كشفت شبكة سي أن أن، أدلة تشير إلى أن روسيا تواطأت مع القيادة العسكرية السودانية لتهريب الذهب بما يقدر بمليارات الدولارات.
واستنادا إلى وثائق و مقابلات متعددة مع مسؤولين سودانيين وأمريكيين رفيعي المستوى، قالت الشبكة إن مخططا لنهب ثروات السودان رسمته روسيا في محاولة لتحصينها ضد العقوبات الغربية المتزايدة ودعم جهود موسكو الحربية في أوكرانيا.
وقالت إن أذرع شركة “فاغنر” الروسية وبعض عملائها يعملون في السودان، حيث يترأس ميخائيل بوتبكين أعمال الشركة في السودان، أما أليكساندر سيرجيفيتش كوزنتسوف فهو المنفذ الرئيسي لـ”فاغنر”، الذي أدين سابقًا بالاختطاف والسرقة، وهو يعمل مع اللواء السوداني محمد حمدان دقلو، الملقب بـ “حميدتي”، مقابل التدريب والأسلحة.
وأضافت الشبكة أن فريق التحقيق التابع لها سافر 200 ميل شمالًا من العاصمة الخرطوم إلى بلد الذهب، لإلقاء نظرة فاحصة على صانع المال الرئيسي لشركة “فاغنر”، وهم عمال مناجم الذهب الذين يقومون بعمل قاس لاستخراج الذهب، ثم يقوم مصنع المعالجة الأجنبي الوحيد الذي يعمل في السودان وهو “ميروي غولد” التابع لـ “فاغنر” باكمال المهمة، رغم وجود قانون سوداني يقصر الملكية على السكان المحليين.
شددت على أن المثير للقلق أيضًا هو فرض عقوبات على “ميروي غولد” منذ عامين من قبل الولايات المتحدة لاستغلالها الموارد الطبيعية في السودان ونشر نفوذها الخبيث في جميع أنحاء العالم.
وبحسب الحكومة السودانية، فقد أوقفوا عملياتهم رسميًا لكنهم ما زالوا هنا، وما زالوا يتهربون من العقوبات. وفق الشبكة التي أكدت أن طاقمها تأكد من وجودهم بالفعل في المكان، تحت مسمى شركة “الصولج”، ما يؤكد أن “فاغنر” تعمل بشكل غير قانوني، فهي شركة أجنبية تتظاهر بأنها سودانية للتهرب من العقوبات الأمريكية.
وحول عدم تسجيل الكميات التي ينتجها السودان بشكل رسمي، قالت الشبكة إنه داخل بنك السودان المركزي التقط مُبلغ صورة لشاشة كمبيوتر تظهر أن الإنتاج الرسمي في عام 2021 كان 49.7 طن، 32.7 طن منها ليست موثقة من قبل البنك المركزي.
لكن الإنتاج الحقيقي قد يكون أكثر من 220 طنًا، أو ما يعادل 13.4 مليار دولار من الذهب سنويًا يتم سرقته من السودان. وفقا للشبكة التي قالت إنها تواصلت مع وزارتي الخارجية والدفاع الروسيتين ومع مكاتب الحكام العسكريين السودانيين والجنرال عبدالفتاح البرهان والجنرال دقلو، ولم تتلق ردًا على طلب التعليق.
والسودان من كبار منتجي الذهب في أفريقيا، وبلغت صادراته من المعدن الأصفر 26.4 طن في الأشهر التسعة الأولى من 2021 مقارنة مع 25.2 طن في 2020 بأكمله. لكن تقديرات رسمية تشير إلى تهريب أربعة أمثال تلك الكميات إلى خارج البلاد.