نشرت شبكة CNN الأميركية تقريراً كشفت فيه أن المخابرات الأميركية تعكف على دراسة الحالة العقلية والنفسية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال الأيام الماضية.
ونقلت الشبكة عن مصدرين حكوميين قولهما إن هذا السعي لفهم الحالة العقلية لبوتين يندرج في إطار محاولة فهم كيف تؤثّر صحة بوتين العقلية على تعامله مع الأزمة في أوكرانيا وتصاعدها السريع في الأيام القليلة الماضية.
وقالت الشبكة إن هذه الجهود الاستخباراتية تأتي تتويجاً لاعتقاد بات شبه راسخ لدى مراقبي بوتين استخباراتياً، مفاده أن الرئيس الروسي أصبح بشكل متصاعد غريب الأطوار ولا عقلانياً.
وأضافت الشبكة نقلاً عن مصدريها، أنه منذ انطلاق الغزو الروسي على أوكرانيا، طلب مسؤولون أمريكيون كبار من الوكالات الاستخباراتية الأمريكية جمع أي معلومة يستطيعون الوصول إليها حول كيف يتعامل الزعيم الروسي وكيف تأثرت عقليته بالرد القاسي والموعد وغير المتوقع الذي لقيه من الجيران الأوروبيين والحلفاء حول العالم.
وأشارت الشبكة إلى أن المجتمع الاستخباراتي الأمريكي قضى عقوداً عديدة محاولاً فكّ شفرة بوتين الذي كان عميلاً للاستخبارات الروسية KGB وظل الحاكم الفعلي للبلاد منذ 1999.
وفي حين باتت الولايات المتحدة تمتلك معرفة مؤسسية ضخمة عن الرجل، فإنها تملك نظرة ضعيفة جداً عن آلية اتخاذ بوتين للقرارات اليومية، فبالنسبة إلى الاستخبارات الأمريكية لا يزال الكرملين “هدفاً صلباً” يصعب التسلل إليه باستخدام طرق التجسس التقليدية.
وتقول الشبكة نقلاً عن أحد مصادرها، إنه لا يشير تقييم شامل إلى تغيّر ما في صحة بوتين. غير أنّ المسؤولين الأمريكيين باتوا في حالة يقظة مراقبين إمكانية أن تكون استراتيجية بوتين هي أن ينشر حالة من عدم الاستقرار محاولاً دفع الولايات المتحدة وحلفائها إلى إعطائه ما يريده خوفاً من أن يقوم بتحرك أكثر سوءاً.
غير أن التحرك الاستخباراتي الأخير يعكس شعوراً لدى عدد من العملاء الاستخباراتيين مفاده أن عملية اتخاذ بوتين للقرار فيما يخص أوكرانيا ترسماً نمطاً مختلفاً عن شخصيته المعتادة، مرجحين ما تناولته تقارير استخباراتية سابقة مقترحة حصول تغيّر ما في فترة العزل الطويل خلال جائحة كورونا، حسب ما نقلته شبكة CNN.
ونقلت الشبكة عن مصدر قوله: “كل ما تملكه الولايات المتحدة يدخل ضمن عالم التخمين لأن قرارات بوتين وتصريحاته لا تبدو ذات معنى”، مضيفاً: “لسنوات وعقود طويلة تصرّف بوتين وفقاً لقالب محدد تقريباً”.
وبات بوتين اليوم، مع عدد من المسؤولين الكبار، تحت وطأة عقوبات غربية شديدة فُرضت عليه، بعد أن أطلق فجر 24 فبراير/شباط الماضي، عملية عسكرية في أوكرانيا، متهماً ما سماه “الدول الرائدة” في حلف شمال الأطلسي “ناتو” بدعم من وصفهم بـ”النازيين الجدد في أوكرانيا”.