منح عبدالفتاح السيسي لقلادة النيل رئيس الوزراء الهندي، التي تمثل أرفع الأوسمة المصرية، وأعظمها شأنًا وقدرًا.
واستقبل السيسي اليوم في قصر الاتحادية ناريندرا مودي، رئيس وزراء الهند، الذي يقوم بزيارة إلى مصر هي الأولى من نوعها.
وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أحمد فهمي، إن الزعيمين “قاما عقب انتهاء المباحثات بالتوقيع على الإعلان المشترك لرفع العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، بما يعكس التراث الحضاري المشترك والممتد بين مصر والهند على المستويين الرسمي والشعبي، بالإضافة إلى توافر الإرادة المتبادلة بين البلدين الصديقين للارتقاء بالعلاقات الثنائية”.
قال ناريندا مودي رئيس وزراء الهند، للدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم :”نقدر ما تضطلعون به في مصر والعالم من إيصال سماحة الإسلام في وقت تزداد فيه التحديات من حولنا”، موضحا أنه كان يتابع زيارة مفتي الجمهورية الأخيرة للهند يومًا بيوم، مؤكدًا أن الزيارة بعثت برسالة محبة وسلام لجميع الشعب الهندي من أرض الحضارة والعلم، وأضاف: “سنساعد في إنشاء مركز للدعم التكنولوجي في دار الإفتاء المصرية إيمانًا منا بضرورة استعانة القيادات الدينية بأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا لضمان إيصال الرسالة الدينية الصحيحة”.
ومن جانبه، قال المفتى: إن زيارتي الأخيرة للهند كشفت عن قرب القواسم المشتركة بين الشعبين الكبيرين المصري والهندي في العيش المشترك والمواطنة وسيادة القانون.
وأعرب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، عن سعادته بزيارة مسجد الحاكم بأمر الله التاريخي في القاهرة، اليوم الأحد.
وكتب في تغريدة عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «تشرفت بزيارة مسجد الحاكم بأمر الله التاريخي في القاهرة، الذي يمثل شاهدًا على ثراء تراث مصر وثقافتها».
وتعاني المساجد والأضرحة والمعالم الإسلامية في الهند من حملة هدم تشنّها حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي، في محاولة منها لإحداث تجانس ثقافي يستند إلى هيمنة الهندوس المطلقة على البلاد.
وأفاد تقرير لموقع قناة الجزيرة الإنجليزية الإلكتروني بأن مسجد “شاهي” في مدينة براياغراج بولاية أوتار براديش، الذي يعود تاريخ بنائه إلى القرن السادس، تعرض للهدم بالجرافات في 9 يناير الماضي، رغم أنه كان من المفترض أن تنظر محكمة محلية في التماس بوقف خطط إدارة المدينة، وفق إمام المسجد.
ولم يكن مسجد شاهي أول مسجد تاريخي يُضحّى به من أجل مشروع توسيع الطريق العام؛ ففي نوفمبر الماضي هدمت السلطات مسجدا عمره 300 عام في منطقة مظفرناغار في ولاية أوتار براديش.
مسجد آخر يعد أحد أكبر وأقدم دور عبادة المسلمين، بُني قبل 800 عام، هو مسجد “شامسي الجامع” في مدينة بوداون بولاية أوتار براديش، أصبح محل نزاع العام الماضي عندما رفع مزارع هندوسي في المنطقة دعوى قضائية، بدعم من جماعة “أخيل بهارات هندو ماهاسابها” الهندوسية المتطرفة، ادعى فيها أن المسجد أُقيم على أنقاض معبد هندوسي من القرن العاشر.
الجدير بالذكر، أنه خلال الأشهر القليلة الماضية، تصاعدت ممارسات التمييز، وبلغ الأمر ذروته عند تفجّر أزمة دبلوماسية بين الهند وعدد من الدول الإسلامية، نتيجة تصريحات حول النبي محمد، أطلقتها المتحدثة السابقة باسم حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم، نوبور شارما، والذي يرأسه رئيس الوزراء، ناريندرا مودي.
وكان الأزهر الشريف قد أعرب، في يونيو من العام الماضي، عن إدانته واستنكاره الشديد لما صدر من متحدث الحزب الحاكم في الهند من “تطاول وسوء أدب في الحديث عن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وزوجه أم المؤمنين الطاهرة المطهرة السيدة عائشة”.
وفي بيان شديد اللهجة، قال الأزهر إن “كلمات المسؤول الهندي كشفت عن جهل فاضح بتاريخ الأنبياء والمرسلين وسيرتهم، وكيف أنهم كانوا يمثلون القمم العليا للآداب والفضائل والأخلاق، وأن الله عصمهم من الوقوع في الرذائل وما تكرهه النفوس الطاهرة المستقيمة”.
وأثارت التصريحات المسيئة التي نشرها نافين كومار جيندال، المسؤول الإعلامي في حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم في الهند، غضبا في أوساط المسلمين، مما دفع دولا عربية وإسلامية إلى استدعاء السفراء الهنود لديها للاحتجاج، في حين اكتفى الحزب الحاكم بتعليق عمل المسؤول.