أتفهم الواقع التاريخى الذى مرت به مصر منذ الإحتلال الإنجليزى ، وسياسة دانلوب فى التعليم وبالتالى الغزو الفكرى المر الذى غير وعكر القلوب والعقول بشكل ممنهج بطئ ولكنه أكيد المفعول وبالتالى فإن أمامك نماذج بشريه عجيبه غريبه إتصفت بادئ ذى بدء بعدائها للنموذج الإسلامى على أى وضع …. إنها تربت فى مستنقع فكرى بعيد كل البعد بأسسه وقوائمه عن التربه المصريه حتى فى مصطلحاتها وأكيد فى منطلقاتها ، وصارت مسلمات الرجعيه والتخلف والسذاجه الفكريه وخلافه من نصيب ذلك الشخص الذى ينتمى للتيار الإسلامى ولأول وهله وبدون إستئذان.. ومهما حاورت حتى وإن قدمت شيئاً من التنازل لا جدوى من ذلك فأنت أمــام حائـط نفسـى موصد بفعل الأهــواء والأغـلاط والمنشـأالخـرب.
كما أنها أتصفت أيضاً بالإسهاب والكلام واللغو بلا شواطئ.. إنهم فلاسفة علم الكلام كأنهم سحرة قلب الحقائق ، قيل وقال أناء الليل وأطراف النهار، أمواج متلاطمه ومتناحره من الكلام بهوى بين وحقد أسود.
فالتفسير دائماً حاضر…والإنفعال الموجه أبداً موجود..
والخلاصه أنهم لن يرضوا عنك أبداً حتى تتبع رايتهم وتسير خلف أهوائهم وتتنصل ليس فقط من أصول معتقدك بل ربما من ملابسك .
والذى يزيد الطين بله أن هذه الأجواء المسمومه تباع بملايين الجنيهات على حساب ملاليم يحتسيها أبناء الوطن المنهك المكلوم.
أليست رواتب معظم رموز وقامات الإعلام الموغل فى الفساد والإفساد تقدر بالملايين من إعلانات سلع تبث على هذه الشاشات وتحمل تكلفتها على ثمن السلعه …أى أن الكارثه أنك تفسدنى وتضلل أفكارى عمداً مع سبق الإصرار والترصد ثم تأخذ من جيبى ومن قوت أولادى دون أن أشعر وكأنه السحر.
إن الذى يكب الناس على وجوههم إنما هى حصائد ألسنتهم فما بالك إن كانت هذه الكلمه يشاهدها الملايين .
صحيح أن هناك قله ذات موضوعيه مهنيه محترمه حتى وإن تبنت أفكاراً مغايره … ولكنها تبقى قله … أين ياساده وثيقة الشرف الإعلاميه المحايده للرأى والرأى الأخر وأين المرجعيه العامه للإعلام الذى ينبغى ألا تخرج عن هوية الأمه ومعتقداتها؟!
أين القانون الرادع لمن يفسد أمه، أيكون تحصين من أجرم فى حق الأمه من العقاب هو الحل تحت مسمى حرية النشر وخلافه؟ لماذا لا نضع عقوبه ماليه رادعه لمن يكذب أو يضلل ، ماذا تكون عقوبة الكذب على الأمه أو التكريس للأحقاد تحت مسمى كراهية كل ماهو إسلامى بحقد وهوى أسود ينضح من بين مداد الأقلام أو ثنايا اللسان كيف ننشر الفضيله فى شاشات حاقده كاذبه وجرائد مضله مضلله حتى وإن وجد الحق يسطع أحياناً وكاد يتوارى خجلاً من قلته وضألة حجمه.
وأين هم إعلامى الإسلاميين؟ …. لماذا لا يعدوا ما إستطاعوا من قوه؟ …. أين الكوادر البشريه المدربه مهنياً والتى تمتلك طاقات وإبداعات وخرجت من محضن بيئه نيَره عقلاً ونقلاً بمرجعية الله ورسوله؟
إنهم موجودون ولكنهم قله وقنواتهم موجوده ولكنها تشكو إلى الله ضعفها وقلة حيلتها .
ويعلم الله أنه لو خلصت النوايا لتحول الأمر رأساً على عقب ، ففى الأمم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه من كافة الوجوه إقتصاديه ومهنيه وإبداعيه … ولكن أين الخطه ومن يقودها بشكل منظم ينتظم فى مسارات وأجال تبلغ مداها كى تهدى الناس فى شتى مناحى الحياه وترحب بكل تائب صالح أو معارض موضوعى محترم وإن كان من أهل الكفر.
إنها أمانه وإنها يوم القيامه خزى وندامه "”
وإنما أشكو بثى وحزنى إلى الله ولكن آمل أن تسطع شمس الحقيقه والإيجابيه وأن ينكشف الدس واللبس وأن تنقلب عصا السحره خذياً وذلاً وأن يصبح الحق أبلجاً وأن يمسى الباطل لجلجا…ً
وما ذلك على الله بعزيز