جاء المقال الافتتاحي لصحيفة التايمز البريطانية ، اليوم الاثنين، بعنوان "الآمال المعتدلة". وقالت الصحيفة إن "الانتخاب المفاجئ لحسن روحاني رئيساً لإيران، يوفر فرصة كبيرة لإصلاح علاقاتها مع الغرب وكسر الجمود في موضوع السلاح النووي".
وأضافت الصحيفة "انتخاب روحاني كان مفاجأة مذهلة للمتشددين في إيران، وخاصة إلى المراقبين الدوليين الذين كانوا يعدون النية للتنديد بنتائج هذه الانتخابات والتي توقعوا أن تكون نتائجها معدة سلفاً من قبل المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي".
وأشارت الصحيفة إلى أن الإيرانيين انتخبوا "رئيساً معتدلاً وعد بإيجاد حلول للجمود في موضوع إيران النووي، إضافة إلى العمل على إصلاح علاقات إيران مع المجتمع الدولي من أجل أن ينعكس ذلك على الحريات الشخصية في البلاد والتي عانت من افتقار للحرية الشخصية على مدى 8 سنوات الماضية.
وأوضحت الصحيفة أن انتخاب روحاني بعث رسالة قوية للنظام القائم وللعالم على السواء، فقد أثبت انتخابه للمتشددين وجود تأييد شعبي كبير للمطالبين بالإصلاح الاجتماعي والسياسي ورغبة لإنهاء عزلة إيران الدولية.
وأضافت الصحيفة أن انتخاب روحاني أثبت للعالم بصورة عامة، بأن النظام القائم في إيران لديه تأييد ضعيف مقارنة بجماهير الشباب والمناصرين للغرب في البلاد.
وختمت الافتتاحية بالقول إن على الغرب المضي بالضغط على النظام الإيراني وفرض العقوبات بينما تخفيفها عن المواطنين العاديين.
وكتب وزير الخارجية البريطاني السابق جاك سترو مقالا في صحيفة ديلي تلغراف بعنوان "قائد إيران الجديد يمثل أملاً للمنطقة". وقال إن " الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني لديه أكثر من رؤيا لنظام معتدل".
وأضاف وزير الخارجية البريطاني السابق أنه "خلال مؤتمر كبير في جنوب طهران، قال روحاني لي ولوزير الخارجية الفرنسي دومنيك دي فيلبان ونظيره الألماني فيتشير أنه قد حان الوقت للذهاب لزيارة الرئيس"، مشيراً إلى أن هذا المؤتمر عقد في 21 أكتوبر 2003 وكان حول الملف النووي الإيراني.
وأردف سترو "تمثلت الخطة، بأنه وفور التوصل إلى اتفاق في صباح ذلك اليوم، أننا سنذهب لرؤية الرئيس الإيراني آنذاك محمد خاتمي"، مضيفاً " أتذكر حينها أنني قلت له ليس هناك أي داع لرؤيته، وقال فيتشر حينها أن الطائرات بانتظارهم في المطار وهي وجهتهم".
وأضاف سترو إن "خبر انتخاب روحاني يمكن اعتباره أفضل الأنباء التي سمعت في المنطقة منذ سنوات عديدة لمستقبل المنطقة ولإيران ولاقتصادها ولمشكلة الملف النووي، إضافة إلى سوريا والعراق وإسرائيل وفلسطين".
وأوضح سترو أن هناك من يفترض أن انتخاب روحاني لن يغير شيء، بل إنه "يلبس ثياباً أكثر أناقة من سلفه محمود احمدي نجاد" وذلك بحسب ما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مضيفاً أن هناك أيضاً من يفترض أن كل شيء سيتغير بانتخاب روحاني وبشكل سريع، وأن على حكومتنا العمل على إعادة العلاقات الدبلوماسية مع إيران، إلا أن هذا الأمر لن يتحقق إلا في أغسطس المقبل، إذ على روحاني التفاوض مع المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية والحرس الثوري قبل أن يتناقش مع الغرب.