سلطت صحيفة «يديعوت أحرنوت» الضوء على العلاقات بين إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، والحكومة الإسرائيلية، خاصة فيما يتعلق بالملف الأمني، والتزام واشنطن بضمان التفوق العسكري لتل أبيب.
وفي هذا السياق قال المحلل العسكري بالصحيفة، رون بن يشاي، إن إدارة بايدن، تدير سياستها تجاه أمن «إسرائيل» وفقًا لثلاثة مبادئ.
أولها، أن واشنطن لن تسمح لإيران بامتلاك أسلحة نووية، وليس لديها خطة عمل في هذا الشأن سوى محاولة العودة إلى الاتفاق النووي القديم مع القوى العظمى.
وثانيا، أن أمريكا ستفعل كل ما بوسعها للحفاظ على التفوق العسكري النوعي لـ«إسرائيل» على جيرانها في الشرق الأوسط، أما ثالثا، وفق بن يشاي، فإن الولايات المتحدة مستعدة للمساعدة في كل ما يتعلق بالدفاع عن «إسرائيل»، مثل تحسين أنظمة الرادار والدفاع ضد الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز، والمناورة بالصواريخ التي تفوق سرعة الصوت والطائرات المسيرة بدون طيار، والتعاون ضد التهديدات البحرية والسيبرانية.
لكن بن يشاي، قال إن الردع الأميركي، تضاءل مع مرور سنة على تولي بايدن للرئاسة في أميركا، مشيرا إلى أن الأخير يفضل الدبلوماسية ويستبعد استخدام القوة العسكرية، معتبرا أن هذه السياسة «تنخر» في مكانة الولايات المتحدة وقدرتها على الردع، ما يجعل «إسرائيل» من بين الضحايا المباشرين.
وأضاف المحلل العسكري، أن «السنة الأولى من تولي الرئيس الأميركي جو بايدن حتى الآن أنتجت مساهمة سلبية في الأمن القومي الإسرائيلي، لا سيما من وجهة نظر استراتيجية، بعد تدني نفوذها على الساحة الدولية إلى حد كبير، ومكانتها وصورتها كقوة عالمية رائدة».
وشدد على أن «قدرة إسرائيل على ممارسة نفوذها في واشنطن كانت رافعة دبلوماسية مهمة للاعتراف بإسرائيل والرغبة في إقامة علاقات معها، والاتفاقيات الإبراهيمية هي مثال على ذلك، ما يمثل تآكلا في مواجهة جبهة أعداء إسرائيل».
في المقابل يقول بن يشاي، إن الضعف الأميركي «دفع قادة ديكتاتوريين أقوياء مثل بوتين ولوكاشينكو وشاي وخامنئي إلى تقويض النظام العالمي الحالي لصالح مصالحهم ومصالحهم الشخصية».
وأضاف: «انتهز بوتين الفرصة لإثبات نفوذه في الشرق الأوسط، حين أدرك أن الولايات المتحدة فقدت إرادتها في استخدام القوة لفرض إرادتها وقيمها على الساحة الدولية، ودليل ذلك استعراضه القوة أمام أوكرانيا».
ورأى بن يشاي أن «بايدن لم يشرع في الانسحاب الأميركي من الشرق الأوسط، ولم يقرر نقل مركز المواجهة إلى الصين وروسيا، حين تسلم الرئاسة، بل إن الأمر بدأ أيام تولي الرئيس الأسبق، باراك أوباما، حيث أخذت الولايات المتحدة في عهده تبتعد، ولم يعد الشرق الأوسط مهمًا للاقتصاد الأميركي».
«وساهمت الحروب الفاشلة في العراق وأفغانستان أيضًا في الرغبة المشتركة للرؤساء أوباما وترامب والآن بايدن، في الانفصال عن منطقتنا وتقليل النفقات الاقتصادية الهائلة والأضرار المعنوية التي سببتها الحروب».
لكن مما لا شك فيه أن إدارة بايدن فاقمت الآثار السلبية لمغادرة الشرق الأوسط عندما أعلنت للعالم بشكل عام وإيران بشكل خاص أنها لم تكن تنوي استخدام القوة ضدها، وإنما فقط القوة الناعمة والدبلوماسية والاقتصادية. لتحقيق أهدافها.
في الواقع، يرى المحلل العسكري أن العام الأول لإدارة بايدن يعتبر إلى حد كبير استمرارًا لفترة ولاية أوباما، ولكن بدون الكاريزما والقدرات السياسية التي كان يتمتع بها الأخير.