كشفت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان ملابسات وفاة المواطن صالح رحيم من جرّاء التعذيب، في مركز شرطة مدينة العدوة بمحافظة المنيا، منذ إلقاء قوات الأمن القبض عليه عصر يوم الخميس الثامن من يونيو 2023 وحتى وفاته في اليوم نفسه. وتضمّن توثيق الشبكة “صراخه واستغاثاته الصادرة من داخل غرفة حجز مركز العدوة”، وكذلك استلام عائلته جثّته ودفنه في مقابرها الخاصة.
أفادت الشبكة، أن المواطن صالح عبد الستار سعد رحيم، البالغ من العمر 41 عاماً والمقيم في قرية الفردوس مركز العدوة بمحافظة المنيا، هو أب لأربعة أولاد أكبرهم يبلغ 13 عاماً، وكان يعمل خفيراً في إحدى الأراضي الزراعية.
وأضافت أنّه كان يستحمّ بملابسه الداخلية في “بحر يوسف” (قناة مائية أو ترعة تربط النيل بواحة الفيّوم) القريب من محلّ إقامته وعمله وبصحبته محمد ابن شقيقه صلاح، عصر يوم الثامن من يونيو الجاري، عندما فوجئ بقوة أمنية مؤلّفة من سبعة عناصر بلباس مدني وبقيادة ضابط المباحث محمد الجبالي، فألقت القوة القبض عليه وعلى ابن أخيه، علماً أنّهما تعرّضا للضرب والسبّ أمام المارة من أهالي القرية، قبل اقتيادهما إلى الحجز في مركز شرطة العدوة.
بحسب التقرير تعرّض رحيم لضرب مبرح وسُمع صراخه واستغاثته من خارج غرفة الحجز لأقلّ من نصف ساعة، وكانت تلك المدّة “كفيلة بإنهاء حياته” من جرّاء قسوة التعذيب. وهو لم يُترك قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، و”نُقل مباشرة إلى مستشفى العدوة الحكومي وقد فارق الحياة”.
وبعد وقت قصير، تلقّت عائلة رحيم اتصالاً هاتفياً من مركز الشرطة وآخر من مستشفى العدوة الحكومي أفاداها بوفاته وبضرورة حضورها لاستلام جثّته وإتمام إجراءات الدفن، بحسب التقرير الحقوقي نفسه.
وبيّنت الشبكة المصرية في تقريرها أنّ علامات زرقاء كانت ظاهرة على بطن رحيم وعنقه وقد أُخذت عيّنات لفحصها من قبل الطبّ الشرعي، موضحة أنّ ذلك كان “واضحاً للعيان في أثناء غسل جثمانه في مغسلة مستشفى العدوة الحكومي”،
أثار نبأة الوفاة والتعذيب سخط وغضب عارمان بين عائلة رحيم وأهالي قريته، وذلك بعد أنباء عن إعلان لوزارة الداخلية تفيد فيه بأنّ وفاته أتت بشكل طبيعي في مركز شرطة العدوة.
وزارة الداخلية قابلت “ثورة الأهالي بإطلاق الأعيرة النارية، والقبض على بعضهم وسحلهم. واستدعت الأجهزة الأمنية قوات إضافية حاصرت مركز الشرطة والمستشفى، حيث كان أهالي المتوفى في انتظار جثمانه، وألقت قوات الأمن القبض على 15 من المواطنين من بينهم ناجي صالح، ابن ضحية التعذيب البالغ من العمر 13 عاماً، وعدد من أقاربه وأهالي قريته”.