وهذا الشهر، سجلت المدينة الواقعة في الغرب الأوسط من الولايات المتحدة، والتي يبلغ عدد سكانها 28000 نسمة، خطوة جديدة لافتة في تاريخها وتغير الوضع بالنسبة للمسلمين الذين يقطنون هامترامك، وبعد أن كانوا في الماضي يتعرضون للتمييز، أصبحوا مكونا رئيسيا في هذه المدينة متعددة الثقافات، وهم يشكلون اليوم أكثر من نصف سكانها.
يتجسد تاريخ هامترامك من بداياتها كبلدة سكنها مستوطنون ألمان، إلى أن أصبحت اليوم أول مدينة ذات غالبية مسلمة في الولايات المتحدة، كما يظهر ذلك في شوارعها، بحسب “بي بي سي”.
وتحمل واجهات المحلات لافتات باللغتين العربية والبنغالية، كما تعرض المخازن الملابس البنغلاديشية المطرزة، والجنبيات اليمنية، وهي خناجر يمنية تقليدية تتدلى من حزام حول الخصر. وخارج المخابز البولندية يصطف السكان المسلمون لشراء الباكزكي، وهو نوع من الكعك البولندي المحشو بالكاسترد.
وخلال القرن العشرين، أصبحت هامترامك تعرف باسم “وارسو الصغيرة”، فقد توافد إليها المهاجرون البولنديون الذين أصبحوا عمالا في المدينة. كما كانت هامترامك إحدى المحطات التي توقف فيها البابا يوحنا بولص الثاني، بولندي الأصول، عندما قام بجولة في الولايات المتحدة عام 1987. وفي عام 1970، كان نحو 90 في المئة من سكان المدينة من أصول بولندية.
ولكن، ذلك العقد شهد بداية التراجع الطويل الذي شهدته صناعة السيارات الأمريكية، وبدأ الأصغر سنا والأكثر ثراء في أوساط الأمريكيين من أصل بولندي بالانتقال إلى الضواحي. وأدى هذا التغيير إلى أن تصبح هامترامك إحدى أفقر المدن في ولاية ميشيغان، لكن تكاليف المعيشة المنخفضة نسبيا في هذه المدينة جذبت أعداداً من المهاجرين.
وشهدت هامترامك على مدى السنوات الثلاثين الماضية تحولا جديدا، وأصبحت مقصدا للمهاجرين العرب والآسيويين، لا سيما القادمين من اليمن وبنغلاديش. واليوم، تبلغ نسبة سكان المدينة الذي ولدوا خارج الولايات المتحدة نحو 42 في المئة، وأكثر من نصفهم تقريبا مسلمون ملتزمون بالعبادات.
وتعكس تركيبة الإدارة المنتخبة حديثا، التغير الديموغرافي الذي طرأ على هامترامك. ويضم مجلس المدينة الجديد في عضويته اثنين من أصول بنغالية، وثلاثة من أصول يمنية، وسيدة من أصل بولندي اعتنقت الإسلام.
وسيصبح عامر غالب، الذي حصل على 68 في المئة من الأصوات، أول رئيس بلدية من أصل يمني في الولايات المتحدة.
وقد حصل انقسام في المدينة عام 2004 بعد التصويت على رفع الأذان عند موعد كل صلاة على الملأ. وجادل بعض السكان بأن حظر الحانات بالقرب من المساجد يضر بالاقتصاد المحلي.
يشار إلى أنه ووفقا لتقديرات مركز الأبحاث بيو، فإن عدد المسلمين الذين يعيشون في الولايات المتحدة بلغ نحو 3.85 مليون عام 2020، أي ما يعادل 1.1 في المئة من إجمالي عدد السكان. وبحلول عام 2040، من المتوقع أن يصبح المسلمون ثاني أكبر مجموعة دينية في الولايات المتحدة بعد المسيحيين.
ورغم تزايد أعدادهم، فغالبا ما يتعرض المسلمون في أمريكا للتمييز، ولا تزال ظاهرة الإسلاموفوبيا تطارد المسلمين والعرب في الولايات المتحدة بعد مرور عشرين عاما على هجمات 11 سبتمبر.