أي إنسان يفهم قليلا في السياسة يدرك أن قوة المعارضة قوة للدولة وقوة للأغلبية.. قوة للدولة لأنها ستصب حتما في صالح البلد والحرص على مصالحه.. وقوة للأغلبية لأنها ستدفعها دائما إلى العمل الجاد وعدم التراخي لعلمها أن خلفها معارضة قوية تنتظر تعثرها لتأخذ مكانها.. وتقود هي سفينة الوطن.
إذن قوة الدولة في قوة الأغلبية والمعارضة على السواء.. ومن هذا المنطلق أنظر بعين الشفقة لحزب الوفد.. هذا الحزب الذي يحمل اسمه تاريخا عريقا ومشرفا.. وعلى مر السنوات قاده رجال كبار ما زالوا يتمتعون بمكانة كبيرة واحترام وتقدير في نفوس المصريين جميعا..
أما اليوم فلا بد للعين أن تبكي حال حزب الوفد وحال قادته في هذه الأيام.. ما الذي جرى للوفد حتى وصل إلى هذه الحالة؟ وما الذي حدث حتى تصل قياداته إلى هذه الدرجة؟! لا أريد من أحد من حزب الوفد أن تأخذه العزة بالإثم ويخرج علينا ويقول بعد قراءة هذا المقال ويقول: الوفد بخير.. وقيادات الوفد بخير.. ولكنها أعين الكارهين وألسنة الحاقدين التي تريد أن تشوه تاريخ الوفد العظيم..
أؤكد وأقول: ليس كلامي شماتة في الوفد وفي رجاله.. ولكن أرثي حال حزب مصري عريق قادر من خلال ماضيه المشرف وتاريخه العريق أن يكون على رأس الأحزاب المصرية..
ولننظر إلى الموضوع من زاوية أخرى.. لو سألت أي مهتم بالسياسة في مصر عن أسماء الأحزاب سيقول: حزب الحرية والعدالة وحزب النور وحزب الوفد .. ثم يبحث عن أسماء أحزاب أخرى فلا تسعفه الذاكرة ذكر أسماء الأحزاب فبذكر أسماء مؤسسيها بدلا من ذكر أسماء الأحزاب فيقول مثلا حزب حمدين وحزب البرادعي وحزب أبو الفتوح وحزب عمرو خالد…الخ
إذن حزب الوفد حزب يوضع في مصاف الأحزاب ذات الشعبية الكبيرة.. ولكن شعبيته تنهار يوما بعد يوم لسياسات قادة الحزب.. وإن شئت قل: تتغير نوعية المؤيدين للحزب.. فإن أصر حزب الوفد على إيواء الفلول وأقطاب النظام السابق فسوف تتغير نوعية شعبية الحزب إلى البلطجية وأرباب الفساد..
من كل قلبي أقول: للوفد ولمحبي الوفد: صعبان علي حزب الوفد.. فيا محبي الوفد أفيقوا قبل فوات الأوان وأدركوا حزبكم.. حتى لا يقول التاريخ عنكم يوما: حزب الوفد أسسه الزعيم سعد زغلول.. وخربه وقوض أركانه وأضاع هيبته السيد البدوي..