قد يتبادر للمرء وهو يرى مسجد «جاما» الكبير في نيودلهي يكتظ عن بكرة أبيه بالمسلمين من كل الأعمار والمشارب وقت الإفطار في شهر رمضان الحالي أن أمورهم على ما يرام، ومع ذلك فإن المناخ في العاصمة الهندية وبقية الهند لا يدعو للاحتفال بالنسبة للمسلمين.
هذا ما بدأت به صوفي لاندرين مراسلة صحيفة لوموند (Le Monde) الفرنسية في نيودلهي تقريرا خصصته لما يتعرض له مسلمو الهند من موجة كراهية برعاية رسمية من مسؤولي الحزب الحاكم.
وتصف المراسلة بهجة مسلمي نيودلهي وهم يتوافدون قبيل أذان المغرب إلى هذا المسجد الكبير الذي بناه الإمبراطور المغولي شاه جهان في القرن الـ17، والذي يقف رمزا لا تخطئه العين في العاصمة الهندية، ويمكن أن يستوعب 25 ألف مصلٍ، وهو بذلك أكبر مسجد في عموم الهند.
وتضيف المراسلة أن الناس جاؤوا فرادى وجماعات ومعهم سجادات وسلال وضعوا فيها ما أمكن من طعام وشراب استعدادا للإفطار فور رفع الأذان.
لقد كان الحشد كبيرا -وفقا للمراسلة- إذ لم يبق في ساحات المسجد موضع قدم إلا وفيه شخص كما لو كان الجميع ضربوا موعدا للتعويض عن الوقت الذي ضاع نتيجة إغلاق المسجد سنتين أمام موائد الإفطار في إطار الإجراءات الصحية الاحترازية لكوفيد-19.
لكن هذا الجو الاحتفالي مختلف كليا عن المناخ الذي يعيشه مسلمو الهند في نيودلهي وبقية البلاد، حسب الكاتبة، إذ تجتاح الهند موجة واسعة من كراهية المسلمين (الإسلاموفوبيا) مع صمت واضح للسلطات.
ففي عدة ولايات هندية، وبالذات تلك التي يحكمها حزب بهاراتيا جاناتا «بي جيه بي» (BJP) -الذي ينتمي له رئيس الوزراء ناريندرا مودي- ما فتئ المتطرفون الهندوس المسلحون بالسيوف والمسدسات يستعرضون مواكبهم بمناسبة الأعياد الهندوسية أمام المساجد أو داخل أحياء المسلمين، وهم يهتفون بشعارات معادية لهم وشتائم تدفع أحيانا لإثارة المواجهة بين الطرفين، وعلى إثر ذلك يقوم مسؤولو الحزب المحليون بإلصاق التهم بالمسلمين واعتقالهم ثم تدمير منازلهم أو حرقها.
قد يتبادر للمرء وهو يرى مسجد «جاما» الكبير في نيودلهي يكتظ عن بكرة أبيه بالمسلمين من كل الأعمار والمشارب وقت الإفطار في شهر رمضان الحالي أن أمورهم على ما يرام، ومع ذلك فإن المناخ في العاصمة الهندية وبقية الهند لا يدعو للاحتفال بالنسبة للمسلمين.
هذا ما بدأت به صوفي لاندرين مراسلة صحيفة لوموند (Le Monde) الفرنسية في نيودلهي تقريرا خصصته لما يتعرض له مسلمو الهند من موجة كراهية برعاية رسمية من مسؤولي الحزب الحاكم.
وتصف المراسلة بهجة مسلمي نيودلهي وهم يتوافدون قبيل أذان المغرب إلى هذا المسجد الكبير الذي بناه الإمبراطور المغولي شاه جهان في القرن الـ17، والذي يقف رمزا لا تخطئه العين في العاصمة الهندية، ويمكن أن يستوعب 25 ألف مصلٍ، وهو بذلك أكبر مسجد في عموم الهند.
وتضيف المراسلة أن الناس جاؤوا فرادى وجماعات ومعهم سجادات وسلال وضعوا فيها ما أمكن من طعام وشراب استعدادا للإفطار فور رفع الأذان.
لقد كان الحشد كبيرا -وفقا للمراسلة- إذ لم يبق في ساحات المسجد موضع قدم إلا وفيه شخص كما لو كان الجميع ضربوا موعدا للتعويض عن الوقت الذي ضاع نتيجة إغلاق المسجد سنتين أمام موائد الإفطار في إطار الإجراءات الصحية الاحترازية لكوفيد-19.
لكن هذا الجو الاحتفالي مختلف كليا عن المناخ الذي يعيشه مسلمو الهند في نيودلهي وبقية البلاد، حسب الكاتبة، إذ تجتاح الهند موجة واسعة من كراهية المسلمين (الإسلاموفوبيا) مع صمت واضح للسلطات.
ففي عدة ولايات هندية، وبالذات تلك التي يحكمها حزب بهاراتيا جاناتا «بي جيه بي» (BJP) -الذي ينتمي له رئيس الوزراء ناريندرا مودي- ما فتئ المتطرفون الهندوس المسلحون بالسيوف والمسدسات يستعرضون مواكبهم بمناسبة الأعياد الهندوسية أمام المساجد أو داخل أحياء المسلمين، وهم يهتفون بشعارات معادية لهم وشتائم تدفع أحيانا لإثارة المواجهة بين الطرفين، وعلى إثر ذلك يقوم مسؤولو الحزب المحليون بإلصاق التهم بالمسلمين واعتقالهم ثم تدمير منازلهم أو حرقها.
وبحسب لوموند، فقد بدأت مثل هذه العمليات في ولايتي غوجارات وماديا براديش، كما تكررت نفس العملية العقابية في 20 أبريل/نيسان الحالي بمنطقة جهانجير بوري شمال العاصمة نيودلهي، فبعد 4 أيام من موكب هندوسي وسلسلة من الاستفزازات وإلقاء الحجارة على أحد المساجد وعلى المصلين فيه دمرت الجرافات تحت أعين كاميرات التلفزيون المدعوة لهذه المناسبة جميع المحلات التجارية التابعة للمسلمين حول المبنى الديني، ولم تسلم من ذلك العربات المتواضعة للباعة المتجولين.
وتضيف المراسلة أن المحكمة العليا الهندية أمرت بوقف عمليات الهدم على الفور، لكن مسؤولي حزب بهاراتيا جاناتا الذين يقفون وراء العملية تجاهلوا أمرها وادعوا أن البناء غير قانوني، وواصلوا عملهم لمدة ساعة كاملة هدموا خلالها بوابات وجدران فناء المسجد.
ورغم أن ملاك البيوت والمحلات التجارية لوحوا بسندات ملكيتهم الرسمية للأرض واحتجوا بأنهم لم يتلقوا أي أمر بالإخلاء فإن ذلك لم يشفع لهم.
وقد وصف رئيس منظمة العفو الدولية في الهند أكار باتيل العملية بأنها «عقاب جماعي مخصص لجزء من مجتمعنا»، كما أدان المجتمع المثقف في الهند هذا الازدياد في جرأة الهندوس المتطرفين ومحاولتهم برعاية من الحكومة ترسيخ أيديولوجية سيادة الهندوس على الأديان الأخرى في البلاد.
وترى المراسلة أن الجرافة ربما غدت الرمز البارز لحزب بهاراتيا جاناتا الذي استخدمها في استهدافه المسلمين والفئات الأكثر هشاشة في المجتمع، وهو ما يعد انتهاكا للدستور.
وبالنسبة لأستاذ العلوم السياسية المعروف براتاب بهانو ميهتا، فإن «هذا الشكل الجديد من الهندوسية ليس تعبيرا عن الاعتزاز والتدين الحقيقيين، بل هو استغلال للسلطة ولأعمال العنف لتخويف الأقليات».
كما كتب أكثر من 100 من كبار المسؤولين الهنود السابقين رسالة مفتوحة إلى رئيس الوزراء يطالبونه فيها بإنهاء “سياسة الكراهية” التي يمارسها حزب بهاراتيا جاناتا ضد المسلمين “دون رادع”.
وقالوا «إن صمتكم في وجه هذا التهديد المجتمعي الهائل يصم الآذان»، قبل التنديد بتدمير «الصرح الدستوري الذي أنشأه الآباء المؤسسون»، إذ يضمن الدستور الهندي الحرية الدينية ويحظر جميع أشكال التمييز العنصري والديني وما إلى ذلك، وفقا للكاتبة.