شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

الإسلاميون وفتات بعد جوع وتعب – حسام كمال النجار

الإسلاميون وفتات بعد جوع وتعب  – حسام كمال النجار
  كانت هناك قصة نتناقلها في عهد المخلوع قد تكون خيالية لكنها تُجسد واقعاً تاريخياً مؤلماً عشناه، كانت القصة لحديث...

 

كانت هناك قصة نتناقلها في عهد المخلوع قد تكون خيالية لكنها تُجسد واقعاً تاريخياً مؤلماً عشناه، كانت القصة لحديث دار بين المخلوع ونجله جمال ..

سأله جمال مُتعجباً: كيف تحكم مصر يا "بابا" وداخلها كل هذا الغليان والفقر والجوع والمرض ؟!

فأجابه المخلوع قائلاً: سوف أعطي لك درساً ستفهم منه كيف أجلس على كرسي الرئاسة متربعاً طيلة هذه السنوات، ثم أعطاه قفصاً مملوءاً بالدجاج، وقال له: أطعمهم وإن خرجت دجاجة من القفص أعدها إليه مرة أخرى.

فقال جمال: هحاول يا "بابا"، ثم أخذ القفص المملوء بالدجاج وبمجرد أن فتحه ليطعم الدجاج طارت كل الدجاجات فذهب يجمعها ليضعها في القفص فلم يستطع فكلما أمسك واحدة طارت الأخرى حتى أصابه التعب.

فناداه المخلوع وهو يضحك بسخرية: تعال أعلمك كيف تطعمهم وفي نفس الوقت لا تخرج دجاجة واحدة من القفص، فأمسك بالقفص مملوءاً بالدجاج ثم أخذ يهزه بشدة والدجاج داخله حتى داخت الدجاجات داخل القفص ولمـَّا تأكد أنها أُنهكت من التعب فتح باب القفص ثم رمى لها فُتاتاً لتأكله ولم تتجرأ واحدة من شدة التعب أن ترفع رأسها لتخرج من القفص.

كانت هذه إحدى أساليب حكم المخلوع لمصر، كان يتعمد أن يشغل الناس ويتعبهم وينهكهم بمرضهم وطعامهم وشرابهم والروتين المعلوم للجميع في المصالح الحكومية وغيرها، ثم يدخل من أراد أن يفتح فمه في صراعات بعيداً عنه حتى لا يستفيق أحدهم ليطالبه بحقوقه وفي آخر الأمر يضع لهم الفتات ووقتها سيجد الأغلب يقول بلسان الحال "كويس أوي إحنا كنا لاقيين حاجة".

هذا الأسلوب وهذه النظرية ما زالت تُمارس بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير ولكن هذه المرة ينفذها العالمانيين والليبراليين مع الإسلاميين فهم يزرعون الفتن ويضخمون الأخطاء ويفتعلون المواقف ويعملون على تأجيج الخلافات داخل الصف الإسلامي، وبين الإسلاميين والشارع المصري وخاصة رموزه؛ ليشغلوهم عن الهدف الأساسي: تطبيق الشريعة وتحقيق النهضة وتنفيذ نموذج عملي لمفاهيم الإسلام العظيمة، ثم يرمون لهم في نهاية المطاف بعد شدة جوع من الهدف الأساسي فتات مثل المادة الثانية من الدستور وليتها صيغت كما ينبغي !

والعجيب أن بعض الإسلاميين يستجيبون لهذه الصراعات ويدخلون فيها وينشغلون عن الهدف الأساسي، أو يسكت بعضهم لأن البعض الآخر تكلم ليبدو أنهم الأكثر ديمقراطية، ومنهم في نهاية الأمر من يرضى بالفتات !

مصر المسلمة قررت أنها لن تختار إلا ما ومن يرفع شأن شريعتها وقد وقعت على هذا القرار مراراً وتكراراً لذا لابد من تنفيذه وإلا فلن يسمح هذا الشعب بوضع قرار مصيري مثل هذا القرار على أحد الأرفف هنا أو هناك.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023