التزمت العواصم العربية الصمت حيال اعتراف الرئيس الروسي، فيلاديمر بوتين، الإثنين، رسميا بمنطقتي «دونيتسك» و«لوغانسك» كدولتين مستقلتين عن أوكرانيا، ضمن صراع محتدم مع الغرب الداعم لكييف.
ولم يصدر أي رد فعل رسمي عربي حتى كتابة تلك السطور، على الخطوة الروسية، التي أثارت غضب دول الغرب، ولاسيما الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي.
ويبدو أن العواصم العربية، وفق مراقبين، تفضل على الأقل حتى الآن أن تنأى بنفسها عن التوترات المتصاعدة على الحدود الروسية الأوكرانية، رغبةً منها في الحفاظ على علاقاتها مع طرفي الصراع، هما روسيا والغرب.
وتأمل الدول العربية، بحسب المراقبين، ألا تندلع حرب؛ لأنها ستؤثر سلبا عليها لا محالة، خاصة على صعيد واردات بعض الدول من القمح الروسي والأوكراني، ما قد يُضر بالاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
وبالدرجة الأولى، تعتمد دول عربية كثيرة على استيراد القمح الروسي أو الأوكراني لسد حاجتها المحلية، مثل اليمن ولبنان وليبيا ومصر وتونس والجزائر، وهي دول تعاني أزمات معيشية.
وربما يزداد الوضع المعيشي سوءا في تلك الدول؛ جراء ارتفاعات محتملة في أسعار القمح؛ بسبب قلة المعروض منه، لاسيما وأن صادرات القمح من روسيا وأوكرانيا تمثل نحو 30% من حجم المعروض في الأسواق العالمية.
وفي ظل الصمت الرسمي العربي، نقلت وكالة أنباء النظام السوري عن وزير خارجية النظام، فيصل المقداد، قوله إن «سوريا تدعم قرار الرئيس فلاديمير بوتين الاعتراف باستقلال جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك «شرقي أوكرانيا» وستتعاون معهما».
واعتبر المقداد، خلال منتدى في موسكو «حليفة نظام بشار الأسد»، أن «ما يقوم به الغرب ضد روسيا حاليا مشابه لما قام به ضد سوريا خلال الحرب».
وفي مارس 2011، اندلعت بسوريا احتجاجات شعبية مناهضة لنظام بشار الأسد طالبت بتداول سلمي للسلطة، لكن النظام أقدم على قمعها عسكريا، ما زج بالبلاد في حرب مدمرة.