شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

“بيوت الصفيح” .. مأساة حائرة بين تعنت حكومي وإهمال مجتمعي

“بيوت الصفيح” .. مأساة حائرة بين تعنت حكومي وإهمال مجتمعي
على بعد أمتار قليلة من مبنى محافظة كفر الشيخ ووسط العمارات الضخمة وبجوار محطة كفر الشيخ يوجد ما يعرف "ببيوت الصفيح" مأساة...

على بعد أمتار قليلة من مبنى محافظة كفر الشيخ ووسط العمارات الضخمة وبجوار محطة كفر الشيخ يوجد ما يعرف "ببيوت الصفيح" مأساة يعيشها المواطنون هناك حيث يزيد على مشكلة الفقر والسكن الذي لا يحمي من البرد أو حرارة الشمس أن تلك البيوت تستخدم كمستودعات للقمامة فيأكل أهل البيوت منها .

 

و بيوت الصفيح موجودة منذ أكثر من 15 سنه ولم يحرك أحد ساكنا لحل تلك المأساة التي تسببت في تلوث للمدينة وأمراض مزمنة للمنطقة المتكدسة المحيطة بالمكان  فصارت   قنبلة موقوتة تهدد المدينة  و ما حولها، و كل هذا  دون أن يتحرك احد لحلها و مع ذلك لا يطلب الأهالي هناك سوى أن تتركهم الحكومة "في حالهم" .  

 

فعندما دخلت إلى احد البيوت سقفه من الصفيح و مكون من صالة بوسطها فتحة مغطاة بصاج  يدعون إنها "الحمام " و "بابور جاز" يعدونه مطبخا و عدد من كراتين التي يقولون عليها أسرّة  أخبرت  أهل البيت إنني صحفي و أريد أن أوّصل صوتهم للمسئولين قالت أم أحمد صاحبة البيت و هي أم لثلاث أبناء و بنت متوجسة بسخرية  " محدش هيسمع احنا مش من الشعب "

 

"سيبونا في حالنا"                                                                                  

 

فقاطعت التخوف البادي عليها بسؤالي ماذا تريدين من الحكومة،  فقالت "يبعدوا عننا ويسبونا في حالنا .كل يوم ييجو عايزين مننا فلوس أو  يقبضوا علينا عشان علينا فلوس ويطالبونا بإيجار العشش اللي إحنا عايشين فيها منذ 50 سنه لأنها ملك الحكومة"

 

عندما رأتني انظر للقمامة الممتلئ بها "العشة"، قالت " إحنا بنجمع الكراتين من الزبالة ونبعها بالطن عشان منشحتش"وزادت إن المحافظة أصبحت تجمع  قمامة  منطقة التقسيم  و تلقيها عندهم .

وأثناء حديثي معها جاءت ابنتها على "عربة كارو" تجمع الكراتين  من القمامة و أشياء أخرى يبدو انها جمعتها من القمامة أيضا ، فغمرت الأم فرحة عارمة و نظرت نحوي و قالت "أكل من الزبالة بابني مقدرش اعزم عليك بس ده حالنا".

 

خارج نطاق الحياة

 

فتمالكت نفسي وخرجت من "عشة" أم أحمد أتفقد باقي المنازل فلم أجدهم أفضل حالا منها، كهرباء مسروقة لمنازلهم لا صرف صحي  ولا رعاية صحية وكلهم مهددون من الحكومة وأغلبهم لا يعرفون القراءة و الكتابة .

 

 وأنا في طريقي قابلتني إحدى السيدات من ساكني "العشش" و قالت : هنا نعيش في الجهل و الفقر لا يوجد أي خدمات صحية و لا يوجد من يسأل عنا غير انهم يأتوا للقبض علينا مدفعناش الإيجار المتأخر أو النور و إحنا اللي مدخلينه على حسابنا و من سنين طويلة واحنا عايشين على لمبة جاز .

 

سقف أحد البيوت 

وتقول سيدة أخرى في الستين من عمرها " مش عاوزين منهم حاجة غير إنهم يشيلوا الديون اللي علينا و أنا اتحبست سنتين علشان ديون اللي عليا لمجلس المدينة ، إحنا عاوزينهم يجوا يشوفوا حالة الغلابة اللى يصعبا على الكافر دول ، علشان احنا ناس مسلمين وموحدين بالله و عاوزين نعيش زى مخلايق ربنا" .

 

إن هذه  المنطقة ليست وحدها خارج نطاق الحياة بل هناك الكثير من مناطق  مصر مثلها  يتلخص مفهومها عن حياة في  مكان أدمي لقضاء الحاجة و "لقمة عيش "  لا يهمهم  من يربح و من يخسر في الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية فقط أرادوا كفاف العيش الذي يقيهم سؤال الناس و الأكل من مخلفاتهم ، فهل تنظر حكومتنا إليهم بعين الرحمة كأنهم بشر أم تظل تثقلهم بما لا يطيقوا و تترك ناهبي أموال الشعب ينعمون برغد العيش؟

 

 

 

 

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023