أعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، عن توقيع مذكرة تفاهم بين بلاده وليبيا في مجال الموارد الهيدروكربونية «النفط والغاز الطبيعي».
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده، الاثنين، مع نظيرته الليبية نجلاء المنقوش بالعاصمة الليبية طرابلس.
وقال تشاووش أوغلو في هذا السياق: «وقعنا مذكرة تفاهم مع ليبيا في مجال الموارد الهيدروكربونية».
وأضاف: «سنوقع مع ليبيا اليوم مذكرة تفاهم في مجال الغاز، ولا يحق لدول أخرى التدخل في الاتفاقية الموقعة بين بلدين ذوي سيادة «تركيا وليبيا».
وأكد تشاووش أوغلو استمرار دعم بلاده لوحدة الأراضي الليبية واستقرارها، مبينا أن أنقرة وقفت وستقف دون تردد إلى جانب ليبيا وشعبها في أصعب المحن.
وتابع قائلا: «تركيا تنظر إلى ليبيا كوحدة متكاملة بشرقها وغربها وجنوبها، وسنقف في وجه الحملات التي تهدف إلى زعزعة الوحدة في ليبيا وإثارة الصراعات بين الإخوة، وانطلاقا من هذا المفهوم نواصل الحوار مع كافة الأطراف في هذا البلد».
وشدد تشاووش أوغلو على استعداد تركيا لتقديم كل أنواع الدعم للشعب الليبي من أجل إرساء سلام دائم في أسرع وقت ممكن.
وأردف: «قوة علاقاتنا مع ليبيا مستمدة من تاريخنا المشترك وروابط الجوار والأخوة، وقد أكدنا خلال محادثاتنا اليوم على تعزيز علاقاتنا الثنائية، وهناك مسودات لاتفاقيات كثيرة بيننا يتم حاليا مناقشتها بهدف التوقيع عليها في الاجتماع المقبل لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين الجانبين».
ولفت إلى أن تركيا لا تعاني حاليا من أزمة في الحصول على الطاقة، مبينا أن السياسات الحكيمة التي تتبعها جعلت منها مركزا لنقل وتوزيع الطاقة.
وأكد أن الاتفاقيات المبرمة بين تركيا وليبيا تستند إلى مبدأ الربح المتبادل للطرفين.
وصرح بأن تركيا ستعمل على تطوير علاقاتها مع ليبيا في كافة المجالات، مشيرا أن أنقرة ترحب بتحسين ليبيا علاقاتها مع الدول الأخرى.
وقدم تشاووش أوغلو تعازيه في ضحايا الاشتباكات الأخيرة التي وقعت يوم 27 أغسطس الماضي في ليبيا، مؤكدًا أن تركيا ستواصل العمل مع ليبيا كي يسفر الهدوء السائد عن سلام واستقرار دائمين.
وشدد أن مذكرة التفاهم للتعاون الأمني والعسكري الموقعة بين البلدين تعد حجر أساس هام في طريق الاستقرار، مضيفًا: «سنواصل عملنا في هذا السياق بالتعاون لضمان وجود جيش نظامي في ليبيا».
وأكد تشاووش أوغلو تصميم تركيا الكامل على تحويل البحر المتوسط إلى «بحر سلام» تستفيد منه جميع البلدان المشاطئة.
وقال: «لذلك اقترح رئيسنا على الاتحاد الأوروبي عقد مؤتمر مشترك لشرق المتوسط، والآن ننتظر جوابًا إيجابيًا من الاتحاد الأوروبي بهذا الخصوص».
وشدد على ضرورة استخدام آليات مختلفة بشكل فعال لتعزيز التعاون الاقتصادي الثنائي مع ليبيا في المستقبل، مبينًا أن تركيا ترغب في تطوير العلاقات التجارية مع ليبيا على مبدأ الربح المتبادل.
وأشار إلى أنهم يشجعون رجال الأعمال على العودة إلى ليبيا، واستكمال المشاريع غير المكتملة وتنفيذ مشاريع جديدة.
ولفت إلى أنهم يعملون مع الجانب الليبي من أجل استئناف الرحلات الجوية للخطوط الجوية التركية إلى ليبيا.
وأردف: «نرحب بالخطوات التي اتخذها الجانب الليبي بخصوص الإجراءات اللازمة في المطارات، وسيجري في الفترة المقبلة خبراء من الخطوط الجوية التركية جولة تفقدية في طرابلس ومدن أخرى».
وأضاف: «نرغب أن تبدأ هذه الرحلات في أقرب وقت ممكن، كما وافقنا على جميع الشركات التي عرضت تنظيم رحلات من ليبيا وأعطيناها الأذن بذلك وحاليًا هناك العديد من الشركات تحلق بين تركيا وليبيا».
وبين أن تركيا ستعيد فتح قنصليتها في مدينة بنغازي عند توفر الظروف المناسبة، مشيرًا إلى أن مجموعة الصداقة الليبية في البرلمان التركي ستزور ليبيا في الأسابيع المقبلة.
ولفت إلى أنه أكد خلال مباحثاته أن إجراء الانتخابات في أقرب وقت ممكن ضروري من أجل بناء مستقبل آمن ومزدهر لليبيا، وأن الحوار هو طريق الحل في المسار السياسي.
ودعا تشاووش أوغلو المجتمع الدولي إلى تجنب الخطوات التي من شأنها زعزعة السلام والاستقرار في ليبيا، ودعم جهود الليبيين في هذا الاتجاه.
وشدد أن تركيا تثّمن عملية المصالحة الوطنية التي أطلقها المجلس الرئاسي في ليبيا، وجاهزة لتقديم كافة أشكال الدعم اللازم بهذا الصدد.
وفي رده على سؤال حول بنود مذكرة التفاهم بين البلدين في مجال الغاز، أوضح تشاووش أوغلو أن «اتفاقية الهيدروكربونات الموقعة توًا تهدف إلى إقامة تعاون بين الشركات التركية والليبية في الاستكشاف والتنقيب وذلك وفق مفهوم الربح المتبادل في البر والبحر وفي مناطق الصلاحية البحرية».
وقال: «قد يحصل سوء فهم بخصوص اتفاقية مناطق الصلاحية البحرية، هذه اتفاقية موقعة بين بلدين ذوي سيادة وسارية المفعول».
وأضاف: «علاوة على ذلك، فقد أبلغت تركيا وليبيا الأمم المتحدة بتوقيع الاتفاقية، وسجلنا حدود جرفنا القاري لدى الأمم المتحدة، والآن على ليبيا تحديد جرفها القاري ومناطق الصلاحية البحرية خاصتها وتسجيلها لدى الأمم المتحدة».
وأكد أن اتفاقية مناطق الصلاحية البحرية تؤمن مصالح تركيا وليبيا سويًا.
وفي رده على سؤال حول التجارة بالعملة المحلية بين تركيا وليبيا، شدد تشاووش أوغلو أن بلاده تشجع التجارة بالعملة المحلية، مبينًا أنهم يسعون لزيادة عدد الدول التي يتاجرون معها بهذه الطريقة.
وأعرب عن توقعاته بتجاوز حجم التجارة مع ليبيا 4 مليارات دولار مع توقيع اتفاقية «سواب» بين البنكين المركزيين لتركيا وليبيا.
وحول الانتخابات الليبية، أكد الوزير التركي ضرورة أن تكون عملية الانتخابات صادرة عن الليبيين، وتحديد خارطة طريق لذلك وإجراء تعديلات قانونية لازمة قبلها.
ولفت إلى ضرورة إجراء تلك التعديلات اللازمة من أجل قبول الجميع بنتائج الانتخابات، مضيفًا: «يجب تنظيم جميع الإجراءات التقنية بشكل يجعل الانتخابات تتم بطريقة شفافة وعادلة وديمقراطية، وينبغي على الجميع الموافقة على نتائجها».
وتعثرت جهود ترعاها الأمم المتحدة لتحقيق توافق ليبي حول قاعدة دستورية تُجرى وفقا لها انتخابات برلمانية ورئاسية يأمل الليبيون أن تقود إلى نقل السلطة وإنهاء نزاع مسلح يعاني منه منذ سنوات بلدهم الغني بالنفط.