شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

الشيخ ياسين في ذكراه التاسعة : لازالت حيا لم تمت

الشيخ ياسين في ذكراه التاسعة : لازالت حيا لم تمت
  " شيخ مسن ، باسم الثغر ، نحيف الجسد ، قعيد ، لا يفارق الكرسي المتحرك ،صوته متهدج ، ويبصر بالكاد " و لكنه...

 

" شيخ مسن ، باسم الثغر ، نحيف الجسد ، قعيد ، لا يفارق الكرسي المتحرك ،صوته متهدج ، ويبصر بالكاد " و لكنه شامخاً لا يطأطئ رأسه راسخاً لا يتزعزع مثل رواسي الجبال ، ملك حب الإسلام و مقاومة العدو الصهيوني عليه عقله و قلبه فسخر حياته للجهاد في سبيل الله و الوطن ، فهو من أرهب أعدائه وأوجعهم  حتى قرروا أن يتخلصوا بقذائفهم الصاروخية من الشيخ القعيد ظنا منهم  انه باستشهاده ستموت المقاومة ، عن شيخ المجاهدين أحمد ياسين نتحدث في ذكراه التاسعة.

 

ويعد الشيخ ياسين المولود عام 1936 جنوب قطاع غزة، من أعلام الدعوة الإسلامية ومؤسس حركة المقاومة الإسلامية حماس في 1987التى أنشأت بالتزامن مع الانتفاضة الفلسطينية التي اندلعت آنذاك والتي اشتهرت بانتفاضة  الحجارة و كان لها دورا كبيرا في الانتفاضة مما جعل الأنظار تتجه إلى الشيخ ياسين ورفاقه .

 

و تخرج ياسين من الأزهر الشريف بالقاهرة وعمل حيث درس في جامعة الأزهر في القاهرة. وكانت القاهرة هي المكان الذي تشكل فيه إيمان أحمد ياسين بأن فلسطين أرض إسلامية حتى يوم القيامة، وليس لأي زعيم عربي الحق في التخلي عن أي جزء من هذه الأرض، كما عمل مدرساً للغة العربية والتربية الإسلامية في مدارس وكالة الغوث بقطاع غزة

 

رحلة جهاده                                                                              

 

وعلى الرغم  من رحلة جهاد الشيخ التي استمرت على مدار ثمانية و ستين عاما إلا انه كان يعاني من الشلل التام على اثر ممارسة رياضة المصارعة و هو في سن السادسة عشر  فضلا عن أمراض عديدة منها فقدان البصر في العين اليمنى بعدما أصيبت بضربة أثناء جولة من التحقيق على يد المخابرات الصهيونية فترة سجنه، وضعف شديد في قدرة إبصار العين اليسرى، والتهاب مزمن بالأذن وحساسية في الرئتين وبعض الأمراض والالتهابات المعوية الأخرى .

 

و لكن لم تعوقه الإعاقة الجسدية، حيث كان لقوة حجة الشيخ وجسارته في الحق و حكمته و تأثيره في نفوس سامعيه  و إصراره على حقوق الشعب الفلسطيني دور كبير في نجاحه في نشر فكرة الحركة الإسلامية في كافة أنحاء دول العالم  حتى وصل الأمر بخروج العديد من القادة السياسيين وغيرهم عن صمتهم والإعراب عن إعجابهم بأحمد ياسين وبطريقته في عرض القضية الفلسطينية وحقوق شعبه وهموم الناس .

 

فترات اعتقاله

 

ولم يسلم الشيخ القعيد من الأذى حتى من أبناء جلدته حيث اعتقل لأول مرة في عام 1965 من النظام المصري عندما كانت تخضع غزة للسيطرة المصرية  ضمن حملة اعتقالات 65  بتهمة الانضمام إلى جماعة الإخوان المسلمين و التي شهدتها الساحة السياسية المصرية آنذاك  جاء ذلك بسبب  مواهب الشيخ الخطابية التي ظهرت بقوة آنذاك .

 

وظل الشيخ  حبيس الزنزانة الانفرادية قرابة شهر ثم أفرج عنه بعد أن أثبتت التحقيقات عدم وجود علاقة تنظيمية بينه وبين الإخوان ،  وتركت فترة الاعتقال في نفسه آثاراً مهمة لخصها بقوله: "إنها عمقت في نفسي كراهية الظلم وأكدت فترة الاعتقال أن شرعية أي سلطة تقوم على العدل وإيمانها بحق الإنسان في الحياة بحرية".

 

وعلى درب السلطات المصرية سارت السلطات الصهيونية و اعتقلوا الشيخ في عام 1982 بتهمة تشكيل تنظيم عسكري وحيازة الأسلحة والتحريض على إزالة الدولة العبرية من الوجود و حينها قال عنه القاضي الذي حكم عليه بالسجن ثلاثة عشر سنة  أنه رجل ذو تأثير لكنه خرج بعد إحدى عشر شهراً في عملية تبادل أسرى.

 

احترام أعداؤه

 

وكشف ضابط سابق في استخبارات مصلحة السجون الإسرائيلية أنهم عزلوا أحمد ياسين في سجن هداريم بشروط قاسية جداً في قبو بلغت درجة حرارته في الصيف 45 درجة طيلة خمس سنوات .

 

وأجبر الشيخ بقوة شخصيته أعداءه على الإعجاب به حيث  قال المستشار النفسي والعميد السابق في الشرطة" تسفيكا سيلع" :  الشيخ ياسين كان يتمتع بشخصية قوية جداً ويسيطر على ما يجري داخل السجون وخارجها واحتجزناه في سجن هداريم بشروط قاسية جداً بل أذقناه الموت فحرمناه الزيارات وعزلناه طيلة خمس سنوات في قبو بلغت درجة حرارته في الصيف 45 درجة فيما ساد برد مرعب في الشتاء وامتنعنا عن تنظيف القبو.

 

ووصف الضابط الإسرائيلي أحمد ياسين بأنه كان رجلاً حكيماً ونزيهاً جداً وسادت بينه وبين الإسرائيليين حرب دماغية وفي نهاية كل مواجهة دماغية بيننا كنا نعرف أن أحداً سيموت إما في الجانب الفلسطيني أو الإسرائيلي. حينما كنت أقول له أوقفوا تفجير الحافلات وقتل النساء والأطفال كان يجيب: " لدينا من نتعلم منه فقد أقمتم دولة بالقوة العسكرية ونحن نقتل أطفالكم ونساءكم من أجل بناء دولتنا أما أنتم فتفعلون ذلك من أجل الاحتلال وقد أنشأتم دولة وأنتم قذرون ومتلونون".

 

كما أصدرت إحدى المحاكم العسكرية في 16 أكتوبر عام 1991 أصدرت إحدى حكماً بسجنه مدى الحياة إضافة إلى 15 عاماً أخرى بعد أن وجهت لياسين لائحة اتهام تتضمن 9 بنود منها التحريض على اختطاف وقتل جنود صهاينة وتأسيس حركة حماس بجهازيها العسكري والأمني  وبقتل كل من يتعاون مع الجيش الإسرائيلي وتم اطلاق سراحه عام 1997 في عملية استبدل بموجبها بعميلين إسرائيليين كانا قد حاولا اغتيال مسئول حماس في عمان خالد مشعل.

 

استشهاده

 

و في عام 2003 أعلنت المصادر الإسرائيلية أن أحمد ياسين لا يتمتع بحصانة وأنه عرضة لأي عمل عسكري إسرائيلي و حاولوا اغتياله في ذات العام لكنها كانت محاولة فاشلة

 

وفي يوم الاثنين 22 مارس عام 2004 دخل نجل الشيخ ياسين عليه المسجد بعد صلاة الفجر وقال له : الجو مليء بالطائرات ،  فقال له الشيخ : وما تريد ، فقال نجله : تريدك انت ، فقال الشيخ : إذاً ضع لي الصاروخ وأنا سأُسقطها.

 

و خرج الشيخ من مسجده صابرا محتسبا صائما يستقبل طائرات العدو الصهيوني التي سددت إلى صدره عده صواريخ أحالته إلى أشلاء ظنا منهم أنهم بذلك قتلوا  المقاومة و انه لن يولد أحمد ياسين مرة أخرى و انه لن تقوم للمقاومة قائمة و لكن يشاء القدر أن تسطر المقاومة في ذكرى الشيخ التاسعة فصلا جديدا من فصول النضال عندما تفوقت على العدو في معركة حجارة السجيل لتوصل إليهم رسالة إن أحمد ياسين لم يمت .  

 

 

 

 

 

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023