أكد النائب الأول لمندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي، بأن قرار الانسحاب من اتفاق تصدير الحبوب نهائي، نافيًا إمكانية إجراء مفاوضات بهذا الِشأن.
وصرحت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الاثنين، بأن مبادرة البحر الأسود تتوقف عن العمل اعتبارًا من 18 يوليو الجاري، ما يعني سحب روسيا لضمانات سلامة الملاحة، وإغلاق الممر الإنساني البحري في البحر الأسود.
وأشارت إلى أن الجانب الروسي يعترض على التمديد الإضافي، إذ تم إبلاغ الجانبين التركي والأوكراني به رسميًا اليوم، كما تم إخطار الأمانة العامة للأمم المتحدة.
وبحسب بيان الخارجية الروسية: «هذا يعني سحب ضمانات سلامة الملاحة، وإغلاق الممر الإنساني البحري، وإعادة النظام إلى منطقة خطرة بشكل مؤقت في شمال غربي البحر الأسود، وحل مركز التنسيق المشترك في إسطنبول. دون مشاركة روسيا، مبادرة البحر الأسود ستتوقف عن العمل ابتداء من 18 يوليو».
وأضافت في بيانها: «في ظل ظروف التخريب الصريح في تنفيذ اتفاقيات إسطنبول، لا معنى لاستمرار (مبادرة البحر الأسود) التي لم تف بالغرض الإنساني منها.
وشددت على أنه «إذا كانت العواصم الغربية تقدر حقًا مبادرة البحر الأسود، فعليها التفكير بجدية في الوفاء بالتزاماتها وإخراج الأسمدة والمواد الغذائية الروسية من العقوبات».
وأكملت: «فقط عند تلقي نتائج ملموسة، وليس وعودًا وتأكيدات، ستكون روسيا مستعدة للنظر في استعادة الصفقة».
يذكر أن مبادرة البحر الأسود، التي وقّع عليها، في 22 يوليو 2022، ممثلو روسيا وتركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة، تتضمن تصدير الحبوب والأغذية الأوكرانية، وكذلك الأسمدة عبر البحر الأسود من 3 موانئ، بما في ذلك أوديسا، على أن يتولى مركز التنسيق المشترك في إسطنبول، تنسيق حركة السفن.
وأدان الاتحاد الأوروبي، الاثنين، قرار روسيا وقف العمل باتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، اعتراضا على عدم تنفيذ شروط ومطالب موسكو في إطار الاتفاقية.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، على تويتر، إنها تدين “بشدة” إعلان موسكو أن الاتفاق الخاص بتصدير الحبوب الأوكرانية “انتهى عمليا”.
وشددت على أن الخطوة الروسية “تضر” بالأمن الغذائي.
وأضافت: “يعمل الاتحاد الأوروبي على ضمان الأمن الغذائي للفئات الضعيفة في العالم. سنستمر في توفير منتجات الأغذية الزراعية من أوكرانيا إلى الأسواق العالمية”.
من جهته، أعرب جوزيب بوريل منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، عن “أسفه” حيال القرار الروسي.
وأوضح قبيل مشاركة في قمة الاتحاد الأوروبي ومجموعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، في بروكسل أن هذا القرار “خطير للغاية، وسيخلق العديد من المتاعب لكثير من الناس في جميع أنحاء العالم”.
وأضاف: “من جانبنا، سنبذل قصارى جهدنا من أجل توفير الحبوب الأوكرانية للأشخاص الذين يحتاجونها”.
ووجه بوريل لوما مباشرا إلى روسيا، ووصف القرار بأنه “غير مبرر”.
ومن جهتها، أعربت الحكومة البريطانية عن “خيبة أمل” حيال إعلان روسيا إنهاء اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية.
وقال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني في تصريحات صحفية إن القرار “مخيب للآمال”، لكن في المقابل ستعمل بريطانيا على مواصلة المحادثات في سبيل إعادة العمل بالاتفاق.
واضاف المتحدث: “إذا لم تجدد روسيا الاتفاقية فستحرم الملايين من إمدادات الحبوب الأساسية بالنسبة لهم”.
وفي وقت سابق من اليوم، أعلنت روسيا أن صفقة تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود “توقفت اليوم، وستمدد حال تنفيذ الجزء الروسي منها”.
واشتكت روسيا من أن القيود والعقوبات المفروضة عليها على خلفية الحرب الدائرة مع أوكرانيا، أعاقت صادراتها من المواد الغذائية والأسمدة أيضا، وهي منتجات تعتبرها موسكو مهمة أيضا لسلسلة الغذاء العالمية.
وفي يوليو 2022، وقعت تركيا والأمم المتحدة وروسيا وأوكرانيا في إسطنبول، اتفاقا لاستئناف صادرات الحبوب من الموانئ الأوكرانية للمساعدة في معالجة أزمة الغذاء العالمية، والتي توقفت مؤقتا بعد بدء الحرب الروسية في فبراير 2022.
ومددت الاتفاقية 3 مرات، حيث سهلت نقل أطنان من الحبوب والمواد الغذائية في إطار محاولات معالجة أزمة الغذاء العالمية التي تصاعدت إلى مستويات قياسية بعد بدء شن موسكو عملياتها العسكرية.
وسمحت صفقة حبوب البحر الأسود لثلاثة موانئ أوكرانية بتصدير 33 مليون طن متري من الحبوب والمواد الغذائية الأخرى إلى العالم، منذ تحرك أول سفينة في 1 أغسطس 2022 حتى صباح اليوم.
وتعد روسيا وأوكرانيا الموردين الرئيسيين للقمح والشعير وزيت عباد الشمس وغيرها من المنتجات الغذائية ذات الأسعار المعقولة التي تعتمد عليها الدول النامية.