الأزمة التي تمر بها مصر الآن كاشفة وفاضحة وممحصة.. أسقطت الأقنعة وكشفت كل الوجوه.. ويبدو أنها آخر حلقة من حلقات الصراع بين فلول النظام السابق وصناع الثورة.. ولذلك فالفلول يرمون بكل قوتهم من تخريب وتضليل وتزييف في هذا الصراع لأن المعركة في هذه الأزمة فارقة بالنسبة لهم إما أن يكونوا أو لا يكونوا… وإن شاء الله لن يكونوا.. ولن يكون إلا ما أراد الله سبحانه.. والله يريد الحق وهو يهدي السبيل..
فإذا كان الزند يقود تيارا من القضاة ضد ثورة الشعب المصري فهناك مجموعة من القضاة الشرفاء "قضاة من أجل مصر" يقفون بقوة واقتدار يدافعون عن الحق ويناصرونه..
منذ متى كان الزند ومن حوله يدافعون عن مصر ويخافون عليها؟!.. الزند الذي استحوذ على عشرات الأفدنة من أراضي الدولة بلا حق..وكان أحد أقطاب تزوير الانتخابات النيابية في عهد المخلوع.. ومتى كان بعض القضاة الذين أدخلوا أبناءهم وذويهم إلى سلك القضاء دون حق يخافون على مصر ويحرصون على العدالة.. ومتى كان بعض القضاة المرتشين يحرصون على هيبة القضاء وتحقيق العدالة؟!
هل تستحق تهاني الجبالي أن تكون في هذه المكانة ويتم اختيارها لتكون عضوا في المحكمة الدستورية.. ويتجاهل من عينها قامات كبرى من نساء مصر الفضليات وأستاذات للقانون في جامعات مصر.
متى كان مرتضى منصور من الشرفاء والحريصين على مصلحة مصر؟!
متى كان النائب العام عبد المجيد محمود محايدا ونزيها وشريفا في خصوماته وهو ربيب نيابة أمن الدولة ساعد مبارك ومعاونه في الظلم والطغيان.. الذين سجنوا الآلاف الأبرياء من خيرة شباب مصر ورجالها وعلمائها.. ولن ينفعهم تعللهم بأنهم كانوا يطيعون أمر الظالمين..فالله سبحانه لم يعذر جنود فرعون وقال: (إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين).
عمرو موسى وزير خارجية مبارك فترة من الزمن لا بأس بها وأمين الجامعة العربية لفترة أخرى من الزمن ولم يحرك خلالها ساكنا ولم يحل قضية واحدة للأمة العربية والصديق الحميم للإسرائيليين هل يخاف حقا على مصلحة مصر؟! وماذا بقى عنده حتى يقدمه؟
انكشفت كثير من الوجوه خلال الأزمة الأخيرة.. فمن كانوا يعيبون على مرسي عدم وفائه بأخذ حق الشهداء .. هم اليوم الذي يعيبون عليه لما أراد أن يأخذ للشهداء حقهم ويقتص لهم ممن قتلهم .. بالله عليكم كيف يستطيع الرئيس أن يأخذ حق الشهداء وهو مكتوف الأيدي من خلال نائب عام يضبط القضايا ويهندسها لتخرج كلها براءة بحكمة واقتدار.. أليس هذا الأمر لافتا للنظر؟! ومن قتل الثوار إذن؟!
كيف يأخذ الرئيس حق الشهداء والمحكمة الدستورية وعليها تسعة عشر ممن عينهم مبارك ورباهم على عينه وجاء بهم ليكونوا عونا له على ما يريد ويباركوا خطواته فى توريث الحكم لابنه.. يقفون لمرسي بالمرصاد.. ويحلون مجلس الشعب الذي جاء بانتخابات حرة ونزيهة لم تشهد لها مصر من قبل مثيلا.. وكانوا يخططون لما هو أشد.. ولكن الله أحبط كيدهم وكشف أمرهم..
الإعلاميون الذين كانوا يهللون للرئيس السابق ويبكون عندما يسمعون خطاباته المؤثرة.. ويكيلون الاتهامات للرئيس مرسي ليل نهار لأنه ساكت عن حق الشهداء لما أراد أن يأخذ للشهداء حقهم وقفوا في وجهه.. ألا يتاجر هؤلاء الإعلاميون بدماء الشهداء؟!
أتمنى من كل قلبي أن يخرج علينا المعارضون والمناهضون والزعماء الكبار ويقولون لنا لو كان أحد منهم مكان مرسي اليوم ورأى الوطن يتعرض لمكيدة أو خطر داهم فماذا كان سيفعل؟!
كثير من شرفاء مصر أكدوا أن هناك مؤامرة كان يخطط لها في الظلام لتعود مصر إلى نقطة الصفر مرة أخرى وترتب خيوط هذه المؤامرة على يد المحكمة العليا في مصر (المحكمة الدستورية العليا).
أدعو مؤسسة الرئاسة أن تكشف للشعب ما وصل إليها من مؤامرات هؤلاء الفاسدين أعوان النظام السابق لتخريب البلد.. لابد أن يكون اللعب على المكشوف فلا داعي للدبلوماسية بعد أن انكشف المستور وحتى يستريح الشعب ويفهم ما كان يحدث من قبل من أزمات مفتعلة وما كان سيحدث لولا أن الله سلم..
وأدعو كل مصري شريف أن يخرج للرأي العام ويعلن ما يعرفه من مؤامرات وما وصل إليه من رطرطة بعض أعضاء الدستورية عن مخططاتهم.
وأحيي الرجل العظيم الدكتور محمد الجوادي الذي أخبر بما علمه من مؤامرة المحكمة الدستورية من أحد أعضائها.. وأحيي القاضي العظيم المستشار المليجي الذي أفصح عن أسباب تنحيه عن نظر قضية موقعة الجمل.. وبيان الموقف المتخاذل للنائب العام السابق..
ما هو الموقف لو حل مجلس الشورى وحلت التأسيسية وتم التشكيك في شرعية مرسي وعاد المجلس العسكري إلى حكم مصر.. أو أعلنت الدستورية أن أحمد شفيق هو رئيس مصر.. أهذا ما يريده ثوار مصر .. أن نعود إلى الوراء.. إن الذين يريدون لمصر أن تعود إلى الوراء هم أعداؤها ولا يحبونها ولا يريدون لها الخير.. ولكني أستشعر أن الله سبحانه يدبر لأهل مصر أمر رشد وخير.. لأننا نرى أن أعداءها كلما كادوا أمرا دمر الله عليهم أمرهم وفضحهم.. ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين..