شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

المجد لمن قال…..لا – عاطف عواد

المجد لمن قال…..لا  – عاطف عواد
  في بدايات التسعينات كنا مجموعة من الشباب الذي يمارس العمل السياسي من خلال جماعة الأخوان المسلمون و البعض منا...

 

في بدايات التسعينات كنا مجموعة من الشباب الذي يمارس العمل السياسي من خلال جماعة الأخوان المسلمون و البعض منا كانوا قيادات طلابية و آخرون قيادات نقابية     و أعضاء برلمانيين و في هذا التوقيت كان المفهوم السائد هو السمع و الطاعة لمن كان داخل الجماعة و السمع و الطاعة لمن كان داخل النظام الحاكم و كانت كلمة … لا مفهوم غائب لدى كلاً الفريقين وقتها تم توقفنا في مسارنا داخل الجماعة عند نقطتين رئيسيتين أولهما العمل السرى أو غير المعلن أو العمل خارج إطار القانون و ثانيها هو الخلط الحاصل بين العمل الدعوى و العمل التنافسي فكانت المفاصلة بيننا و بين الجماعة بقرار تأسيس حزب سياسي مدني بمرجعية إسلامية تحت مسمى الوسط         و وقفت قيادات الجماعة و قيادات الحزب الوطني في مفارقة غريبة ضد هذا المشروع بكل ما أوتى كلاهما من قوه يريدون منا التراجع عن هذه الخطوة فكان جوابنا في زمن نعم ….لا

–          تحللنا كثيراً من قيود التنظيم و خرجنا منه إلى فضاء العمل السياسي الواسع فإذا بنا نصطدم بمحاولات حسيسة من النظام الحاكم وقتها للإستقطاب لننضم إلى طابور الأحزاب الكرتونية مقابل السماح للحزب بالخروج إلى النور فكان رد الوسط حاسماً…لا

–          عملنا في النور و في إطار القانون كحزب تحت التأسيس و مددنا أيدينا للتعاون مع كل القوى و التيارات الوطنية دون إستثناء و لكننا جوبهنا برفض لجنة الأحزاب السياسية لنا أربع مرات و رفض القضاء لنا ثلاث مرات و جميع أسباب الرفض كانت واهية لا ترقي لقيمة الأوراق التي كتبت عليها و كانت الرسائل تصلنا من داخل النظام بالتخلي عن المرجعية الإسلامية للحزب حتى نلقى قبول النظام الحاكم وقتها متمثل في لجنة الأحزاب فكان رد الوسط دون مواربه..لا

–          قامت الثورة بمشاركة جميع القوى و الفصائل و كان الوسط في قلب الحدث      و أسفرت النتائج عن رحيل الطاغية و رموز نظامه و إنحزنا للمسار الدستوري و الإنتخبات البرلمانية و كانت فكرة القائمة الوطنية لكل الفصائل التي شاركت في الثورة بمعايير و أسس لا تستبعد أحد و لا يستأثر بالقائمة أحد و لا يسيطر عليها أحد و كانت لقوى الأكثرية رأي مخالف و أرادت قائمة تسمى وطنية و توزع كوتة للأحزاب و آراد البعض لنا أن نكون ضمن قطيع رضى بالفتات يُحمل إلى البرلمان على أكتاف قوى الأكثرية فقال الوسط … لا

–          ثم توالت الأحداث و جاءت الإنتخابات الرئاسة في مرحلتها الثانية و كانت المنافسة بين د. محمد مرسى الأخواني و الفريق أحمد شفيق رئيس وزراء حكومة حسني مبارك و موقعة الجمل و أحد أذرع النظام السابق و فلوله فإذا بالقوى الكارهة للإخوان تنقسم فالبعض يعلن المقاطعة و هي بالقطع و في ظل دعم المجلس العسكري له ستكون في صالح أحمد شفيق و إذا بالبعض ينحاز إلى أحمد شفيق بإعتباره ممثل الدولة المدنية في مواجهة الدولة الدينية وفق زعمهم و حاولوا نذكيرنا بخلافات الماضي و إنتقاداتنا اللاذعة للأخوان لنكون في مقدمة المعارضة لنجاح رئيس أخواني و رغم أننا لم نكن من البداية ضمن فريق المؤيدين للدكتور مرسى و رغم تحفظاتنا على الآداء الأخواني وقتها      و إلى يوم الناس هذا إلا أن الإنحياز إلى شفيق كان من وجهة نظرنا خيانة للثورة و لدماء الشهداء و حملنا لواء الحرب على شفيق و فلول النظام السابق    و فسدته و هي حرب لم تتوقف إلى الآن و حاول البعض أن يزج بنا في معركة إفشال د. مرسي قبل أن يحسن أو يسئ و رغم أن الآداء إلى الآن لا يحقق طموحات الثورة و لكن من الظلم أن يكون تقييم الرئيس – حتى لو كنت تختلف معه – يعد خمسة أو ستة أشهر بإفتعال معارك وهمية و قضايا ثانوية حتى لا يكمل الرئيس فترته الرئاسية فقط لأن البعض لم يوفق في الإنتخابات  و كان يحدوه الأمل و ما زال أن يحكم مصر فكان رد الوسط في زمن نعم …. لا .. فالمجد كل المجد لمن قال … لا

كتبه: عاطف عواد المحامي بالنقض

و عضو الهيئة العليا لحزب الوسط

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023