شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

حرب فرنسا على مالي.. إعادة غزو العالم الإسلامي.. الركن الأفريقي (2) – كريم حسين

حرب فرنسا على مالي.. إعادة غزو العالم الإسلامي.. الركن الأفريقي (2) – كريم حسين
  (1)   أركان الجهاد...

 

(1)   أركان الجهاد الحضاري: ها قد هبت دولاً غربية وحلف الناتو والذي لم تستأذنه فرنسا في ضرب مالي ليعلنوا تأيدهم لها ودعمهم ولو حتى لوجيستياً بل وهناك من قال إنسانياً ثم توجه فرنسا مرة أخرى لمجلس الأمن لنقل صورة الأحداث لكن واقع الحال لفرض أمراً واقعاً وبداية عقد صفقات تقسيم ثروات عالمنا الإسلامي (عرض أمتنا المستباح الذي تداعت عليه الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها) في الوقت الذي خفت فيه الموقف الرسمي لحكام المسلمين وإن قالوها على استحياء مازلنا مع خيار الحوار السلمي.. لذا وجب على شعوبنا التي بدأت مرحلة تحررها الأصغر من استبداد داخلي أن تنتفض إلى تحررها الأكبر من ظلم النظام الدولي الذي شهد الجميع وطالبت حتى نظمنا بحتمية تغيير نظام مجلس الامن هو بحق رمز الاستبداد الدولي.. والجهاد الحضاري في رأيي الذي يستنهض قيم الدين فينا وخبرة ومسئولية التاريخ حيث النصرة والأخوة والجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.. وللجهاد الحضاري أركان تشمل أمور كالإعلام والإغاثة والمظاهرات السلمية والمقاطعة الاقتصادية توزع الأدوار بين الشعوب والعلماء والمفكرين والإعلاميين وضغط على الحكام ليقوموا بمسئولياتهم الدبلوماسية والأمنية والسياسية .

وفيما يلي أركان الجهاد الحضاري:

أولاً ركن الإعلام:تناقلت شعوبنا في الماضي أخباراً وصوراً بسيطة لمذابح العصابات الصهيونية في فلسطين واستمر ذلك وقتاً بسبب ضعف الإعلام حينها حتى أدركوا جزء من الصورة فهبوا للتضامن من إخوانهم لكن إعلام هذا الزمان الذي أسرع بنقل أحداث غزة فكان التضامن الشعبي أسرع, الأمر ذاته في سوريا فمن قبل قام الأسد الأب بدك حماة في مذبحة شهيرة لم يكن من السهل نقلها إعلامياً أما الآن فالإعلام الشعبي وغيره نقل صورة كاملة فتفاعل الناس, في الماضي في منطقتنا العربية كانت الهيمنة الإعلامية الغربية فهم المصدر الوحيد وهذا أثر فينا سلباً إلى أن اوجدنا البديل , أما عن مالي بل وكل أفريقيا مازال الإعلام خاصة الفرنسي هو المهيمن , فالناس تتعاطف مع أزمة مالي الآن مع أن هذه الأزمة الأخيرة لها أكثر من عام والأمور تمهد للحرب ونحن لا نعلم, لذا لابد من تواجد مراسلين حرب في مالي لنقل الصورة كاملة كما حدث في غزة وسوريا, ولنا ان نتخيل المشهد لطائرات حربية فرنسية متطورة وضربات الندالة والجبناء من الطائرات .. ونعرف جيداً أن تلك الشظايا كالعادة من سيكون أغلب ضحاياها من الذين لا يجيدون الاختباء من الاهالي خاصة الأطفال وأين يختبئون في تلك الصحراء لكننا قطعاً سنجد مصدر الإعلام الفرنسي تتحدث عن فقط قتلى في صفوف المقاتلين (الإسلاميين ) , لذا فإن توجه مراسلين وقنوات عربية بقوة إلى تلك المنطقة أمر بالغ الضرورة والعجلة ولهم قطعاً خبرة في نقل الحروب بل ولهم حصانة دولية , والإعلام الحضاري هنا الذي يسلط الضوء على حال الناس ومعاناتهم في الوقت الذي يتركز الإعلام الفرنسي على عدد قتلى المقاتلين الإسلاميين ويترك أهم شيئ وهم الناس, ألم تأتي فرنسا كما تقول لنجدتهم أم أنها جاءت لصناعة نظام تابع وضرب المقاوم فتركز على ذلك فقط

ثانياً الركن الشعبي

1-      دور الدعاة والمفكرين والعلماء والإعلاميين الجدد(نموذج حسام أبو البخاري):

 هناك جبهات هامة للحشد والتوعية والمواجهة من الضروري فتحها , كيف لشعوب الأمة أن تعي ما يحدث في مالي من هيمنة إعلامية غربية أو إعلام كل همه مهاجمة نظام يحكم في مصر اتفقنا أو اختلفنا معه, لذا لابد من حشد إعلامي عبر القنوات المهتمة وخلق منصات إنطلاق في القنوات الأخرى عبر نماذج إسلامية شابة مقبولة كحسام أبو البخاري وآخرين, للدعاة والمفكرين والعلماء دور كبير في عملية بناء الوعي السريع فالمعركة الحضارية لابد أن يقودها شعوبنا بتنسيق وتوجيه من العلماء والدعاة والمفكرين فليدركوا دورهم التاريخي الحضاري وليخرجوا من صندوق قضايا الداخل إلى سعة الأمة وجراحها الغائرة في مالي , علماً بأن ما يحدث في مالي مع الآسف سينال دولها المجاورة وهذا ما كان الجميع يخشاه أن ضربة في مالي ستنشر الفوضى في المنطقة وصحراء مالي تصل حتى مصر ومع الآسف فرنسا لم تنتظر نجاح الحوار حتى تحقق الفوضى, وكما سمعت من محللين بهذه الفوضى تبقى احتياطات الثروة وقتما يريدونها يبدأوا في عملية الاستقرار, سياسة لا تعرف الرحمة سياسة ليست جديدة على التاريخ الخارجي الدموي العنصري الفرنسي لذا وجبت المواجهة الحضارية فحينها يجتمع التاريخ والشعوب والقيم في صف واحد وفي جسد واحد

2-      مسيرات ومظاهرات سلمية(فليبادر الشيخ حازم أبو إسماعيل وحازمون):

أفرق في رؤيتي دائماً بين نظماً وسياسة غربية وبين الشعوب الغربية التي أعرف منها شخصياً الكثير ممن ينادي بصدق بحقوق الإنسان وقيم العدالة والحرية والمساواة, وإن رسالتنا أمتنا الحضارية هي الدعوة إلى قيمنا وديننا ونقله للعالم باخلاقنا النابعة من الدين والذي يقف بيننا وبين دعوتنا إما نظماً مستبدة في الداخل أو- و نظماً وسياسيات مستكبرة ظالمة لنظمهم, لكن يمكن نقل رسالة شعبية إلى شعب فرنسا وشعوب الغرب برفضنا للحرب على مالي حتى نوازن إعلامهم الذي يمنهج رسم صورة نمطية عن المسلمين بالإرهاب والتشدد والتخلف , إن المسيرات الشعبية والمظاهرات ومثالها في مصر حين اعتصمت أمام سفارة إسرائيل من قبل ومن بعدها سفارة أمريكا في احداث الفيلم المسيئ لرسول الإسلام صل الله عليه وسلم قطعاً كان لها أثراً دولياً, ورأيي أن حركة حازمون لديها من القدرة على الحشد السريع ما يؤهلها للدعوة لتلك المظاهرات وأكرر السلمية, ولترفع الصور أمام سفارة فرنسا بالعربية والإنجليزية والدولية بها أطفال مالي والنيجر وبوركينا فاسو وغيرها من الدول التي تنهبها فرنسا ولترفع صور ثورات هذه الشعوب المنهوبة من النفط واليورانيوم والذهب بجانب صور الاطفال المشردين, ووجود الشيخ حازم أبو إسماعيل في رأيي ضروري للتوجيه السلمي للمظاهرة , إن الدعوة الإسلامية وصلت بالأخلاق وغاية المسلم ورسالته هو الدفاع عن دينه ونشره حتى في الحروب كما علمنا رسول الله صل الله عليه وسلم بأخلاقه فلا حاجة من رفع أعلام سوداء بل لتكن الرسالة الإنسانية , ونعم فلترفع المصاحف فإنما ننصر إخواننا في الدين ننادي بحقوق أمة مستباحة ومنهوبة هي ركن أساسي في تاريخ البشرية وحاضره ومستقبله

 

3-       مبادرة إغاثية عاجلة (فلتبادر تلك المبادرة الشبابية المصرية جسد واحد التي تضامنت بنجاح مع الصومال وسوريا- دور الإغاثة الإسلامية والدكتور هاني البنا كنموذج) :

 

صدقت يا عمر في تعجبك من جلد الفاجر , ففرنسا بقوتها العسكرية وإمكاناتها اللوجيستية تجد نظماً غربية تقول سندعم فرنسا لوجيستياً بل وإنسانيا في حربها على مالي.. فأين شعلة الإيمان فينا وأين سرعة تلبية نداء الجهاد الحضاري.. أننتظر لنرى مئات القتلى والجرحى وآلاف النازحين المشردين خلال أيام ثم نتحرك أم نبادر لنحاول إحياء ما يمكن من النفوس (ومن أحياها) ليبدأ التنادي الإغاثي الشعبي والاحتياجات الأساسية معروفة بداهةً من غذاء وكساء ودواء وطب وخيام للنازحين, ثم ليكن فريقاً يتواصل مع مؤسسات الإغاثة العالمية كالإغاثة الإسلامية والدكتور هاني البنا حتى يكون التحرك الشعبي الدولي لتأمين وصول المساعدات وإقامة مناطق آمنة لا يطلق فيها النار لعلاج الجرحى وإيواء النازحين, والدفع دولياً عبر أجهزة للأمم المتحدة ومنظمات حقوقية دولية بالضغط على فرنسا لعدم توجيه ضربات في تلك المناطق مع علمي بتاريخ الخسة والندالة الفرنسية إلا أن مشاركة مؤسسات دولية حقوقية بقوة وتقدمها ذلك المشهد لإجراء اتفاق ضمان مع فرنسا سيزيد من الإحراج الدولي لها وإمكانية إنقاذ ما يمكن إنقاذه ولا ننسى أن إنقاذ نفس واحدة وإحياءها كإحياء الناس جميعا, ولتعلم فرنسا أن قتل إنسان واحد بغير ذنب كقتل الناس جميعا وهي قد فعلت بالفعل ولن يغفر لها ضمير الأمة وذاكرتها أفعالها الغادرة منذ بداية تاريخها الاستعماري إلى الآن, فلنقيم بسرعة لجنة تنسيق بين الهيئات الإغاثية الإسلامية في مصر والعالم العربي حتى نوزع الأدوار ونفعل الجهود ونرشد الموارد ولضمان استمرارية الإغاثة مرحلياً قبل نقلها إلى مرحلة استراتيجية بعد النجاح في إيقاف الحرب بإذن الله لإعمار منطقة الساحل الأفريقي الصحراوي.

 

4-       لجنة الجهاد الحضاري الإلكترونية باللغات العالمية بما فيها الفرنسية: أكرر أننا أصحاب حضارة ورسالة فرض علينا الدعوة لها في العالمين والنموذج الأول في نشرها كما علمنا رسول الله صل الله عليه وسلم هو القيم والأخلاق في كل الأوقات حتى في الحروب, ومازالت قناعتي بأنني أفرق بين شعوب الغرب وبعض نظمهم وسياساتهم المعادية لأمتنا , وإن إمكانية الوصول الإلكتروني لهذه الشعوب كبيرة عبر منتديات تواصل اجتماعي وغيرها لكن لابد من ان تكون رسالتنا تعبر عن قيمنا وعن قضايانا وعن ظلم نظمهم لنا وسرقتهم ثرواتنا وانه يمكن التعايش والاستفادة المتبادلة من الخبرات لكن نظمهم تجر بلادهم إلى عداء ممتد معنا, وبالتالي لابد من النظام فالكثير من خريجي لغات وترجمة الازهر وغيرها من كليات الآداب يجيدون الفرنسية ويمكن بداية كتابة الرسايل مع صور معاناة شعوب وأطفال أفريقيا من سياسة فرنسا وهنا يكون إعلام حضارياً موازياً لنا في الغرب

5-       المقاطعة الاقتصادية:

 إن هؤلاء الماديين العنصريين الذين جاءوا بالقتل والدمار ببلطجة دولية لسرقة المزيد من ثروات الأمة الإسلامية لا يفهمون قيم الرحمة والحوار وهنا أقصد السياسات والنظم وليست الشعوب, لذلك فإن مقاطعة اقتصادية للمنتجات الفرنسية وللدول التي أعلنت دعماً وتأييداً لها في حربها على مالي سيكون له أثراً مفيداً وهاماً في رأيي لكن هذه المرة لابد وأن يتم تصعيد المقاطعة الاقتصادية وتطويرها فكثيراً من تجارنا ورجال أعمالنا في العالم الإسلامي يستوردون مواد بناء وأجهزة وغيرها من فرنسا أو فرنسا مشاركة فيها كمنتجات شركات اتصالات وغيره فلابد من حصر كل هذا واستبداله بقوة ليكون التأثير الاقتصادي واضح في مواجهة فرنسا فكثير التي لها استثمارات كثيرة في أمتنا بل وحتى السياحة ممن يتوجهون لفرنسا للعلاج والسياحة لابد من إيجاد البديل في بلاد أخرى لتكون الرسالة قوية وفاعلة مع هؤلاء الماديين الذين لا تعرف الرحمة إلى قلوبهم طريق إلا طريق المال والأعمال, كل شيئ فرنسي يقاطع حتى الملابس الفرنسية .. كل شيئ

 ثالثاً: دور النظم الحاكمة

( الجزائر – موريتانيا – مصر) : اختم مبدأياً رؤيتي لاستراتيجية الجهاد الحضاري في الأزمة المالية بأضعف الإيمان للنظم الحاكمة وفي رأيي أن واقع الجهاد الحضاري تأتي النظم في النهاية حيث تتقدم الشعوب لكن لابد من ذكر النظم الحاكمة فأقل القليل مما يمكن أن تقدم أياً ما كان توجهها هو أمن بلادها القومي ومؤسساتها الدبلوماسية في المنظمات الدولية, فالهجوم الفرنسي العسكري على مالي ضرباً مباشراً للأمن القومي الجزائري والموريتاني ثم المصري وقطعاً العربي والإسلامي, أجهزة هذه النظم الأمنية تعلم ماذا يمكن فعله في مثل هذه الأزمات الخطيرة, إلا أنه يبقى في إطار أقل القليل أن توازن دبلوماسياتنا عبر الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي الأمر , إذا تحركت فرنسا في مجلس الأمن المستبد فإن الجمعية العامة للأمم المتحدة تبقى حاضرة لحسد قرار دولي بتغليب الحل السلمي وايقاف فرنسا للضرب العسكرية ومنح التفاوض فرصة ونقول لفرنسا بضربتك أرسلتي رسالة بجاهزيتك القتالية في المنطقة لذا أوقفي إراقة الدماء وقد وصلت الرسالة وسنعجل بالاتجاه السلمي, ويبقى على النظم تحديداً الجزائر وموريتانيا أن يقوموا بتهيئة مجال لنزوح المضطررين كما فعلت تركيا مع السوريين وان تقوم بتأمينها , وأن تسمح لحركة الجمعيات والنظم العربية وأن تتولى مصر بخبرتها الإغاثية مسئوليتها في هذا الأمر, فيا أيها النظم هناك ما يمكن فعله حتى بأقل القليل لا يمكن أن يكون التفاعل في بيان رفض أو شجب على استحياء إنه أمن قومي .. إنه مسئولية تاريخية.. وإنه ممكن ومتاح وسيكون مقبولاً دولياً

يتبع ……

 

حرب فرنسا على مالي.. إعادة غزو العالم الإسلامي. الركن الأفريقي(1)

 

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023