واردة إلا ويشير بأصابع الاتهام فيها نحو جماعة الإخوان «قوى الشر».
وكانت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور»، قد اشارت لهذا الأمر في تقرير سابق لها، وقالت إن السيسي ومنذ توليه السلطة، لم يفوت مناسبة ولا فرصة ليشير بأصابع الاتهام إلى جماعة الإخوان المسلمين، معتبرة أن تركيز السيسي المباشر على الإخوان يعكس هواجسه ومخاوفه منذ قيادته الانقلاب ضد الرئيس الراحل محمد مرسي.
- المصريون لا يعرفون الفرق بين الفوضى وحرية التعبير
فالسيسي الذي جاء للسلطة عن طريق انقلاب عسكري قاده على أول رئيس مصري مدني منتخب، قال «النقد مسموح به للجميع، لكن التحريض على الانقلاب أمر خطير وغير مقبول.»
وبلغة تحمل إهانة كبيرة للمصريين، قال السيسي أن مصر بلد يعاني أوضاعًا صعبه، وأنها بعيدة كل البعد عن أن تصبح من بين أغنى البلدان في العالم، قائلًا «الناس هنا -في مصر- يريدون فقط أن يكونوا قادرين على العيش.»
وسأل السيسي المحاور حول ما إذا كانت أوروبا ترغب في مساعدة المصريين في التعلم لمعرفة الفرق بين «الفوضى وحرية التعبير»، بحسب وصفه.
ففيما يبدو لا تزال هواجس ثورة الـ 25 من يناير التي نزل الشعب فيها يطالب بالـ«العيش والحرية والكرامة الإنسانية» وليس كما يدعي السيسي أنها كانت تطالب بالعيش فقط، تسيطر على مخاوفه، خشية أي تحرك شعبي ضده.
- قنبلة السيسي النووية
وحول مساعي مصر لامتلاك قنبلة نووية، فجر السيسي قنبلة نووية جديدة من نوعها، يبدوا أنها لا تختلف كثيرًا عن صواريخ السيسي البلاستيكية التي نطق بها من قبل، وقال: «القنبلة النووية الحقيقية هي التقدم سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، التقدم البشري، التقدم في الحرية، في الديمقراطية.»
فبينما يتقاتل العالم، ويُغتال العلماء، وتُنشأ التحالفات من أجل امتلاك القدرات النووية، أو من أجل منع البعض من الوصول إليها، اعتبر السيسي أن امتلاك أسلحة نووية ليس هو السبيل لتحقيق التقدم أو القوة للشعوب.