زارنا اليوم محافظ السويس، هي عبارة استهجان ليس إلا!!
حالنا بعد الثورة لا يحفي على أحد فلم نتقدم كثيرا، لكن هناك بعض التغير الملحوظ والبطيئ، الذي ننتظر أثره على المستوى البعيد (فهذا هو حال التركيز على السياسة الخارجية والتى يتبعها الدكتور مرسي منذ وصوله للحكم، يكون أثرها على المقياس الزمنى بعيد)، لكن هذا لا يمنع أن ننظر ونعجل ف تغيير شئوننا الداخلية، بمعنى أخر أن يعجل به أصحاب المناصب ف الدولة وخاصة إذا أصبح جزء ليس بقليل منهم ينتمي للحزب الحاكم (الذى يتبع جماعة الاخوان المسلمين التى تسعى لنهضة مصر واستاذية العالم)، في هذا المقام لا يجب أن نهمل الجزء الأكبر ف التغيير والذي يعتمد علينا نحن المصريين أو بمن قام بالثورة وخصصتهم بالتحديد لكثرة القيل والقال عن مدعي الثورية كثيري الكلام والصوت العالى دون فعل إيجابي، ولأن الثورة ف الأساس قامت بالإيجابية والإنفجار من كثرة الظلم.
فمازالت بعض معالم النظام السابق وآثاره السلبية تجول بيننا دون رادع، والغريب أن تغييرها لا يحتاج منا وقتا ولا مجهودو، خاصة ان بعض طبقات الشعب أضحت تفقد الامل تباعا ف التغيير، لذلك وجب السؤال: ما المانع من تغيير أمور ظاهرية أثرها كبير ومردودها طيب؟!! ما المانع لو يتم تقييد حركة فلول النظام السابق ليري المواطن متنفسا بعيدا عن الرشوة والمحسوبية والنفاق؟!! ماذا لو وجد ذوي النظام السابق غضب المواطن ورئيسه ف آن واحد ؟!!حيث تتواجد كل هذه المظاهر في اماكن قيادية بالدولة وتتبع منتمي جماعة الاخوان!!
وعندما يتسائل المرء عن استمرار هذه الظواهر فتظهر حجج فقدت روقنها بعد مرور أكثر من عام على حكم الإخوان، فحجة عدم السيطرة الكاملة على مفاصل الدولة مملة، وحجة ان البعض لا يسعي لسيطرة الحزب الحاكم على الدولة واهية، وحجة ان الفلول يرهقوننا ويقفون حجر هثرة ف طريقكم مضيعة للوقت!! ايها الرئيس ماذا تنتظر من شعب قام بثورة واتى بك ففعل بذلك نصف ما يتوجب عليه، ويحاول من آن لآخر الوقوف بجانبك ليتمم نصفه الآخر، ما بال نصفيك ؟!!
أيتها المعارضة وأي معارضة تسلكين وقد كان الميدان سببا في هذا اللقب، فمعروف لدي أى معارضة ف العالم أنها تتفق مع النظام الحاكم في تطبيق أسس بناء المجتمع، لكنها تختلف وتقف أمامها بعد ذلك في بعض وسائل التطبيق أو غير ذلك من التطبيق الذى لا يجب أن يقف بشكل أو بآخر ف وجه النهوض بالبلاد، فما ذنب المواطن بمصالح النخب!!
واخيرا عن الزيارة صاحبة المقال وباختصار فكان ما كان فيها من نفاق وتودد ورائحة كريهة تنبعث كما كانت قديما أثناء زيارة محافظ السويس لإحدي شركات قطاع الأعمال بالمحافظة ومن ليس لهم دور سوي التطبيل دون إعتراض منه أو تمغص من تكرار المواقف بإختلاف بعض الرموز، مع العلم بأن هذا المحافظ ينتمى لجماعة الاخوان المسلمين.