كشفت وسائل إعلام عبرية، تفاصيل اختفاء الحاخام الصهيوني، تسفي كوجان، في الإمارات، وسط ترجيحات بأنه قتل ولم يتم العثور على جثته بعد.
من جانبها، أعلنت وزارة الداخلية بالإماراتعن ورود بلاغ من عائلة شخص يدعى “تسفي كوجان” يفيد بتغيبه وانقطاع الاتصال به منذ يوم الخميس الماضي.
وأكدت الوزارة أن الأجهزة المختصة وفور ورود البلاغ بدأت عمليات البحث والتحري داعية الجمهور إلى استقاء المعلومات من المصادر الرسمية وعدم الانسياق وراء الشائعات المغرضة والأخبار المضللة التي تهدف إلى إثارة البلبلة في المجتمع، بحسب تعبيرها.
وقال موقع صحيفة يديعوت أحرونوت إن كوجان اختطف وقتل من طرف “إرهابيين” أوزبكيين جندتهم إيران، وفروا لاحقا إلى تركيا، ويجري التواصل مع السلطات التركية.
وأعلن الموساد عن “تحقيق مكثف” بعد أن خلص إلى أن كوغان، الذي كان يدير متجر ريمون للأغذية اليهودية في دبي، ربما اختطف وقُتل على يد خلية إرهابية أوزبكية يُزعم أنها موجهة من إيران للحفاظ على إنكار معقول.
ويعتقد الموساد أن كوجان قاد سيارته إلى مدينة العين، على بعد نحو 90 دقيقة من دبي، حيث عُثر على سيارته مهجورة في وقت لاحق. وكان هاتفه مغلقا، وتشير النتائج الأولية إلى أن ثلاثة عملاء أوزبكيين تعقبوه بعد مغادرته متجر البقالة.
وانقطع الاتصال بين كوجان وعائلته الأربعاء الماضي، ومنذ ذلك الوقت يحقق الموساد بالتعاون مع الإمارات في اختفائه.
وكوجان هو مبعوث لفرع منظمة حاباد الصهيونية في أبو ظبي، ويدير متجر “كوشير” في الإمارات العربية المتحدة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمنيين لم تسمهم، أن الأجهزة في دولة الاحتلال تعلم أنه تمت ملاحقته في السوبرماركت الخاص به، واختفت آثاره لاحقا، ومن اختطفه وقتله فر إلى تركيا.
وبدأ القلق يساور زوجته بعد أن تخلف عن حضور اجتماع، الأربعاء الماضي، ما دفعها للاتصال بالمنظمة للإبلاغ عن اختفاء زوجها.
وكان كوجان مساعدا لحاخام حاباد الأكبر في الإمارات وشكل وأدار متجر “كوشير” للمجتمع اليهودي هناك.
لاحقا، تم العثور على سيارة كوجان مهجورة بالقرب من أبو ظبي، حيث كان قد توجه إلى إمارة العين التي تبعد ساعة ونصف من دبي، وتوقف هاتفه أيضا.
من جانب آخر، قالت صحيفة جيروزاليم بوست إن السلطات الإسرائيلية ليس لديها حاليا أدلة ملموسة على حالة كوجان.
ووفقا للقناة الـ 12 العبرية، تم إرسال مسؤولي المخابرات الإسرائيلية إلى الإمارات للمشاركة في التحقيق.
وقال مسؤولون أمنيون لموقع “والا نيوز” إن إسرائيل كانت تعرف أن عملاء المخابرات الإيرانية يراقبونه.
وبصفته مبعوث حاباد إلى الإمارات، قاد كوجان صلاة الذكرى خلال الاحتفال الأول بيوم الهولوكوست في الإمارات في عام 2021.
وقال مراسل موقع “i24” الإسرائيلي، إنه تم تقديم شكاوى إلى كل من شرطة دبي وأبو ظبي يوم الخميس لكنهم لم يفعلوا شيئا، حتى أن سيارة كوغان حصلت على مخالفة سرعة في طريقها إلى سلطنة عمان ولكن لم يتم فعل شيء، على حد تعبيره.
وقالت الصحفية آنا أهرونهيم، إنه وفقا للشرطة الإماراتية فقد تعقب ثلاثة أزوبكيين الحاخام كوجان، واختطفوه الخميس الماضي، دون تفاصيل إضافية.
وقالت القناة الـ12 الإسرائيلية، إن زوجة كوجان، هي ابنة شقيق الحاخام غافرييل هولتزبرغ، الذي قتل مع زوجته في هجوم في مومباي في عام 2008.
وينتمي كوجان إلى منظمة “حاباد” أو “شاباد” اليهودية، والتي برزت خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وفي يوليو ظهر علم “حاباد” باللون الأصفر على إحدى دبابات الاحتلال، التي دمرها مقاتل من كتائب القسام، بواسطة عبوة ناسفة في تل السلطان برفح.
ويظهر على العلم الملون بالأصفر، تاج أزرق، وتحته بالعبرية عبارة “مشيح” أو مسيح، ويقصد بها المسيح المخلص وفقا للاعتقاد اليهودي الذي سيأتي في آخر الزمان ليقود اليهود.
وترفع هذا العلم منظمة حاباد أو “حاباد لوبافيتش”، وهي من أشهر المنظمات اليهودية الأرثوذكسية الحسيدية، حول العالم، والتي تمتلك علاقات واسعة على مستوى السياسيين، وتنفتح على العلمانيين لتحقيق أهدافها.
والحسيديون هم اليهود المتدينون الغربيون، القادمون من دول أوروبا الشرقية، ونسبة انفتاحهم أكبر من الحريديم، وهم اليهود الشرقيون والذين يبقون منغلقين على أنفسهم، وخاصة على الخدمة العسكرية في جيش الاحتلال، والتي حرموها مؤخرا.
د منظمة حاباد، من المنظمات المتطرفة، التي لا تؤمن بوجود الفلسطينيين، وتدعو للتخلص منهم وطردهم من فلسطين المحتلة، وتعارض أي اتفاق يمكن أن يمنحهم جزءا من أراضيهم.
ونشطت منذ بدء العدوان على غزة، عبر دعم جيش الاحتلال، بالتجهيزات اللوجستية للجنود، وجمع التبرعات لتوفير احتياجاته، والحضور بشكل واضح باسمها خلال العدوان.
نظمت العديد من الفعاليات، ورفعت لافتات، تدعو فيها بصراحة إلى عودة الاستيطانية إلى قطاع غزة، فضلا عن توسيع التهام الأراضي في الضفة الغربية لصالح الاستيطان.
وقام عدد من جنود الاحتلال، في بداية العدوان، برفع لافتة على أحد منازل بيت حانون شمال غزة، وأطلقوا عليه اسم “أول بيت حاباد” في غزة، وأقاموا فيه احتفالا بعيد الحانوكاه اليهودي، قبل أن ينسحبوا على وقع ضربات المقاومة ويدمروا المنطقة.