تتزايد الاحتمالات لمغادرة وفد الاحتلل مطلع الأسبوع المقبل إلى العاصمة المصرية القاهرة، كي تستأنف المفاوضات على وقف إطلاق النار تمهيدا لإنهاء الحرب في قطاع غزة، وكشف مصدران دبلوماسيان أنه يتم استكمال إعداد الإطار للمحادثات التي ستقوم على أساس مقترح المبعوث ستيف ويتكوف.
وقال الكاتب والقائد سابق في جيش الاحتلال داني زاكن، في مقال نشرته صحيفة “يسرائيل هيوم”: إن ما سيسمح باستئناف المفاوضات هي الضمانات التي وعد بها الأمريكيون إسرائيل بأن اطار المفاوضات سيعنى تحرير كل الأسرى في نهاية الحرب بالشروط التي تطالب بها “إسرائيل” وليس بحسب مقترح ويتكوف.
وأضاف الكاتب أنه “في يسرائيل هيوم جلبنا الورقة الأمريكية التي نقلت الى إسرائيل في نهاية الأسبوع الماضي وفيها خطة متعددة المراحل، بدايتها وقف نار، تحرير نصف الأسرى وتحرير مخربين (أسرى فلسطينيون)”.
وأوضح أن “المقترح الأمريكي يتحدث عن محادثات مكثفة لإنهاء الحرب، والتي في أثنائها، في الأسابيع الأولى لوقف النار، ستدخل منظمات دولة وقوات متعددة الجنسيات إلى المناطق التي يخليها الجيش الإسرائيلي، وذلك منعا لسيطرة حماس عليها والبدء بأخذ مسؤولية مدنية وأمنية على السكان”.
وذكر أنه “في بيان نتنياهو الخميس الماضي قيل إنه مع تحديد موعد إجراء المفاوضات، رئيس الوزراء سيوعز بسفر وفد إسرائيلي للتفاوض على كل المخطوفين، أحياء واموات على حد سواء، وعلى إنهاء الحرب بشروط إسرائيل. سياسة إسرائيل ثابتة ولم تتغير. إسرائيل تطالب بتحرير كل الـ 50 مخطوفا وفقا للمباديء التي قررها الكابينيت لإنهاء الحرب. نحن في مرحلة الحسم النهائي لحماس ولن نبقي أي مخطوف في الخلف”.
وأضاف أنه “إلى جانب ذلك، من خلف الكواليس يتواصل جدال حول تشكيلة القوى التي ستدخل إلى القطاع، مصر تطالب بأن تكون هذه فلسطينية بقيادة مصرية، لأجل إدخال السلطة الفلسطينية إلى الصورة لاحقا. أما الامريكيون بإسناد إماراتي وسعودي فيعملون على قوة متعددة الجنسيات وفيها رجال أمن من إمارات الخليج ومصر والأردن والولايات المتحدة، يدور الحديث عن قوة حفظ نظام مع سلاح خفيف فقط ووسائل تحصين يفترض أن تفصل بين الجيش الإسرائيلي ومخربي حماس، والسيطرة على كل المناطق التي يفترض بالجيش الإسرائيلي أن ينسحب منها في وقف النار. الى جانب هذه القوة يفترض أن تدخل منظمات دولية تعنى منذ الان بالاستعدادات لذلك كي تعالج السكان في جملة من المجالات، توزيع الغذاء، علاجات طبية، تعليم ومساكن مؤقتة”.
واعتبر أن “حماس من جهتها لا تظهر بعد علامات علنية للموافقة على شروط لإنهاء الحرب، أي تسليم سلاحها والتنازل عن السيطرة في القطاع. لكن في المحادثات مع مصر أساسا يبحثون منذ الأن في السبل لتربيع الدائرة. ضمن أمور أخرى يدور الحديث عن تسليم السلاح الثقيل لمصر في المرحلة الأولى وفقط بعد نهاية الحرب يسلم باقي السلاح. بعض من رجال حماس سيبقون مسلحين وسيضمون الى قوات الامن الفلسطينية التي يفترض من ناحيتهم ان تسيطر على القطاع”.
وأضاف أنه “في إسرائيل أوضحوا منذ الآن بأن تجريد القطاع ليس موضع جدال وكذا لن يكون للسلطة موطيء قدم في السيطرة في اليوم التالي. كما تطالب إسرائيل بمواصلة سيطرتها الأمنية في القطاع على نمط يهودا والسامرة. خلافات الرأي واسعة والمفاوضات بالتالي ستستغرق زمنا طويلا. نتنياهو يرقص في العرسين. من جهة أقر خطط الجيش للسيطرة الكاملة على مدينة غزة ومن جهة أخرى يدفع قدما بالمفاوضات. مفاوضات تحت النار سبق أن كانت في الماضي”.
وأضاف “هنا ننتظر لصيغة تؤدي إلى وقف نار إلى جانب بدء مفاوضات ومسيرة إنهاء الحرب. هذه هي النقطة الهامة، الجسر بين موقف إسرائيل من نهاية الحرب وموقف حماس من وقف النار. استمرار الضغط العسكري جاء ليظهر جدية في النية للسيطرة على غزة إذا لم تنجح المفاوضات”.
وأشار إلى أنه “في أقوله في فرقة غزة يوم الخميس شدد نتنياهو أن “الأمرين– حسم حماس وتحرير كل المخطوفين – يسيران يدا بيد، وهكذا يتملص نتنياهو من النقد من جانب وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي ايتمار بن غفير في أن القتال مستمر، ويستجيب للتوجه الأمريكي للعمل على إنهاء الحرب بطريقة دبلوماسية أيضا. البيت الأبيض، للتذكير، ينسجم مع إسرائيل في شروط انهاء الحرب”.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه “أغلب الظن يوجد أقل من 20 مخطوفا أحياء لدى حماس. وفي جواب على سؤال لصحافي عن تأييد الولايات المتحدة لاحتلال القطاع رغم معارضة عائلات المخطوفين قال الرئيس الأمريكي: إذن يوجد الأن 20 لكن يبدو أن الـ 20 ليسوا 20، إذ يبدو، ربما، ليسوا أحياء بعد. هذا أمر رهيب”.
وختم الكاتب بالقول “في إسرائيل سارعوا للايضاح بأنهم لا يعرفون هنا بمثل هذا التغيير في وضع المخطوفين. رئيس مديرية المخطوفين غالي هيرش اطلق بلاغا لعائلات المخطوفين جاء فيه: حسب المعلومات التي لدى إسرائيل فإنه لا تغيير على المعلومات التي تلقيتموها. 20 من المخطوفين على قيد الحياة، اثنان مع تخوف عظيم على حياتهم، 28 ليسوا بين الاحياء وعرفوا كمخطوفين أموات”.