أعلن السفير السعودي لدى المملكة المتحدة، الأمير خالد بن بندر بن سلطان بن عبد العزيز، أن بلاده مهتمة بالتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي لكن ليس على حساب الشعب الفلسطيني.
وأكد السفير السعودي، في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، نُشرت الثلاثاء، أن أي اتفاق مع «إسرائيل» يجب أن يقود إلى تأسيس دولة فلسطينية.
وشدد السفير على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة، موضحا أن الإنسانية فشلت حيال غزة، مع عجز المجتمع الدولي على إنهاء القتال.
وقال إنه يتمنى أن يرى اعتدالا في موقف بريطانيا وأن تعامل الاحتلال الإسرائيلي بنفس الطريقة التي تعامل بها أي شخص آخر.
وفيما يخص التطبيع مع الاحتلال، لفت السفير إلى أن المملكة مهتمة بالتطبيع، لكن سيتطلب ذلك إنهاء الصراع في غزة، وسيتطلب أيضا بشكل واضح وجود مسار عملي لقيام دولة فلسطينية.
وقال إن الاتفاق على التطبيع كان وشيكا، ولا يوجد شك بذلك. بالنسبة لنا الحصيلة النهائية للنقاشات تتضمن ما لا يقل عن دولة فلسطينية مستقلة، وبينما ما نزال نؤمن بالتطبيع، إلا أنه لن يكون على حساب الفلسطينيين.
وتابع: “كنا قريبين من التطبيع، وبالتالي قريبين من قيام دولة فلسطينية. لا يأتي أحدهما بدون الآخر. لكن الترتيب وكيفية إدارته، هذا ما تمت مناقشته”.
وذكر السفير أن المشكلة التي نواجهها اليوم مع الحكومة الحالية في «إسرائيل» هي أن هناك وجهة نظر متطرفة ومطلقة لا تعمل على التوصل إلى تسوية، وبالتالي لن تتمكن أبدا من إنهاء الصراع.
وحذر الأمير خالد أيضًا من خطر التطرف نتيجة للحرب التي لم تسفر عن استشهاد آلاف المدنيين في غزة فحسب، بل تسببت أيضًا في دمار واسع النطاق وأزمة إنسانية عميقة.
وقال إن المستوى غير المسبوق من العنف الذي ارتكبه كلا الجانبين – ولكن بشكل خاص من قبل ما يفترض أن تكون دولة مسؤولة – سيخلق حالة من فقدان الأمل ليس فقط للفلسطينيين وإنما في بريطانيا وفرنسا وأميركا وكندا والجزائر والأردن والسعودية ومصر واليمن.
وقبل عملية طوفان الأقصى، تزايد حديث مسؤولين في الاحتلال عن قرب تطبيع العلاقات مع السعودية، لكن الرياض أكدت في أكثر من مناسبة أن هذا لن يحدث إلا بعد التوصل إلى حل للصراع «الإسرائيلي» الفلسطيني.
وفي سبتمبر الماضي، قال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مقابلة له مع شبكة “فوكس نيوز” الأميركية، إن بلاده تقترب أكثر من تطبيع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، مشددا على أن القضية الفلسطينية مهمة للغاية.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، يشن جيش الاحتلال حربا مدمرة على غزة خلّفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.