شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

احتجاب الصحف مابين التأثير العالمي والإخفاق المحلى

احتجاب الصحف مابين التأثير العالمي والإخفاق المحلى
  لم يكن الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس محمد مرسى مؤخرًا بالمقبول وسهل الاستيعاب، حيث دخلت الصحف والقنوات...

 

لم يكن الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس محمد مرسى مؤخرًا بالمقبول وسهل الاستيعاب، حيث دخلت الصحف والقنوات الفضائية في الصراع معبرة عن سخطها من قرارات الرئيس، عن طريق حجب صحفها، وتسويد شاشتها.

وقررت ما يقرب من 11 صحيفة الاحتجاب عن الصدور غدًا(الثلاثاء) وهم "اليوم السابع"، "المصري اليوم"، "التحرير"، "الوطن"، "الصباح"، "الشروق"، "الوفد"، "الأهالي"، "الأسبوع"، "الأحرار"، "الفجر"، بينما قررت القنوات  "أون تي في"، و"دريم"، و"CBC" تسويد شاشتها بعد غدًا، وذلك بناء على دعوة "اللجنة الوطنية للدفاع عن حرية التعبير " للصحف الحزبية والمستقلة اليومية والأسبوعية للاحتجاب غدًا(الثلاثاء) ، والفضائيات بتسويد شاشتها يوم الأربعاء 5 ديسمبر،  والشعب المصري إلى مقاطعة الصحف.

قرار مؤثر محليًا وعالميًا

ويقول أستاذ محمد السيد صالح- مدير التحرير التنفيذي لصحيفة المصري اليوم- أن الجريدة قررت الاحتجاب غدًا مع 10 جرائد أخرى اعتراضًا على محاولة تمرير الإعلان الدستوري ومن بعده الدستور الجديد، وعدم رغبة الرئيس في التنازل  أو حتى التفاوض مع معارضيه، فضلًا عن الهجمة الشرسة على وسائل الإعلام التي ظهرت واضحة في مليونية الشرعية والشريعة والتي نعت بعض الإعلاميين بصفات سيئة.

وحول مدى جدوى القرار يقول "صالح" : "بالطبع سيؤثر القرار على المستوى المحلى، والدولي فالقارئ المصري سيتساءل لماذا احتجبت الجريدة التي أعتدت على الذهاب لشرائها"، مضيفًا أن القرار سيكون سابقة سيئة للحريات في عهد الرئيس محمد مرسى وستتابعه الأوساط العالمية المعنية بالحريات جيدًا.

القرار يحركه "الفلول"

ومن جانبه، أكد محمود سلطان-رئيس تحرير جريدة المصريون- على عدم مشاركة جريدته لباقي الصحف في قرار الحجب،قائلا"نحن صحيفة مستقلة وطنية، ولن نشارك في احتجاج صحف الفلول المحسوبة على النظام السابق، والتي يمولها رجال الأعمال الفاسدين".

لصالح الأخوان ومعاقبة للقارئ

وترى دكتورة عزة عزت– أستاذ الصحافة بجامعة المنوفية- أن إعلان الصحف الاحتجاب هي وسيلة اعتراض سلمية لكن في مثل هذا الوضع لن تكون مجدية بل ستصب في النهاية لصالح  جماعة الأخوان، الذي يمثل لهم الإعلام  " بعبع حقيقي" سيختفي بالحجب  .

وأكددت"عزت" أن حجب الصحف لن يكون مجدي على المستوى المحلى لكنه على المستوى الدولي يعطى رسالة قوية عن وضع الحريات في مصر في ظل حكم الإخوان المسلمين.

ووافقتها الرأي دكتورة نجوى كامل -أستاذ الصحافة بكلية الإعلام، قائلة"حجب الصحف معاقبة للقارئ، وتعدى على حقه في المعرفة وليس للمسئول لأن المسئول أحب إلى قلبه ان تحجب الصحف".

وتضيف "كامل" إضراب القضاة في هذه الحالة سيكون أقوى أثرًا من احتجاب بعض الصحف وليس جميعها.

 ويذكر أن سياسية "حجب الصحف ليست بالجديدة على المجتمع المصري ، فقامت بها الصحف المصرية منذ التاريخ البعيد دفاعًا عن حقها في التعبير عن آرائها بحرية ، ففي عام 1920احتجبت الصحف المصرية لثلاث أيام متتالية احتجاجُا على عودة الرقابة ممارسة القمع الفكري عليها أبان الاحتلال البريطاني .

ولم يكن القرن العشرين هو وحده الذي شهد قرارات بحجب الصحف من قبل إدارتها بل كان للقرن 21 نصيب أيضا وتحديدًا ففي 9 يوليو 2006  احتجبت عدد من الصحف احتجاجا على مشروع قانون يسمح باستمرار العمل بعقوبة الحبس في قضايا النشر تخص الطعن في الذمة المالية للموظفين العموميين، وأعضاء المجالس النيابية المنتخبة، والمكلفين بخدمة عامة.

كما  اتفق  15 رئيس تحريرٍ في صحف حزبية ومستقلة في أكتوبر عام2007 على الامتناع عن إصدار صحفهم، احتجاجا علي  صدور أحكام ضد 10 صحافيين، بينهم 5 رؤساء تحرير بسبب إهانة قيادات في الحزب الوطني، وتحريف تصريحات لأحد الوزراء النظام السابق.

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023