كشفت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية أن اتفاق السعودية على إعادة التواصل مع لبنان كان مقابل زيارة رفيعة المستوى يقوم بها زعيم غربي للرياض، نقلا عن مسؤول فرنسي.
وقالت الصحيفة، في مقال ترجمته «عربي21»، إن فرنسا صعدت الضغوط خلال الأسابيع القليلة الماضية من أجل حل أزمة لبنان مع الدول الخليجية، نقلا عن مسؤول فرنسي لم تذكر اسمه.
وقال المسؤول: «مع الانتخابات الفرنسية المقبلة، فإنه من المهم بالنسبة لماكرون أن يحرز تقدمًا في هذا الملف».
وبحسب المقال الذي حمل عنوان «سماسرة إيمانويل ماكرون يتوسطون بين السعودية ولبنان»، فإن الرياض رفضت مقترحا فرنسيا يتضمن لقاء ثلاثيا بين ماكرون وابن سلمان ورئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، فيما فضلت المملكة قدوم الرئيس الفرنسي وحده.
والسبت، توسط الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عبر مكالمة هاتفية بين السعودية ولبنان في محاولة لإنهاء الخلاف الدبلوماسي الذي أدى إلى فرض دول خليجية عقوبات على بيروت.
وطالب الرئيس الفرنسي، وهو أول زعيم غربي يزور المملكة منذ مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في 2018، باتصال يجمع الطرف اللبناني بالسعودي خلال لقاء مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في جدة، في إطار جولة خليجية تسعى من خلالها فرنسا إلى التأكيد على نفوذها في المنطقة.
واستدعت السعودية سفيرها من بيروت في أكتوبر الماضي بعد أن انتقد وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي حرب التحالف الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن. وحظرت الواردات من لبنان، الذي يعاني أسوأ أزمة اقتصادية منذ عقود. وحذت دول خليجية أخرى حذوها في استدعاء مبعوثيها من بيروت.
وقال ماكرون إنه تم اتخاذ خطوة مهمة مع استعداد السعودية لإعادة التواصل المالي مع لبنان بعد الجولة الأولى من المحادثات الثلاثية.
وقال ماكرون للصحفيين في جدة: «لقد التقينا بشأن لبنان ثم اتصلنا برئيس الوزراء «اللبناني» ميقاتي معًا لنقل الرسالة الواضحة من المملكة العربية السعودية وفرنسا بأننا نريد التشارك».
وعلى الرغم من أن تصريحات قرداحي أثارت غضب دول الخليج، إلا أن جذر الخلاف بين دول الخليج هو نفوذ حزب الله المدعوم من إيران، على الرغم من المليارات من المساعدات المالية السعودية لبيروت على مدى العقود الأخيرة، بحسب الصحيفة البريطانية.
والجمعة، أعلن وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي أنه سيستقيل من منصبه بناء على طلب فرنسي.
وقال مسؤولون فرنسيون إن السعودية وافقت على إعادة سفيرها إلى بيروت، لكن لم يتضح أن المملكة ستفعل ذلك.
وتجنب القادة الغربيون الزيارات إلى السعودية منذ مقتل خاشقجي على يد عملاء سعوديين في قنصلية المملكة في إسطنبول. وخلصت وكالة المخابرات المركزية إلى أن ابن سلمان من المفترض أن يكون قد سمح بالعملية.
ويرافق ماكرون في جولته الخليجية وفد من رجال الأعمال، إذ أعلن في دبي عن بيع طائرات رافال المقاتلة وطائرات الهليكوبتر بقيمة 19 مليار دولار.
وفي جدة، أعلنت الشركة السعودية للصناعات العسكرية المملوكة للدولة عن مشاريع مشتركة مع شركتي «إيرباص» و«فيجياك إيرو» الفرنسيتين، فضلا عن إمضاء «أرامكو» على خمس اتفاقيات مع شركات فرنسية.