قالت راشيل كايت، نائبة رئيس البنك الدولي لشؤون التنمية المستدامة – إنه على مدى 30 عاما مضت، أثرت الكوارث الناجمة عن تغير المناخ على 50 مليون شخص في العالم العربي، وكبدته خسائر مباشرة بلغت 12 مليار دولار، بينما بلغت الخسائر غير المباشرة أضعاف ذلك.
وأضافت راشيل – في بيان – إن التوجهات الحديثة تشير إلى أن المناطق الجافة تشتد جفافا في الوقت الذي تزايدت فيه وتيرة السيول ، منوهة إلى أن التأثير المتوقع لتغير المناخ سيكون حادا بشكل خاص على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مما يقتضي تحركا فوريا لتجنب العواقب المرتقبة الناجمة عن تفاقم مشكلة ندرة المياه وتزايد انعدام الأمن الغذائي.
وأشارت راشيل تعليقا على تقرير أصدره البنك الدولي بعنوان"التكيف مع مناخ متغير في العالم العربي" – والذي أعد بالاشتراك مع جامعة الدول العربية وشارك فيه متخصصون وباحثون ومسئولون عن وضع السياسات ومنظمات بالمجتمع المدني من مختلف أنحاء المنطقة – إلى أن التقرير استعراض التهديدات التي تواجهها المنطقة نتيجة تزايد حدة الأحوال المناخية ، ويطرح حزمة من الخيارات في مجال السياسات يجب اتخاذها للمهمة الملحة المتمثلة في إدارة الآثار الراهنة وبناء المرونة إزاء الآثار المرتقبة.
وأكدت ضرورة مواجهة تغير المناخ عن طريق تضافر الجهود على مستويات عديدة ، وأن على القيادات السياسية أن تكون حيوية في تحويل تغير المناخ إلى أولوية وطنية وإقليمية.
ونوهت إلى تكيف العالم العربي على مدى قرون مع تغير المناخ بجانب العمل على مواجهة التحديات المصاحبة لتغير المناخ ، كالتغير في درجات الحرارة وهطول الأمطار وأشارت إلى توالى المخاطر المناخية الجديدة في الظهور بوتيرة أسرع، والمتمثلة فى احتمال ارتفاع درجة حرارة الأرض أربع درجات مئوية، بينما تتعرض المرونة التي بنيت على مدى سنوات لاختبار قاس.
وأوضحت أن المناخ يهدد موارد العيش في مختلف أنحاء المنطقة خاصة وأن الأحوال المناخية الحادة يمكن أن تؤثر على نحو 50 مليار دولار سنويا تدرها السياحة والزارعة اللتان تتعرضان بالفعل لضغوط هائلة بسبب المناخ.
وأشارت إلى أن المزيج من ارتفاع الحرارة وانخفاض هطول الأمطار وتزايد وتيرة موجات الجفاف يؤدي إلى قصور الزراعة وانخفاض المحصول، مما يضع سكان الريف، الذين يشكلون نصف سكان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تحت ضغوط متزايدة.
من جانبها قالت إنغر أندرسن، نائبة رئيس البنك الدولي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا إن تغير المناخ حقيقة واقعة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خاصة وأنه يؤثر على الجميع – لاسيما الفقراء ،لافته أنه مع تزايد المناخ حدة، ستزداد أيضا شدة تأثيره على معيشة الناس ورفاهتهم.
وقالت أن التقرير أكد على ضرورة التعاون على المستويات الوطنية والإقليمية من أجل زيادة المرونة إزاء تغير المناخ ، معتمدا على كافة السياسات والإجراءات الوطنية للتيقن من مرونتها إزاء تغير المناخ.
وأوضحت أن هذا يشمل جمع بيانات المناخ إلى تعزيز الخدمات الأساسية، والمعلومات عن الأحوال المناخية الحادة مهمة للاستعداد للشدائد والذى من شأنه تحسين الحصول على الخدمات ، كالتعليم والصحة والصرف الصحي بالإضافة إلى شبكات الأمان الاجتماعي الفعالة للتعويض عن الفقدان المفاجئ لموارد الرزق، أن يزود المواطنين بالمهارات والموارد اللازمة لمجابهة التحديات المتعلقة بالمناخ.
وأشارت إلى مشاركة مجموعة البنك الدولي حاليا في مساعدة بلدان ومجتمعات المنطقة على مواجهة آثار تغير المناخ، موضحة أن هناك مشروعا في المغرب لتمويل إدراج إجراءات التكيف مع تغير المناخ في الاستراتيجية الوطنية للزراعة، بينما يجري في اليمن التشجيع على إدارة الأرض بفعالية أكبر إلى جانب إجراء بحوث عن محاصيل تقاوم الجفاف. علاوة على ذلك، تمثل التنمية المستدامة، وزيادة الاحتواء الاجتماعي والاقتصادي وتحسين الإدارة العامة وهي المكونات الأساسية لبناء المرونة والحفاظ عليها- أهدافا لكل أنشطة البنك في مختلف أنحاء المنطقة.