تداول رواد مواقع التواصل، تسجيل صوتي مسرب لحديث بين الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر والرئيس الليبي السابق معمر القذافي، حول طلب القذافي تشكيل قوة عسكرية موحدة لتحرير فلسطين بالكامل، فيما أوضح عبد الناصر أن موازين القوة ليست في صالحهم ودعا من يريدون الحرب إلى تشكيل قوة عسكرية ومحاربة الاحتلال.
وذكر حساب ناصر TV على موقع يوتيوب الذي نشر الفيديو، أن محادثة عبد الناصر والقذافي كانت بتاريخ 3 أغسطس 1970، أي أنها قبل 5 أسابيع من وفاة الرئيس المصري السابق في 28 سبتمبر من نفس العام.
وقال عبد الناصر: ” إذا كان حد عايز يكافح.. يكافح، إذا حد عاوز يناضل.. يناضل، لكن النهاردة بيقولوا يا فلسطين كلها من النهر إلى البحر يا مش كلها، معنى الكلام اللي بيقولوه العراقيين إننا بندي الضفة الغربية والقدس وغزة لليهود وفي خلال سنة أو سنتين كل المناطق دي تتهود، وأمريكا بتساند إسرائيل بفلوسها وأسلحتها، وكيف هيحرر العراق بميزانية 70 مليون جنيه، كان يكون أسهلي يا أخ معمر، وأوعى تفتكر أن أنا مثلا قبلت هذا القرار لمكسب شخصي أنا عارف ممكن الفدائيين يجوا يقتلوني يعني ممكن حد من الفلسطينيين في هذا الموضوع، لأنهم بيقولوا عبد الناصر خان وسلم في قضية فلسطين”.
وأضاف عبد الناصر:” وممكن ناس حتى مصريين يقبلوا بهذا الكلام وأنا عارف أنا بعمل إيه، والعراقيين ممكن يحرضوا ناس ويقولوا لهم عبدالناصر خان القضية وسلم في فلسطين واعترف بوجود إسرائيل وزي الكلام اللي قاله حردان وزي في 54 لما قالوا إن أنا في اتفاقية الجلاء مع الإنجليز خنت لما أدتهم حق الاحتفاظ بقاعدة 7 سنوات، وطلع واحد ضربني بالرصاص، وأيامها وقف محمد نجيب وناس ضد الاتفاقية، بس العملية كانت إن الإنجليز ماشيين من البلد وهنا الموضوع الشخصي ما يهم أبدا”.
وتابع، اللي بيقول هنحرر، لا هنحرر ولا هنعمل هيحصل زي 48، هذا كلام مرير، لكن مين هيحرر الضفة الغربية ، معنى هذا إننا بندي بقية فلسطين لليهود، هل هذا هو المطلوب، ورغم هذا بقول إن الحل السلمي بعيد المنال يعني لازم يبقى في موقف دولي خطير يدفع أمريكا إلى أنها تضغط على إسرائيل لأن أمريكا هي اللي في أيدها الموضوع تضغط على إسرائيل عشان تنسحب، لكن انسحاب بدون مقابل معتقدش هيحصل.
وأردف، اللي عايزين قتال وتحرير اتفلضوا، الجزائر وسوريا والعراق وياسر عرفات وجورج حبش اتفضلوا اجتمعوا وإحنا هنقاطع الاجتماع وحاربوا وأنا مستعد أعطيكم 50 مليون جنيه معونة، وحلوا عننا ، سيبونا أحنا في جبهتنا الغربية وسيناء.
وأكمل: “مشكلتي عاوز أحرر الضفة الغربية ، بنرجع الأرض اللي فقدناها في 67 وبعدين نشتغل عشان نرجع الأرض اللي فقدناها سنة 48، أما عشان نوصل إلى تل أبيب قصاد كل الدول الكبرى وخاصة أمريكا وروسيا وفرنسا وإنجلترا والعالم كله اللي بيقول إسرائيل يجب أن تحتفظ بهذه الأرض لأن إسرائيل مهددة بالعدوان من العرب، دا موقف دولي ، يعني هنحارب الدنيا كلها.
ورد القذافي: ” وماله نحارب الدنيا كلها، وخلاص إذا نحنا مش قادرين على البقاء “.
ورد عبد الناصر قائلا: ” لا اليهود أشطر مننا، اليهود خططوا على 25 سنة ، أخذوا فلسطين كلها، من 47 أخذوا التقسيم و48 أخذوا أكثر من التقسيم و56 أخذوا سيناء وضموها ورجعوهالنا تاني و67 أخذوا بقية فلسطين كلها وبيقولوا لازم نكمل ونأخذ من النيل إلى الفرات ، إحنا بنتصور كعرب دايما نقول يا نعمل النهاردة يا يبقى مفيش فائدة ، إحنا بنقعد نخطط ورأيي دلوقتي لو قدرنا نأخذ الجزء ده نأخذه بصرف النظر وبعدين بنخلق مواقف بنسترد الباقي لكن كيف تحرر تل أبيب ، اليهود متفوقين علينا برا وجوا، رغم كل ما عملناه وكل ما صرفناه، أنا مش بقول هذا الكلام لأني انهزامي أنا بقول أن أحنا إذا كنا عايزين نحقق هدف لازم نكون واقعيين ونعرف هنحققه أزاي”.
ورد القذافي قائلا: “نحققه بإننا نحشد القوة العسكرية”
ورد عبد الناصر قائلا: ” احشدوا، أنا مش مانع حد أنه يحشد قوته العسكرية، هم قوتين عسكريتين اللي ممكن يحشدوا هم العراق وبومدين، وممكن يصرفوا، احشد هذه القوات واعطونا 16 طائرة أنا مش عايز طائرات أنا قلت لبومدين أنا مش عاوز طائرات أنا عاوز طيارين، في مؤتمر الرباط قلت لهم أنا عايز فلوس وعايز طيارين، عايز فلوس أشترى أسلحة عندي تعاقدات هدفع 25 مليون، وعندي طيارات عايز لها طيارين، قال “ما بيقدر يديني طيارين”.
وأضاف عبد الناصر:” روحنا بعد كدا الاتحاد السوفيتي أعطونا الطيارين، الطائرات الميج 21 اللي هي f13، هم قالوا هيدونا 40 ، أعطونا 16، أنت عارف إحنا خسرانين كام طائرة من 67 لحد الآن 102 في التدريب والمعارك ، مفيش استنزاف من جانب واحد ، في استنزاف واستنزاف مضاد ، أنا لما أجي استنزفك النهاردة، أنت كمان لازم على طول تقول أنك هتستنزفني، إحنا لما أخذنا قرار الاستنزاف، عارفين أن اليهود هيعملوا لنا استنزاف مضاد ، وقعدنا حسبنا وقلنا إننا نقبل في استنزاف مضاد إلى الآتي، 10 مصريين قصاد عسكري يهودي، ودا معناه إننا كسبانين، ولو نموت واحد يهودي وهم يموتوا لنا 10 مصريين راضيين بهذا ، يعني مكنش حد في الدنيا بيضحي بهذا الشكل”.
وأسهب عبد الناصر:” لكن كان ممكن أقعد زي العراقيين وما يبقاش وقف إطلاق نار ، وهم كلهم اشتكوا من عدد القتلى والجرحى في جبهة القناة ، الكلام قد يكون سهل جدا ، وإن نحن نحشد قواتنا ، وإحنا من سنة 48 بنتكلم في هذا الكلام يعني مش أول مرة ولا حد عمل حاجة ، أنا عندي اقتراح تروحوا بغداد وجربوا، أحنا بنبعد عن العملية، أحنا بتوع الحل السلمي الانهزامي، وأنا قادر أتحمل هذا وضميري مرتاح، واتفضلوا الناس اللي عاوزة تحارب تحارب، مش أنتم بتقولوا دي معركة عربية”.
وأضاف: “إحنا لن نتصرف في أي شيء وإحنا هنتفق نتكلم عن سيناء ليس لنا دخل في القضية الفلسطينية ولا في الحدود الآمنة ولا في أي شيء، هنتكلم عن سيناء بس، ويمشوا من سيناء والحدود، والمساعدة اللي أنتم عايزنها مننا هنساعدكم فيها، يعني القاه في اليم وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء ، يعني تمسكونا وترمونا في البحر وتقولوا متتبلوش، دلوقتي الموقف بهذا الشكل ، إحنا الوحيدين اللي بنحارب وبتقولوا لنا اتفضلوا حاربوا، وهتحاربوا اليهود ويضربوا فيكم، وكمان هتحاربونا مع اليهود”.
أسرته ترد:
أعربت الكاتبة هدى عبدالناصر ابنة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، عن استنكارها للتسجيلات الصوتية المسربة عبر إحدى قنوات اليوتيوب للزعيم والذي تحدث فيه للرئيس الليبي معمر القذافي.
وقالت “عبدالناصر”، في تصريحات لصحف محلية إن الراحل لم يتخل يوما عن دعم القضية الفلسطينية، مشيرة إلى أن القضة كانت حاضرة في كل الأوقات وكانت في صدارة المشروع القومي العربي الذي ظل ينادي به طوال حياته.
وعن ما تضمنه التسجيل الصوتي المسرب: “إذا كان حد عايز يكافح ما يكافح.. إذا كان حد عايز يناضل ما يناضل”، قالت “هدى”،: “إن كان الزعيم الراحل قد صرح بأنه لن يحارب ضد إسرائيل في ذلك الحين.. فأعتقد أن الجيش كان غير مستعد للدخول في معركة وليس تقاعسًا منه في دعم القضية الفلسطينية”.
ورفض عبد الحكيم جمال عبد الناصر نجل الرئيس المصري السابق تسمية التسجيل الأخير بـ”التسريب”، مؤكداً أنه موجود ومتاح في مكتبة الإسكندرية منذ إهداء أسرة عبد الناصر المكتبة العديد من أوراقه وتسجيلاته.
وكشف عبد الحكيم في تصريحات لوسائل إعلام محلية، أنه يملك القناة التي نشرت الفيديو وهناك من يديرها له، وسوف يستمر في نشر مزيد من التسجيلات التي تخص والده عليها.
وأوضح أن المستفيد من إذاعة التسجيل في هذا التوقيت هو “الحقيقة المجردة”، لكي تعرف الأجيال الجديدة التاريخ، حسب تعبيره.
وقال نجل الرئيس المصري السابق إن حديث عبد الناصر في التسجيل يؤكد أن الدول التي انتقدته زايدت عليه دون أن تفعل شيئاً تحت شعار “ضرورة الحرب بلا نهاية حتى آخر جندى مصر”، وأكد أن التسجيل يوضح أن عبد الناصر كان “رجل دولة وليس زعيماً حنجورياً كما يعتقد البعض”.
وفي بيان لمكتبة الإسكندرية، الأحد، قالت المكتبة إنها غير مسؤولة عن أي مواد متداولة عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي تخص الرئيس السابق جمال عبد الناصر، بخلاف ما هو منشور على الموقع الرسمي للرئيس “والذي كان نتاج تعاون منذ عام 2004 بين المكتبة ومؤسسة جمال عبد الناصر، برئاسة د. هدي عبد الناصر، حيث تم إهداء المواد الرقمية الموجودة بالموقع من المؤسسة إلى مكتبة الإسكندرية”.
وأكدت المكتبة أن موقع الرئيس جمال عبد الناصر، المنشأ من قبل مكتبة الإسكندرية، ليس لديه أي صفحات رسمية على مواقع التواصل الاجتماعي تخصها، ونفت “أي مزاعم تشير إلى ملكية المكتبة لهذه الصفحات، مؤكدة أنها لا تتبنى أو تروج لأي محتوى لا يتماشى مع مهمتها الأكاديمية والبحثية”.