أجرى رئيس المخابرات المصرية، عباس كامل، حركة تنقلات بالجهاز، مع استثناء فريق العمل الخاص بتركيا وليبيا من الحركة، نظرا لكونهم من كبار الضباط وذوي الخبرة، بحسب موقع «Intelligence Online» الفرنسي.
ونشر الموقع الاستخباراتي تقريرا أشار فيه إلى أن كامل عيَّن مسؤولين جدداً لرئاسة إدارة منطقة القرن الإفريقي، وإدارة إثيوبيا، وإدارة السودان، ومع ذلك فقد أصر بحزم على إبقاء كبار الضباط ذوي الخبرة في ملف العلاقات مع تركيا، إلى جانبه.
وتأتي هذه الخطوة في وقت أخذت فيه ضغوط إنجاز المصالحة مع أنقرة تزداد أهمية وإلحاحاً على عبد الفتاح السيسي.
ومنذ عدة أشهر، تجري المفاوضات بين جهاز المخابرات المصري ونظيره “جهاز الاستخبارات الوطنية” التركي، بقيادة هاكان فيدان، بعيداً عن الأنظار.
ووفقاً للموقع الفرنسي، فقد عزم كل من فيدان وكامل على اللقاء سراً في نيويورك خلال الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي تعقد في المدة من 12 إلى 27 سبتمبر.
ومن المقرر أن يحضرها مسؤولو المخابرات إلى جانب وزير الخارجية المصري سامح شكري، ونظيره التركي مولود جاويش أوغلو.
وتابع الموقع: «يُقال إن زيارة ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، حليف القاهرة وراعيها، إلى أنقرة في 22 يونيو، كانت داعياً آخر لاستئناف المفاوضات المتجددة بين المخابرات العامة المصرية والاستخبارات التركية».
لكن، وعلى الرغم من رغبة كل من أنقرة والقاهرة في إصلاح العلاقات، فإن قضية التعامل مع جماعة الإخوان المسلمين لا تزال شوكة تنغص كلا الجانبين، ما يعوِّق مساعي المصالحة.
فقد وافقت تركيا على فحص قائمة الأفراد الذين تود القاهرة تسليمهم إليها، لكن أنقرة ما زالت ترفض إعادة أي شخص لديه جواز سفر تركي، أو منتمٍ إلى حزب العدالة والتنمية السياسي، الذي لا غنى للرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن تأييده الانتخابي.
وبحسب الموقع الفرنسي، فإن هناك رأي في أنقرة يدفع باتجاه ترحيل حفنة من الأشخاص الذين يُفترض أنهم أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين، وتسليمهم إلى ماليزيا أو إندونيسيا أو أوزبكستان، كل على حسب اختياره، حيث بدأت المناقشات مع هذه الدول حول إنشاء آليات التسليم وإجراءات اللجوء، وفقاً للموقع الفرنسي.
وبعد أن تقدم كامل بقائمة المطلوبين ممن خرجوا من مصر إلى تركيا، زاد عليها طلبات تسليم تشمل منتمين إلى جماعة الإخوان المسلمين الليبية، ممن فروا إلى الدوحة وإسطنبول، ما زاد من تعثر المفاوضات.
لكن على الرغم من استمرار هذه المشكلة، فإن أنقرة والقاهرة لديهما آمال قائمة في مصالحة محتملة، والتي من المقرر الإعلان عنها حال إنجازها في احتفال فخم ومراسم مليئة بالأبَّهة خلال قمة تعقد في المستقبل بين السيسي وأردوغان، تحت رعاية محمد بن سلمان.