حين حاولت الإمساك بقلمي لأعبر عما يجول بداخلي من انطباعات حول ما يدور بمصرنا الحبيب ، مكثت قليلاً فأنا محامٍ وأعتمد في فترات طويلة على المرافعات الشفوية وأحياناً يعلو صوتي وأخرى أبكي على حال متهم اتصدر للدفاع عنه ، فما بالنا بقضية وطن.
مصر التي أذلت التتار وهزمت الصليبيين وقهرت الاسرائيليين فإذا بها تقف عاجزة أمام قلةٍ قليلة من العملاء الذين عرفوا بانتماءاتهم وولائهم لأسيادهم بالغرب واستخدموا في سبيل عرقلة مسيرة ذلك الوطن فئة قليلة لا تعرف الرحمة أو الدين ، منهم المسجل خطر ومنهم البلطجي الذي لا يعنيه شيء سوى الكيف ، فهو ينام نهاراً ويصحو ليلاً يفسد ويخرب ، وساق لهم من استخدمهم رزقاً لم يرفضوه وقبلوه على أنفسهم وعلى أبنائهم وهذه المرة نجد البلطجة على دولة بكاملها.
رأينا في عدد من المحافظات المختلفة حركات كرٍ وفرٍ بين هؤلاء الذين أسلفت ذكرهم وبين أبنائنا وإخواننا من رجال وزارة الداخلية الذين يحملون على عاتقهم الدفاع عن الوطن بأكمله ، نتج عن ذلك سقوط الشهداء والجرحى من أبنائنا من الشرطة وسقط قتلى ومصابين من الطرف الآخر ، ما أعلمه أنا أن من يفسد ويخرب ويدمر ويحرق ليس شهيداً وإن كان ذلك عند الله لا دخل لنا فيه.
كل هذا أبكاني وزاد بكائي إلى بكاءٍ ونحيب حين رأيت تلك الفئة الضالة عند أسوار الاتحادية ، محاولين إحراق رمز مصر واقتحام هذا الصرح ، بل الأعجب من ذلك رأيت من يحاول ذلك مستخدماً إحدى الآلات الثقيلة ، لم كل هذا !!؟ من يقبل هذا ؟!! أي نظام بالعالم يرضى بهذا ؟!! والله ما رأيت هذا قط ولن أرى ، وزاد عجبي حين رأيت رجال الداخلية يتعاملون بتلك الدرجة الغريبة من ضبط النفس رغم أنها تتعامل مع من ينعتهم القانون بالخارجين عليه ، فلم لا نطبق القانون ونضرب بيد من حديد على هؤلاء الخارجين !! ، إن فعلنا هذا وطبقنا القانون ووُجِدت سيادته مرة أخرى فبإذن الله سوف ننهض ونصل الى ما نحلم به ونتمناه ونراه قريباً بإذن الله ، أدام الله علينا مصرنا وحفظها من كل سوء.