اقتحم المتظاهرون في سريلانكا القصر الرئاسي بالعاصمة كولومبو، السبت، في إطار المظاهرات الواسعة احتجاجا على سوء المعيشة بسبب الأزمة الاقتصادية، مما أجبر رئيس البلاد «غوتابايا راجابكسا» على الفرار من مقر إقامته.
وأظهرت لقطات تلفزيونية بعض المتظاهرين، الذين يلوحون بأعلام سريلانكا ويضعون خوذات، وهم يقتحمون مقر إقامة الرئيس.
وشوهد مئات المحتجين في بث مباشر على فيسبوك من داخل منزل الرئيس، وهم يحتشدون في الغرف والممرات.
وقال مصدر بوزارة الدفاع لوكالة فرانس برس إن «الرئيس نقل إلى مكان آمن»، مضيفاً أن الجنود أطلقوا النار في الهواء لمنع المتظاهرين الغاضبين من السيطرة على القصر الرئاسي.
من جهته، دعا رئيس الوزراء السريلانكي رانيل ويكريميسينغه إلى اجتماع حكومي عاجل لمناقشة «حل سريع» لفراغ محتمل في السلطة عقب فرار الرئيس.
ودعا ويكريميسينغه الذي سيخلف راجابكسا في حال استقالته، قادة الأحزاب السياسية للمشاركة في الاجتماع. كما طلب من البرلمان الانعقاد بشكل عاجل لمناقشة الأزمة، وفق بيان لمكتبه.
وتشهد سريلانكا مظاهرات عارمة للمطالبة باستقالة راجاباكسا، ورئيس الوزراء رانيل ويكرمسينغ، وسط إجراءات أمنية مشددة في محيط القصر الرئاسي.
وتعاني سريلانكا منذ عدة أشهر نقصا حادا في الغذاء والوقود والأدوية، وهي أسوأ أزمة اقتصادية منذ استقلال البلاد عام 1948، بعد أن أدت جائحة كورونا إلى انخفاض كبير في عائدات السياحة والتحويلات المالية من المغتربين.
كما تواجه البلاد المثقلة بالديون أوضاعا اقتصادية ومالية متفاقمة، ناتجة عن ارتفاع خدمة الدين وتراجع المداخيل المالية الناجمة عن تأثير الوباء، وعجز عن الاستيراد لعدم وفرة النقد الأجنبي.